صمود وانتصار

تقرير عن خطاب السيد القائد يوم امس

الصمود – تقرير : زيد الغرسي

قائد المسيرة القرانية في ذكرى مولد سيد البشرية

– الرسالة الالهية هي المخرج الوحيد ونحذر من استمرار العدوان وندعو لمزيد من الصمود وتوحيد الصف واهتمام الحكومة بمواجهة العدوان

اكد قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ان احياء مناسبة ذكرى مولد خاتم الانبياء والمرسلين محمدا صلوات الله عليه واله مهم لأنها مناسبة غنية بأهم الدروس والعبر التي تحتاج إليها الأمة اليوم وتستفيد منه البشرية بكلها في تصحيح وضعها وإصلاح واقعها ومواجهة الأخطار لاسيما بعد أن تفاقمت مشاكل البشرية بفعل قوى الطاغوت والاستكبار الظلامية الظالمة التي تسعي في الأرض فسادا وتملأها ظلما وجورا.

واكد السيد القائد في خطابه بمناسبة ذكرى مولد الرسول الذي القاه على الجماهير المحتشدة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء إن الشعب اليمني له شرف التميز في تفاعله مع ذكرى مولد الرسول الاكرم حيث يتميز ابناء يمن الايمان بالمبادئ الحقة والاخلاق الكريمة والروح الطيبة التي يحملها محبة وإجلالا وتوقيرا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشيرا الى إن جهود ومساعي القوى الظلامية الضالة المخذولة فشلت في تغيير هذه السجية الطيبة وهذا الانتماء الأصيل عن هذا الشعب العظيم طيلة السنوات الماضية

تزييف الوعي وافساد قيم الانسان

وفي نقطة لها علاقة بحاضرنا ومحاولة الباطل تزييف وعي الناس تحت عناوين عدة اشار السيد القائد الى حالة الناس قبل ميلاد الرسول الاكرم حيث كان الانسان تائها لا يعي دوره ولا يحمل من اهتمام الا ان يأكل ليعيش ويعيش ليأكل وفي ظل سيطرة المجرمون واستحكام قبضة الطاغوت تمكنوا من جعل الخرافة عقيدة وحرموا حلال الله وحللوا حرامه وأشركوا به وافرغوا الانسان من عاطفته الانسانية و زينوا لهم قتل اولادهم وتحولت كل تلك الخرافات والمفاسد الى معتقدات يقدسونها ويدينون بها و يتشبثون بها وتطبعت عليها اجيال حتى فقدت البشرية الوعي بهدف وجودها المقدس ومسئوليتها في الحياة

العبرة من واقعة الفيل

وفي سياق استلهام الدروس والعبر في مواجهة العدوان السعودي الامريكي تطرق السيد القائد الى محاولة الباطل هدم اخر معلم يشير الى عبادة الله وهو البيت الحرام حيث تحرك اصحاب الفيل للقضاء على ما يعتبرونه تهديدا مستقبليا عندما عرفوا أن مبعث النور والخلاص آت بقدوم خاتم الأنبياء من مكة البيت الحرام في ذلك العام فجيشوا له كل الامكانيات بما في ذلك الفيل الذي كان غير مألوف للعرب حينها وعند تخلي العرب عن مسئوليتهم في الدفاع عن البيت الحرام تدخل الله لحماية بيته وكانت تلك الحادثة مهيأة لميلاد الرسول الاكرم الذي بحركة بالقرآن و بما منحه الله من مؤهلات عالية وكمال عظيم استطاع ان يصنع تغييرا مفصليا في التاريخ وان يؤسس لعهد جديد انتصر فيه الحق على ايدي المستضعفين وليس المستكبرين .

الرسالة الالهية هي خلاص الشعوب

وفي تشخيص دقيق لما تعانيه شعوب العالم من ظلم واضطهاد وقهر اكد السيد القائد ان لا مخرج لها الا بالعودة الى الرسالة الالهية القائمة على العدل لانها المشروع الوحيد القادر على احداث التغيير الحقيقي في الواقع البشري وتقديم الحلول الواقعية للبشر لما تتميز به من صفات ابرزها انها مشروع شامل يتجه لإصلاح نفس الانسان ومشروع يصنع الوعي ويزكي النفس ويأخذ بيد الانسان الى الطريق السوي ويهدي للتي هي اقوم كما انها مشروع لكل عباد الله وليس لعرقيات او قومية او الوان بعينها و العدل هو قوامها واحد اركانها الرئيسية وبما تمثله هذه الرسالة من حجة لله على كل عباده ؛

مشيرا في نفس الوقت عن بعض اسباب وصول شعوب العالم الى هذه المرحلة من الضعف والوهن والضعف والتي من بعضها تحكم أمريكا وإسرائيل بالعالم ومفاقمتهما لمعاناة البشرية، ونهب خيرات الشعوب وحرصهما على صناعة الحروب والأزمات وما زاد الوضع سواء تبعية بعض الدول الاسلامية العمياء لأمريكا وإسرائيل

وحول مواجهة هذه الحالة قدم السيد القائد بعض الحلول في مواجهة قوى الطاغوت والاستكبار واتباعهم من المنافقين تمثلت في الحذر من قوى الاستكبار والوعي ومواجهة المؤامرات والمكائد بكل المسئولية والاعتصام بالله والارتباط الوثيق برسالته التي تتوفر فيها عناصر القوة التي تجعل الأمة تحظى بنصر الله وعونه قال الله تعالى : ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ).

انتصارات العراق وسوريا

وخلال خطابه اشاد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالانتصارات الكبيرة التي حققتها العراق وسوريا ضد المد التكفيري داعيا بقية شعوب المنطقة إلى الحذر واليقظة وتحمل المسؤولية في مواجهة الخطر التكفيري المصنوع أمريكيا وإسرائيليا واللذان يستخدمانه كوسيلة في ضرب الأمة من الداخل وتفكيكها وبعثرتها موضحا إن الشعب اليمني يواجه قوى الشر مجتمعة بما فيها الانظمة الداعشية وعلى رأسها النظام السعودي أو المجاميع الداعشية بشكل مباشر والتي يتم جلبها من كل اصقاع العالم الى اليمن

رسائل للداخل

وفي رسائله السياسية للداخل اليمني اكد قائد الثورة الشعبية على تحمل الجميع مسئولياته في مواجهة العدوان مضيفا إن الاولوية في هذه المرحلة هي حشد الطاقات وكل الامكانيات لمواجهة العدوان السعودي الامريكي وتوحيد الصف الداخلي محذرا في نفس الوقت من شائعات العدوان ومنافقيهم التي يريدون من خلالها الهاء الشعب اليمني عن مواجهة العدوان والانشغال بأمور اخرى قائلا ” ان من يخرج عن هذه الاولويات الا مارق متبلد الاحساس عديم الوعي مفرغ من الشعور الانساني”.

اما على صعيد الحكومة فقد وجه قائد الثورة حكومة الانقاذ الوطني للعمل بكل ما في وسعها لخدمة الشعب والعناية بأبناء الجيش واللجان الشعبية وكل ما من شأنه دعم الجبهات لمواجهة العدوان مطالبا في نفس الوقت الشعب اليمني بالوقوف مع هذه الحكومة والتفاعل معها داعيا كل الحكومات لاتخاذ موقف انساني للاعتراف بهذه الحكومة الشرعية التي تقرها كل الدساتير والقوانين كونها وليدة ارادة شعبية حرة بدون اي تدخلات خارجية

كما وجه رسالة تحذيرية لكل عابث او مفسد من اي جهة كانت بأن ثورة الحادي والعشرون من سبتمبر لن تكون مظلة لأي فاسد في اي مستوى من سلطات الدولة اواي شخص يرتكب جريمة بحق هذا الشعب سواء كان من اللجان الشعبية او الاجهزة الامنية

الاعلاميين عليهم مسئولية كبيرة

ووجه قائد الثورة الشعبية جميع الاعلاميين الوطنيين الواقفين ضد العدوان إلى عدم الانجرار والحذر من الشائعات المغرضة والدعايات الكاذبة الهادفة إلى إلهاء الشعب عن مسؤوليته الأساسية في التصدي للعدوان مؤكدا ان على الإعلاميين مسؤولية كبيرة في أن يكونوا هم بقدر المسؤولية وعيا وتعاطيا وممارسة، وأن يجعلوا أولويتهم المطلقة هي التصدي للعدوان السعودي الامريكي

صمود ونصيحة للنظام السعودي

وحول ما يتعرض له الشعب اليمني من عدوان ظالم قارب العامين اكد السيد إن خيار الشعب اليمني الوحيد هو الصمود والثبات والمواجهة حيث لا وهن ولا ذل ولا استسلام، قائلا ” وطالما استمر هذا العدوان فلن نألوا جهدا في التصدي له بكل عزم وجد، وبالتوكل على الله تعالى وبثقتنا به وبوعده لنا بالنصر”

كما وجه في نهاية الخطاب نصيحة للنظام السعودي بقوله ” أوجه نصحي إلى السعودي جار السوء، استمرارك في العدوان لن يزيدك إلا خسرانا، وعبء ذلك كبير عليك في الدنيا والآخرة، من مصلحتك ومصلحة المنطقة بكلها أن توقف عدوانك، هذا العدوان العبثي المستهتر، إن الله لا يحب المعتدين، وهو نصير عباده المستضعفين.”

حب صادق ونجاح امني

وكان قد توافد مئات الالاف من ابناء الشعب اليمني الى ميدان السبعين من كل المحافظات رجالا ونساء واطفالا ليشكلوا لوحة بديعة استثنائية في دول المنطقة معبرين عن فرحهم وسعادتهم بمولد النبي بالأهازيج والبرع وغيرها من العادات والتقاليد اليمنية الحميدة

من جانب اخر سجلت الاجهزة الامنية بالتعاون مع اللجان الشعبية نجاحا منقطع النظير في تأمين الفعالية برغم العدوان وتربص القاعدة وداعش في الوقت الذي شهدت مدن اسلامية في نفس اليوم تفجيرات مروعة اودت بحياة العشرات من المواطنين في كل من الصومال وتركيا .