وجه أردوغان الجديد يقلق الرياض
تدرس السعودية موقفها من الأزمة السورية، في ظل ابتعاد تركيا عن محورها ودخولها في اتفاق تنسيقي مع طهران وروسيا، يستبعد اسقاط الرئيس السوري بشار الأسد من أولويات حل الأزمة.
أضافت تركيا خيبة أمل جديدة إلى الخيبات السعودية مع وصول التقارب بين موسكو وأنقرة إلى حد التنسيق طويل الأمد بالشراكة مع طهران حول الأزمة السورية.
فمنذ أبريل/نيسان 2016م، بدأت السعودية تحركات جدية نحو تركيا بتخطيط ولي ولي عهدها محمد بن سلمان، أرادت من خلالها جمع الجهود لإسقاط النظام السوري، في ظل الفشل على جبهات عدة، وظهر تقارب البلدين في الإستقبال التاريخي للملك سلمان بن عبد العزيز من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتظهَّرت “قوة” العلاقة بعد ذلك بمناورات كبرى شاركت في القوات الجوية السعودية، وما تلاها من مواقف متطابقة وخاصة في الأزمة السورية.
وتغيّر الكثير بالنسبة إلى تركيا الكثير، بدءً بحادثة إسقاط الطائرة الروسية إلى محاولة الإنقلاب الفاشلة في تركيا، وغيرها من الأحداث الميدانية، فضلاً على تغيّر مزاج الإدارة الأميركية مع فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ذهبت أنقرة بعيداً عن الخط السعودي، ووصلت الأمور إلى الإتفاق مع روسيا وإيران على أن إسقاط نظام الأسد لم يعد أولوية.
أما بالنسبة إلى الرياض التي راهنت على أن تكون أنقرة يدها العسكرية في تحركاتها في سوريا، فأصبحت الصورة أكثر سوداوية، خاصة أن خصوم الأسد بدأوا بالتراجع بشكل متتال وغضب الجماعات المسلحة من أنقرة بدأ بالتزايد.
ويشير مراقبون إلى أن صناع القرار في الرياض يعيشون حالاً من التخبط، ما دفع القيادة السعودية إلى المطالبة بالهدوء والحذر من التصريحات حول الملف السوري لتجنب مزيد من المفاجآت، كي تدرس المواقف في ظل تغيرات كبرى بعيداً عن رهاناتها في الأزمة السورية، فيما تتجه الأنظار إلى علاقاتها مع تركيا التي باتت في محور مقابل تميل له كفة الموازين في أكثر من جبهة.