إغتيال أحد أبرز أعوانه في عدن يضع هادي في قفص الاتهام من جديد
أثارت عمليةُ اغتيال جعفر سعد بمحافظة عدن، التساؤُلَ مجدداً عن قدرات هادي القيادية، وعزَّزت الشكوكَ داخل صفوف المرتزقة إزاءَ العجز والشلل الأمني التام الذي تعيشُه عدنُ منذ شهور. ولم يعد سراً التواجُدُ المتزايد والنشاط المتنامي لعناصر التنظيمات الارهابية في عموم أحياء ومناطق العاصمة الاقتصادية عدن . ولم تعد تقتصر الممارساتُ الارهابية لداعش والقاعدة على البطش بالمواطنين ونهب الممتلكات العامة والخاصة، بل وصلت ذروتَها في الآونة الأخيرة إلى اغتيالِ لشخصيات سياسية وعسكرية وأمنية وقضائية.
وطالت أبرز تلك العمليات الرجل الأول في المحافظة اللواء جعفر سعد الذي أصدر له الرئيس الفارّ والمتواري عن الأنظار عبدربه هادي قراراً بتعيينه محافظاً لعدن قبل أن يلقى مصرعَه مع كامل أفراد حراسته ومرافقيه أمس الأحد في عملية تبناها لاحقاً ما يسمى بتنظيم “داعش” الإرهابي. وتكشفُ رواياتُ شهود العيان عن حالة الفشل والعجز الأمني لهادي ومَن يقف وراءه من قوات ما يسمى بالتحالف العربي بقيادة السعودية في تأمين المدينة ولو في الحدود الدنيا على صعيد الأمن والاستقرار. وقال شهودُ العيان بأن جثة المحافظ تفحمت داخل سيارته التي استهدفها التفجير صباح أمس في مديرية التواهي، حيث ظلت لأكثر من ساعة تحترقُ بمَن فيها دون أن يكون هناك أي تواجد لعناصر الأمن بعكس الإرهابيين الذين اتبعوا التفجيرَ بهجوم مباشر نفذوه وهم يستقلون سيارتين عندما أجهزوا على مَن بقي به رمقُ حياة من مرافقي المحافظ الصريع، ومن ثم الذهاب في سبيلهم دون اعتراض من أحد.
وليس ببعيدٍ عن عدن ما يحصل في محافظة أبين التي أصبحت خاضعةً بالكامل لمقاتلي تنظيم القاعدة، حيث أصبحوا يمارسون القتل بأبشع الأساليب الوحشية بحق المواطنين، هناك فإن رؤيةَ المسلحين الملثمين بات منظراً مألوفاً في عدن وكافة أحيائها في حين تغيب الأجهزة الأمنية كلياً عن المشهد العام في المدينة التي تشدق العدوان طويلاً بـ”تحريرها” من سيطرة الجيش واللجان الشعبية وتولي مسئولية تطبيع الحياة فيها، غير أن هذا العدوانَ وأعوانَه في الداخل لا يزالون عاجزين حتى عن تأمين حي أو شارع فيها.
وأعقبت حادثةَ مصرع المحافظ سعد عددٌ من الاغتيالات، منها اغتيال ضابط في الجيش برُتبة عقيد يُدعى عنتر الباخشي، وهو أحدُ منتسبي لواء الرُّماة بمدينة إنماء عدن، برصاص مجهولين.. بالإضافة إلى اغتيال قيادي فيما بات يُعرف بـ”المقاومة الشعبية” التي أعلنت ولاءَها لهادي في المنصورة. كما قُتل القاضي محسن علوان، رئيسُ المحكمة الجزائية المتخصصة في محكمة استئناف محافظة عدن، وأحد أبنائه وأحد مرافقيه وإصابة آخرين.
عندما أطلق مجهولون النارَ بكثافة على سيارته أمام أحد المراكز التجارية بالمنصورة.
كما شهدت الساعاتُ الماضيةُ اغتيال مسلحين مجهولين للعقيد عقيل الخضر وهو أحد منتسبي الاستخبارات العسكرية في مديرية المعلا بالمدينة.. وكان آخر هذه الاغتيالات مساء أمس باغتيال مدير كهرباء عدن مجيب السعيدي.
ويبقى القولُ بأن الوضعَ الأمني المتدهور في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية الخاضعة صورياً لسيطرة دول تحالف العدوان ودولة الفارّ هادي فيما هو فعلياً تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي يتزايدُ تناميها ونفوذها على الميدان، يثير الكثيرَ من تساؤلات المراقبين عن علاقة العدوان بهذه المكونات الإرهابية وعن مقدرة هادي وحكومته المدعوة بـ”الشرعية” في السيطرة على هذه المناطق، ناهيكَ عن بسط نفوذ الدولة على كافة أرجاء البلاد، وهو الهدفُ المُعلَنُ للعدوان، الأمر الذي ينبئ – كما يقول محللون سياسيون – عن مخطط قذر لنشر الفوضى والاقتتال الداخلي في اليمن لسنوات وربما لعقود طويلة. ويؤكد مراقبون أن هادي – الذي تفيدُ معلوماتٌ مؤكدةٌ أنه يبيتُ على متن سفينة حربية تابعة للعدوان في عرض البحر لفرط شكوكه وعدم ثقته بكل مَن حوله من اليمنيين والذين يتخذ من جنود القوات الأجنبية الغازية حراسةً شخصيةً له- هو أضعفُ بكثيرٍ من أن يقودَ اليمنَ في المرحلة المقبلة، وأنه ليس أكثرَ من أداةٍ قذرة بيد العدوان لتنفيذ أجندته التدميرية القذرة بحق اليمن وأمنه واستقراره وتماسك أبنائه.
#اليمن_والخليج