الرئيس الصماد في حوار ساخن على قناة الميادين “النص الكامل للمقابل”
النص الكامل للمقابلة التي اجرتها قناة قناةُ الميادين الفضائية مع رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ صالح الصمّـاد
– الميادين: من العاصمة اليمنية صنعاء أرحب بكم..
بعد عام وعشرة أشهر من الحرب على وفي اليمن.. نسألُ عن أفق هذه الحرب، الممتدة على طول الجغرافيا اليمنية.. عن خيارات الجبهة الداخلية ومستقبل البلد ووَحدته.. عن مصير الحوار السياسي، بعد تبخر اتّفَاق مسقط.. وعن الدور الأَمريكي في العهد الجديد.. عن الدعم الإيراني، وعن جهود الأُمَـم المتحدة مع تولِّي أمينها العام الجديد، في هذا الحوار الخاص مع الأستاذ صالح الصمّـاد رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن..
أستاذ صالح، أهلاً ومرحباً بك في الميادين.
الصمّـاد: أهلاً وسهلاً وحياكم الله..
– الميادين: في مستهل هذا الحوار، لَا بُـدَّ أن نبدأ من الجبهة الأسخن في الميدان وتحديداً ذو باب، باب المندب، المخاء، أَيْـضاً كهْبوب في لحج.. هناك تدور معارك هي الأعنف، منذُ أيام غارات جوية مكثفة، قصف بري وبحري، الجميع يترقب هذهِ المعركة التي وصفها محافظ تعز المعيّن من قبلكم بأنها معركة مصيرية.. هل هي مصيرية بالفعل؟
الصمّـاد: أولاً أرحب بكم، ومن خلالكم نشكُرُ قناة الميادين والقائمين عليها على الدور الريادي الذي قامت به في رفع مظلومية الشعب اليمني، وإيصال صوت اليمنيين للعالم، في الوقت الذي اشتغلت ماكينةُ الإعلام بتضليل الرأي العام المحلي والدولي.. وكما تعلم أخي العزيز والإخوة المشاهدين أن العدوانَ قد وصل إلى حالة من الإفلاس والهزيمة والإحباط خلال الفترات الماضية وخلال محاولته اليائسة باتجاه تحقيق أي خرق ميداني سواءٌ أكانت أيام المحطات التشاورية في الكويت وفي جنيف، والتي استطاع من خلالها أن يجيّشَ وأن يعملَ تصعيداً قوياً في الميدان.. ما يحصل الآن في باب المندب وفي المخاء وفي كهبوب وفي غيرها من المناطق الساخنة التي تشتدُّ فيها المعارك، هي معركة كرامة للأمة العربية والإسْلَامية، نعتبر أن اليمنيين فيها الآن يدفعون ثمنَ كرامة الأُمَّـة العربية والإسْلَامية.. فالمعركةُ ليست معركةً مع المرتزق، وليست مع السعودية، هي معركة مع إسْرَائيل بالدرجة الأولى، ومعلومٌ أنه ومنذ سقوط الهيمنة السعودية على اليمن بعد ثورة الحادي عشر من سبتمبر، كانت أول تصريحات تفاجأنا بها هي تصريحات الكيان الصهيوني بتخوفهم من اقتراب ما يسمونه الحوثيين من باب المندب وتهديدهم لهذا الممر الملاحي الدولي، الذي ثبت للعالَم عكس ما تدّعيه إسْرَائيل والكيان الصهيوني، لذلك نحن نعتبر أن إسْرَائيلَ هي رأسُ الحربة في هذه المعركة، ومعلومٌ أن الطيران الإسْرَائيلي الاستطلاع الإسْرَائيلي والأقمار الإسْرَائيلية تشارك بدور أساسي وفاعل وبدت تصريحاتهم واضحة الآن لا غبار عليها ولقاءاتهم مع المسؤولين السعوديين لقاءات بالمكشوف، ليس هناك حرج أمام العدوان السعودي في التبجح بعلاقته مع الكيان الصهيوني، فهذه المعركة هي معركة كرامة، ونعتبر كما تحدث الأخ المحافظ أنها معركة مصيرية، مصيرية على الأُمَّـة العربية والإسْلَامية بشكل عام؛ لِأَن هذه المنطقة وهذا المنفذ الحيوي سيستخدم في إذلال وامتهان الشعوب العربية والإسْلَامية..
– الميادين: أنتم تقولون كلاماً خطيراً يتعلقُ بالسعودية وإسْرَائيل، هل لديكم أدلة على مشاركة إسْرَائيل في الحرب منذ بدئها؟
الصمّـاد: لم يبدِ أحدٌ تخوُّفَه من وصول الجيش واللجان الشعبية إلى باب المندب مثلما أظهرت إسْرَائيل تخوفها وعلى لسان أكبر ساستها، لذلك الدور الإسْرَائيلي أساسي وبارز..
– الميادين: هل إسْرَائيل تشارك في الميدان.. أنتم أَيْـضاً ترفعون شعار الصرخة موجّه أَيْـضاً ضد إسْرَائيل وتقولون الموت لإسْرَائيل.. أَوْ اللعنة على اليهود، بمعنى من الطبيعي أن تتخوَّفَ إسْرَائيل وكبار ساسة إسْرَائيل من هذهِ الناحية ومن صعودكم إلى سدّة الحكم في البلد؟
الصمّـاد: إسْرَائيل تشتري جزراً من الصومال وتشتري جزراً من إريتريا، ولها علاقة قوية مع النظام الإرتيري، لاحت لها الفرصة أن تجد أنظمة عربية منبطحة ستخدمها للهيمنة على هذا المنفذ الحيوي والهام، ونحن نعرف أن السعودية أجبن وأحقر وأذل من أن تدخل معركة بهذا الحجم، لولا الدعم الصهيوني والأَمريكي.
اليمن مصدرُ قوة لشبه الجزيرة العربية
– الميادين: نعود إلى معركة ذو باب وباب المندب إلى أين وصلت هذه المعركة وما الهدف منها إجمالاً؟
الصمّـاد: المعركة في باب المندب وفي ذو باب والمناطق الساحلية، هي معركة تستهدفُ كتم ما تبقى من أنفاس الشعب اليمني، هم دَائماً ليسوا أصحاب قيم، وليسوا رجال ميدان.. هم فقط يسعون بعد أن عجزوا عَسكرياً إلى كتم أنفاس الشعب اليمني من خلال الجانب الاقْتصَادي، وكانت آخر خطوة نقل البنك المركزي وغيره؛ لذلك لا زال الساحل يمثل متنفساً لإيصال بعض المواد الغذائية والمشتقات النفطية للشعب اليمني، فيحاولون أن يهيمنوا على المنفذ الحيوي المتمثل في الحديدة وفي المخاء، وللعلم ومن خلال استقرائنا للتأريخ نجد أن السعودية هي الهدف القادم للأَمريكيين والإسْرَائيليين، لكن هم يعرفون أن احْتلَالَ السعودية يصعُبُ مع وجود اليمن مستقل حر؛ كون اليمن يمثل مصدر قوة لشبه الجزيرة العربية ودرعاً للجزيرة العربية، ومن يستقرئ التأريخ يجد أن المحتلين لم يدخلوا إلى الجزيرة العربية، إلا بعد أن يكونوا قد كتموا أنفاس اليمنيين وحاولوا أن يهيمنوا عليهم؛ لذلك نجد أن كُلَّ هذا الدعم الأَمريكي والخارجي للهيمنة على اليمن والهيمنة على السواحل اليمنية وربما تكون السعودية هي أول من يكتوي بنار التواطؤ والعمالة والانبطاح، لذلك نحن نطمئن شعبنا اليمني وكل إخوتنا وأصدقائنا من أحرار هذا العالم أن المعركة تحت السيطرة، وأنهم فقط بوسائل إعلامهم وأبواقهم الإعلامية يصنعون انتصارات وهمية، هم لم يحققوا تقدُّماً حتى بشبرٍ واحدٍ لا في ذو باب ولا في العمري ولا في غيرهما، وكما تعرف أن قادتهم يتساقطون في ساحات الوغى، فما بالك بالمساكين والمرتزقة والمغرر بهم الذين يزجون بهم بأبخس الأثمان.
متواجدون في باب المندب
– الميادين: بالنسبة لمضيق باب المندب ومنطقة باب المندب؟
الصمّـاد: الموقعُ الجغرافي لباب المندب نفسه أن جزءً من باب المندب يكونُ تحت سيطرة المناطق الجنوبية وجزء منه تحت سيطرة المناطق الشمالية؛ لذلك لا يستطيع أي طرف أن يفرضَ هيمنته دون الطرف الآخر، لذلك قوات الاحْتلَال والغزو في المناطق في الحدود الجنوبية وقوات الجيش واللجان الشعبية متواجدة في المناطق الشمالية والغربية.
– الميادين: مَن تقصد بدول أَوْ قوات أَوْ الاحْتلَال مَن هي بالضبط؟
الصمّـاد: النظامُ السعوديُّ والإماراتي ومَن غزا معهم في أرض الجنوب.
– الميادين: قبل أيام ظهر رئيس أركان هادي في سواحل ميدي، هل هذا يعني أن ميناء ميدي بات تحت سيطرتهم؟
الصمّـاد: كما تعلم أن ميدي هي منطقة حدودية محاذية للحدود مع المملكة العربية السعودية، ويصعُبُ التواجد فيها بسبب القصف البحري، وكذلك الغطاء الجوي، ولكن ميدي كمديرية ما زالت تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية ولم يستطع العدو أن يحقق أي تقدم فيها، إذا كان هناك من مناطق محاذية للساحل في الشريط الحدودي، يستطيعوا مثلاً أن يعطوا تغطية نارية للخطوط الأمامية للجيش واللجان الشعبية ليستطيعوا من خلالها أن يتواجدوا ليبرزوا صورة في الإعلام.. هذا لا يعني أنهم يسيطرون على أية منطقة استراتيجية داخل العمق اليمني؟
– الميادين: لكنه ظهر وتحرك بأريحية وبحرية كما بدا؟!
الصمّـاد: لكن مَن يعرف طبيعة جغرافية منطقة ميدي يعرف كيف تكون هذه الصورة؛ لِأَن المنطقة هي منطقة حدودية لا فرق بينها وبين الساحل اليمني والسعودي.
– الميادين: عدتم قبل أيام من الحديدة، لماذا هذهِ الزيارة، ولماذا هذا التوقيت؟ ولماذا تتجهون إلى الحديدة في هذا الوقت الحساس؟ هل الأمر مرتبط بما يجري من تحرّكات على سواحل تعز وأيضاً على سواحل ميدي؟
الصمّـاد: الموضوع هو زيارة طبيعية لمحافظة الحديدة، هذهِ المحافظة التي تمثّلُ رقعة جغرافية ومصدراً حيوياً للاقْتصَاد اليمني، وكذلك زيارة الإخوة في البحرية الذين يعتبرون الآن رأسَ الحربة أَيْـضاً مع تركيز العدوان على هذهِ المناطق.
بعيد عليهم أن يصلوا إلى الحديدة ومينائها وقد جرّبوا
– الميادين: بالنسبة للميناء هل هو في خطر.. ميناء الحديدة؟؟
الصمّـاد: ميناء الحديدة تعرض للاسْتهدَاف
– الميادين: الجوي.. وأيضاً الاسْتهدَاف البحري، لكن هل هناك مخاوفُ من أن تمتد المعارك إلى الحديدة، وبالتالي إلى ميناء الحديدة؟
الصمّـاد: بعيد عليهم أن يستطيعوا ذلك، هم لازالوا غارقين في المعارك في أطراف باب المندب وفي ميدي، أما بالنسبة للبحرية لن يستطيعوا أن يكون لهم قواعد في البر وتواجُد وخلايا داخلية، وهذا الذي لا يمكن أن يحققوه داخل العمق في محافظة الحُديْدة وغيرها من المحافظات.
– الميادين: ما الذي يجعلكم على ثقة من هذا الأمر؟؟
الصمّـاد: هناك استعدادات قوية وترتيبات رائعة جداً، ومن قبل الإخوة في البحرية، وكذلك المنطقة الخامسة على أتم الجهوزية لمواجهة أية احتمالات وقد جرّبوا.. هم كلما حاولوا أن يضغطوا في مكان عسى أن يكون رخواً أَوْ سهلاً.. تفاجأوا بصمود قل نظيره.
الوضع في نهم مطمئنٌ للغاية
– الميادين: إذا ما انتقلنا إلى معركة نهم، وهي أَيْـضاً جبهة ساخنة منذ أشهر تقريباً، إلى أي مدى الجبهة هناك متماسكة بالنسبة لكم؟
الصمّـاد: الجبهة في نهم تعرف أنها من قبل أكثر من سنة، المعركة هناك محتدمة والضغط من قبل العدوان لتحقيق أي تقدم أَوْ خرق ميداني في هذه الجبهة ضغط كبير ومستمر، وتبلغ عدد الغارات في بعض الأيام إلى أكثر من 80 غارة في حال إسناد أي زحف تقدم للعدوان باتجاه مناطق معينه، ولكن هذهِ الجبهة هي جبهة متماسكة، أولاً بقوة الله سبحانه وتعالى وقوة الجيش واللجان الشعبية المتواجدة هناك، وثانياً بقوة أبناء المنطقة.. كما تعرف أن قبائل محيط صنعاء هي قبائل أبية وعريقة ولها تأريخ وسجل نضالي رائد على مدى التأريخ، ولم يستطع أي احْتلَال أَوْ أي غزو على مدى التأريخ أن يتجاوز هذه المناطق، لذلك الوضع مطمئن للغاية، ولا يوجد ما يقلق.
لو كان يستطيعون أن يحققوا أيَّ تقدم، لحققوه خلال عشرين شهراً من العدوان
– الميادين: لكن فارق القوة كما يبدو ليس لصالحكم هناك؟
الصمّـاد: لو كان يستطيعون أن يحققوا أيَّ تقدم، لحققوه خلال عشرين شهراً من العدوان، أَيْـضاً تعرف أن زخم عدوانهم وقوتهم، وكان لا زال لديهم الاندفاع الكبير والقوي في بداية العدوان ولم يستطيعوا أن يحققوا أي شيء، الآن نحن نعتبر أنهم في حالة تراجع وانكسار، وما هذا التصعيد الميداني الكبير في كُلّ الجبهات إلا لتغطية العجز لمحاولة المسارعة لإيجاد أي خرق ميداني للخروج من الحرج الأخلاقي والإنساني الذي يتنامى بين أوساط أحرار العالم، جراء هذا العدوان وهذه المجازر والحصار.
نهم.. أكبر من بعض دول الخليج
– الميادين: كيف تراجع وانكسار وهم على مشارف صنعاء، الآن نهم تتبع صنعاء وتقع بين محافظتي مأرب وصنعاء، كيف نفهم مسألة التراجع والانكسار بالنسبة لهم؟
الصمّـاد: هم على هذا المنوال يقولون على مشارف صنعاء منذ أكثر من عام، لكن كما تعرف على الخريطة موقع مديرية نهم إدارياً.. لم يحققوا تقدماً داخل المديرية نفسها، أغلب المناطق التي دخلوها أَوْ تقدموا فيها هي باتجاه مفرق الجوف إلى محاذاة مديرية نهم، مديرية نهم أكبر مديريات محافظة صنعاء، وربما أكبر من بعض دول الخليج تقريباً.
– الميادين: صحيحٌ بالنسبة لمساحة مديرية نهم، لكن هذا الضغط الكبير عليكم الذي تواجهونه في الميدان.. إلى أي مدى الجيش واللجان الشعبية قادرون على التماسك والصمود أكثر في هذهِ الجبهة وفي الجبهات الأخرى؟
الصمّـاد: الذي يقاتل في الجبهات ليس الجيش واللجان الشعبية لوحدهم، هم وراءهم بحر أَوْ رافد من المجتمع اليمني الأبي، الذي في هذهِ الأيام وفي هذه الساعات هناك الكثير من الوقفات على مستوى محيط صنعاء ومستوى المحافظات لتجهيز المئات من المقاتلين بل الآلاف لرفد الجبهات، فالجيش واللجان الشعبية قادرون على الصمود لتنكسر شوكة العدوان، وربما يكون من يفكر في انهيار الوضع أن يكون هم أقرب إلى الانهيار وانكسار شوكتهم، والأيام ستثبت ذلك، تحدثنا في أكثر من خطاب وتحدثت قيادات المكونات السياسية سواءً السيد عبدالملك أَوْ الأخ الزعيم علي عبدالله صالح أن الناس مستعدون للمواجهة جيلاً بعد جيل.
– الميادين: أفهم أن صنعاء آمنة وستظل آمنة؟
الصمّـاد: ستظل آمنة باستثناء ما يحصل من اختراقات من قبل الطيران باسْتهدَاف المصانع والنساء والأطفال والمدارس.
لا خلافات، إلا في التسابق إلى الجبهات
– الميادين: بالنسبة للجبهة الداخلية وبعد اتّفَاق أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وتشكيل المجلس السياسي، الخلافات هل هناك خلافات بينكم أنصار الله وبين المؤتمر؟
الصمّـاد: نعم هناك خلافات، من يتقدم إلى المعركة.. من يمسك هذهِ الجبهة.. فهناك تبدو الخلافات في التسابق إلى الجبهات.. فمن ينتظر أن يحصل خلاف داخلي هو يراهن على المستحيل، وعليهم أن يدركوا هذهِ الحقيقة، امتزجت دماء الرجال من المؤتمر الشعبي العام ومن أنصار الله ومن بقية القوى الوطنية في جبهات القتال، ولا يمكن إطلاقاً أن يساوم أحد أَوْ يفرط أَوْ نختلف على أي موضوع إطلاقاً، على حساب كرامتنا وعزتنا وتمكين العدوان من رقابنا، أما بالنسبة لأية خلافات حسب ما يزعمون، فهذا أبعد من عين الشمس، وهم يراهنون على المستحيل.
– الميادين: لكن في الواقع تبدو الخلافات حول من يصل إلى المناصب وليس إلى الجبهات؟
الصمّـاد: لا يوجد هذا الشيء، وزراءنا الآن في حالة تقشف، كُلّ واحد يبحث له عن مصدر دخل من هنا ومن هنا، نحن شكّلنا حكومة إنقاذ وطني.. رجال مجاهدون، لا يبتغون موضوع المكاسب والمصالح..
استمرارُ فترة للمجلس السياسي الأعلى.. حالة استثنائية
– الميادين: قلتم ليس هناك خلافات، وبالتالي تم التمديدُ لكم في رئاسة المجلس السياسي، لكن هناك مَن قال بأن صالح الصمّـاد رفض ترك المجلس أَوْ رئاسة المجلس السياسي وطالب بالتمديد، خلافاً لما كان متفقاً عليه مع المؤتمر الشعبي العام؟
الصمّـاد: كُلّ هذه عبارة عن فبركات إعلامية ليس لها أساس من الصحة، نحن اتفقنا اتّفَاقاتٍ واضحة، وهناك لائحة داخلية تنظّم المجلس السياسي الأعلى، على أن تكون كما نصت أحد مواد هذهِ اللائحة أن تكونَ رئاسة المجلس دورية لمدة أربعة أشهر، هناك الكثير من الخطوات التي لا زلنا بصدد المضي فيها بعد تشكيل الحكومة، سواء فيما يتعلق بالوضع العسكري أَوْ إعادة تجميع الجيش والأمن، ورسمنة ودمج اللجان الشعبية وكثير من المهام الكبيرة التي لَا بُـدَّ من استكمالها.. فحبذوا الإخوة في المجلس السياسي الأعلى على أن تستمر الفترة كدورة أَوْ كحالة استثنائية فقط، لإكمال هذه الخطوات التي لَا بُـدَّ من إكمالها، والتي قد بدأنا فيها بتشكيل الحكومة، بعد تشكيل المجلس السياسي الأعلى، فلا يوجد ما يدعو للتمسك، نحن كنا أحرص على أن يستلم الإخوة في المؤتمر الشعبي العام رئاسة المجلس السياسي الأعلى، حتى نثبت للعالم أجمع، التداول السلمي، وكذلك المرحلة مرحلة تسيير أمور البلاد والحفاظ على ما تبقى من مؤسسات الدولة التي تعرضت للتدمير الممنهج من قبل العدوان، فلا يوجد ما يدعو للتمسك بهذه السلطة، والأيام ستثبت ذلك بإذن الله تعالى، إذا اكتملت هذه الخطوات وإذا اكتملت الدور، وسنكون نحن أحرص على أن يتصدر أَيْـضاً الإخوة في المؤتمر الشعبي العام رئاسة المجلس السياسي الأعلى.
السياسي الأعلى أبقى للدولة الهيكل والمبنى
– الميادين: سؤال مباشر ما الذي حققه المجلس السياسي منذ تشكيله؟؟
الصمّـاد: حقّق الكثير، أولاً أنه، في الوقت الذي كان يراهِنُ العدوان على تفكيك الجبهة الداخلية، وعلى الانفراد بالمكونات السياسية، والعمل على استقطاب الكثير من أبناء الشعب، واستنساخ مؤسسات الدولة، بحيث أنه يصنع عنده مؤسسات، يصنع عنده ألوية عسكرية، يستنسخ نفس المؤسسات المركزية، واستقطاب كوادرها إلى عندهم، مع وجود الفراغ السياسي في اليمن، سواء فما يتعلق برئاسة الجمهورية أَوْ فيما يتعلق بالمؤسسات التنفيذية للحكومة، فكان إيجاد المجلس السياسي، ولو من هذا الباب والحكومة ضرورة للحفاظ على هذه المؤسسات من الاستنساخ واستفراغ كوادرها، وأن يبقى لدينا فقط الهيكل والمبنى، كما أنه عمل ما بوسعه من أجل الدفع، وكما تعرف، أَيْـضاً حتى الانتماءات داخل الجيش والأمن، هناك الكثير من القيادات العسكرية التي لا زالت تكن ولاءً للمؤتمر الشعبي العام.. هناك الكثير من القيادات العسكرية التي لا زالت محايدة.. التي مستقلة.. تكن الولاء للإصلاح، لغيره، فوجود طرف واحد هو من يحكم، يجعل الكثير من هذه القيادات العسكرية والأمنية في حالة تربص وتنصل، عندما تأتي كُلّ القوى السياسية.. تكون مشتركة في إدارة البلد، تستطيع تحريك كُلّ هذهِ القوى، وكل هذه القيادات، وفعلاً هذا الذي حصل الآن، هناك تحرك كبير وواسع داخل الجيش، عندما أتى عمل مؤسسي، وأصبح الكل في واجهة العدوان، وإدارة أمور البلاد.
صرخة ليست حزبية.. بل صرخة ضد عدو يقتلنا
– الميادين: تُتهَمون بالسعي لإعادة صياغة عقيدة الجيش، بما يتناقض مع العقيدة الوطنية، وتغذية هذه العقيدة أَوْ تغييرها إلى عقيدة توالي طرفاً ما وتحديداً أنصار الله، وهناك أَيْـضاً فيديوهات سربت عن ترديد الجيش اليمني، وقطاعات واسعة للصرخة الخاصة بأنصار الله.
الصمّـاد: أولاً بالنسبة للصرخة، وما يتم تداوله أن هناك من يصرخ في جبهات القتال فهذه ضد العدو الذي يقتلنا.
– الميادين: ليس في جبهات القتال بل في المعسكرات في طوابير التدريبات التي تجري للجيش.
الصمّـاد: أولاً، هي ليست صرخةً حزبية، هي صرخة ضد أَمريكا التي تقتلنا، وإسْرَائيل التي تعتدي علينا في باب المندب، وتعتبرنا خطراً يمثل تهديدا عليها، ثانياً، أريد أن تفهم نتمنى أن كُلّ فرد من أبناء الجيش والأمن والشعب يتمتع بنفس عقيدة أولئك الرجال الذين واجهوا سبعة “أنفار” أشخاص أَوْ ثمانية عناصر من اللجان الشعبية في تبة المصارية أَوْ حمة المصارية شن عليهم العدوان أكثر من ستين غارة في هذهِ التبة، في حادثة نادرة لم تحصل ربما على مستوى الحروب؛ لذلك نحن عندما نعمل بعض التحديثات؛ لِأَن مثلاً العدوان اختلف، ربما عقيدة الجيش وتأهيله وتدريبه مبنية على مواجهة جيوشٍ نظامية بغطاء جوي وسلاح جوي وغيره، هذهِ الأسلحة امتلكها الطرف الآخر ولم نعد نمتلكها..
– الميادين: أنت تتحدث عن طرق المواجهة أَوْ طرق القتال.
الصمّـاد: طرق مواجهة.. نحن نعتبرها تحديثاً..
بيّتوا العدوان بهيكلة الخبراء الأمريكيين وتعطيل الأسلحة و اتلاف الصواريخ المضادة للطائرات
– الميادين: لكن بالنسبة للعقيدة الوطنية، أنتم لا تختلفون إذاً عن المكونات أَوْ الأحزاب الأخرى.. تتحدثون عن ولاء بعض قطاعات الجيش للإصلاح، وعن ولاء بعض قطاعات الجيش للمؤتمر، لكنكم أنتم جئتم لتعيدوا أَوْ لتجعلوا ولاء الجيش بجميع تشكيلاته وقطاعاته لكم أنصار الله فقط.
الصمّـاد: لا يوجد، نحن ليس لدينا أولاً، حزب، ثانياً، نحن نتحرّك في مواجهة العدوان، هناك أولوية مواجهة العدوان، ليس هناك تثقيفٌ في الولاء، لا لمرجعيات دينية أَوْ لغيرها، هناك تثقيفٌ، كيف نستطيع أن نواجهَ هذا العدوان، وكيف نصمُدُ في مواجهة العدوان؛ وَكما أسلفت لك، العدوان يمتلك الأشياء التي تربى عليها أبناء الجيش، والأسلحة التي كان يمتلكها أبناء الجيش اليمني، والتي عملت أَمريكا والسعودية على اسْتهدَافها اسْتهدَافاً ممنهجاً، وكما تعرف أنه منذ عام 2011 قُتل المئات من أبناء القوات الجوية وأسقطت العديد من الطائرات، وأتلفت الكثير من الصواريخ المضادة للطائرات، بعمل ممنهج من قبل عبدربه منصور هادي وبإيعاز من السعودية وأميركا، وبحضور خبراء أَمريكيين للهيكلة، لتعطيل هذه الأسلحة؛ لأنهم كانوا ينتظرون هذا اليوم الذي سيعتدون فيه على الشعب اليمني، وقد أفقدوه قوتَه التي كانت تتمثلُ في جيشه الباسل، لذلك تعرف أن هذا العدوان مُخَطّط له من قبل سنوات للوصول إلى هذا الشيء.
المجلس السياسي الأعلى يرسم السياسات، وَالحكومة تُدير المؤسسات
– الميادين: نعود إلى جزئية المجلس السياسي الأعلى.. الآن أنتم من يدير شؤون البلد عَسكرياً واقْتصَادياً وسياسياً؟
الصمّـاد: المجلس السياسي الأعلى هو من يدير شؤون البلد، والآن بعد تشكيل الحكومة، أصبح دور المجلس السياسي الأعلى هو رسم السياسات، وأصبحت الحكومة هي من تدير المؤسسات التنفيذية.
– الميادين: ما من سلطة فوقية عليكم؟
الصمّـاد: الطيران..
– الميادين: بالنسبة للداخل.. اللجنة الثورية العليا هل يعني ما زالت.. ما زال هناك الكثير من مشرفيها في كثير من مؤسسات الدولة، وفي الوزارات، ولم ينتهِ عمل هذه اللجنة؟
الصمّـاد: لا يوجد، كُلّ هذا عبارة، يعني عن إعلام مضلل..
اللجانُ الشعبية رافدٌ أساسيٌّ للأجهزة الأمنية
– الميادين: لكن بالنسبة لأقسام الشرطة، المواطنون يعرفون ويدركون وأيضاً يجدون..؟
الصمّـاد: مقاطعاً، اللجان الشعبية فعلاً، نحن نقولها وبالفم المليان: إن اللجان الشعبية هي قامت جنباً إلى جنب بدور أساسي مع الأمن، في الحفاظ على الأمن والاستقرار، كما تعرف أن الأجهزة الأمنية كانت محل اختراق منذ العام 2011 أكثر من مائة وسبعين ألف عنصر إصلاحي الذي تم إدراجُهم تحت المؤسسة الأمنية، وهي مَن عمدت إلى اغتيال أكثر من 2000 عنصر من الأمن السياسي، ومن بقية الأجهزة الاستخباراتية منذ دخول الإصلاح في هذه المؤسسات، فوجود اللجان الشعبية أمرٌ منطقي، باعتبارها قدمت نموذجاً صحيحاً.. وعندما تكون في صنعاء في يوم المولد النبوي الشريف، ربما يكون أكبر تجمع على مستوى المنطقة، واستطاعت الأجهزة الأمنية التي لا نقلل من دورها، ولكن مع حجم الاسْتهدَاف وحجم الضغط، كان وجود اللجان الشعبية يعتبر رافداً أساسياً لهذه الأجهزة واستطاعوا تأمين هذه الفعالية الكبرى، بينما سمعنا الانفجارات في الصولبان في عدن.. في تركيا.. في مصر.. في برلين.. في مناطق أخرى..
– الميادين: أنتم من اتهم بهذه التفجيرات التي وقعت في عدن؟
الصمّـاد: لو كانت القاعدة كما يقولون تتبع الحوثي وعفاش، وهي من تقوم بذلك لقاتلوها، ولكن هم مَن يتبنون هذه العناصر، وقبل أسبوع من معركة نهم تقريباً، وصل عبدربه إلى عدن واجتمع عبدربه منصور بخالد عَبدالنبي، وهو من قيادات القاعدة، وكذلك أبو عبدالله العدني، وتم الاجتماع بهم، وأعطاهم عبدربه منصور هادي رسالة..
– الميادين: اجتمع بهم..
الصمّـاد: اجتمع بهم في داخل القصر..
– الميادين: المعاشيق؟
الصمّـاد: المعاشيق في عدن.. أخبار مؤكدة.. وتم تكليفُهم بالوصول إلى قاسم الريمي..
– الميادين: هل هي أخبار.. أم معلومات مؤكدة؟
الصمّـاد: معلومات مؤكدة.
آخر كلام ترامب: إدارة أوباما أوجدت داعش، وإدارة كلينتون أوجدت القاعدة، والله أعلم إدارة ترامب ماذا ستوجد
– الميادين: طيب لماذا اجتمع بهم؟
الصمّـاد: على أساس أن يقوموا بدور في التحشيد نحو جبهة ذو باب وجبهة مأرب، وتم تحميلُهم رسالةً إلى قاسم الريمي للاستفادة من عناصره، هذه الأشياء أصبحت واضحةً، أَيْـضاً نايف القيسي، محافظ محافظة البيضاء أدرجته أميركا ضمن قائمة الإرهاب، عبدالوهاب هذا الحميقاني، من ضمن المدرجين، ولازالت يحظى بدعم كبير في المواجهة، يعني هناك مسرحية فقط لاستغلال هذه العناصر من أجل التواجد الخارجي واسترزاق الخارج والدعم، وكان آخر كلام للرئيس الأَمريكي ترامب أن إدارة أوباما هي من أوجدت داعش، وإدارة كلينتون هي من أوجدت القاعدة، والله أعلم إدارة ترامب ماذا ستوجد.
– الميادين: أنتم تقولون بأنكم تواجهون أميركا في الميدان، وأيضاً ترفعون شعاراً يقول الموت لأميركا، لكن في الوقع أميركا تدرج المناوئين لكم، ومن يواجهونكم في الميدان في قوائم الإرهاب، ولم تتعامل معَكم بهذه الطريقة؟
الصمّـاد: لا يستطيع الأميركان، أولاً، نحن عملنا شعبي، تعبوي ديمقراطي، حرّية التعبير، لم نستهدف سائحاً، ولم نستهدف أنبوباً، ولم نستهدف طبيباً.. نحن عملنا ثقافي توعوي، لذلك لا يستطيع الأميركان إطلاقاً، أولاً؛ لأنك تجعل أميركا هي الخصم نفسها.
– الميادين: ولكنكم ترفعون شعار الموت لأميركا؟
الصمّـاد: من حقنا أن نرفع شعار الموت لأَمريكا؛ لِأَن أميركا ترفع وتمكن سكاكين القاعدة وداعش، وتقتلنا بطائراتها ودباباتها.
– الميادين: قلتم كلاماً مهماً واتهاماً خطيراً بشأن الإصلاح وإدارته للأجهزة الأمنية وتورطه في اغتيال 2000 من قيادات الأمن السياسي وضباط الأمن السياسي.. أليس كذلك؟
الصمّـاد: والقوات المسلحة وَالجوية..
وثائق واعترافات بتبني الإصلاح للاغتيالات
– الميادين: طيب.. كيف بنيتم هذا الاتهام أَوْ هذا الكلام، هل لديكم أدلة حول هذا الأمر أم أنه مجرد حرب إعلامية في إطار الحرب التي توجهونها مع حزب الاصلاح؟
الصمّـاد: لا يوجد حرب إعلامية، لدينا أدلة ووثائق واعترافات لعشرات العناصر من حزب الإصلاح تبنوا عمليات اغتيال لضباط وقادة ومسؤولين، لدينا مفتون من داخل حزب الاصلاح واعترافاتهم موجودة..
الأمريكي لن يسمحَ بحل سياسي في اليمن خلال هذه المرحلة
– الميادين: إذا ما تحدثنا عن الشقّ السياسي، الآن المبعوث الأُمَـمي بدأ جولةً جديدةً لإحياء المشاورات السياسة بين الأفرقاء اليمنيين، زار الرياض التقى بمجموعة سفراء الدول الثمان عشرة..؟
الصمّـاد: هو يتحرك فقط لتخفيف الضغط الأخلاقي والإنساني المتنامي ضد السعودية، وكان أكبر فضيحة له هي بعد قصف الصالة الكبرى، التي سببت ثورة عارمة في العالم في الإدانات وسخطاً عالمياً كبيراً جداً، فبادر لإعلان ما يسمى هدنة 72 ساعة لامتصاص الغضب.. أريد أن أوكد لشعبنا اليمني، ولكل المشاهدين في هذا العالم، أن الأميركيين لا يمكنُ إطلاقاً، أن يسمحوا لحل سياسي في اليمن في هذه المرحلة.
– الميادين: لماذا؟
الصمّـاد: لِأَن مَن ينظر المشروع الأَمريكي في المنطقة، يرى لديهم توجهاً ومشروعاً أميركياً لتمزيق المنطقة، حتى في المناطق التي هم فاشلون فيها، تراهم مستمرين في تعقيد الأزمة، لذلك هم في حالة تراجُعٍ في العراق، الأَمريكان وحلفاؤهم في حالة تراجع في سوريا، ومع ذلك لا زالت الأزمة مستمرة، ولا توجد أية نية للحلول، فما بالك في اليمن..
لا تفاؤلَ بإدارة أمريكية جديدة
– الميادين: حتى مع صعود رئيس أميركي جديد.. رئيس جمهوري وتبدو تصريحاتُه أَيْـضاً تبعث على التفاؤل؟ بالنسبة لهجومه على الإدارة الحالية أَوْ القديمة لأوباما؟
الصمّـاد: سننتظر الأيام القادمة، لكن نحن نعنبر أن السياسَة الأَمريكية سياسة لا تختلف..
– الميادين: مقاطعاً.. ليس لديكم أي تفاؤل؟
الصمّـاد: ليس لدينا أي تفاؤل، من خلال الاحباط الذي حصل، من قبل تعامُل الأُمَـم المتحدة وولد الشيخ مع الملف اليمني، تعامل سخيف وتعامل لا أخلاقي، وتعامل ربما ينبئ عن شِراء للذمم بشكل كبير من قِبل النظام السعودي، الذي لن يعفيَهم أخلاقياً أمام الله وأمام التأريخ، وأمام الأجيال أن ينظروا، وأن يتفرجوا في هذه المجازر البشعة، التي لم نسمع أي صوت عالمي.. لم تستطع الأُمَـم المتحدة ونحن جالسون على الطاولة في الكويت أن تسمحَ بنقل مليون برميل خام، الآن يهدد بكارثة بيئية في رأس عيسى، منذُ بداية العدوان ولم نستطع بيعه، حاولنا في الأُمَـم المتحدة أن تبيعَه مقابل مشتقات نفطية وأدوية وعلاجات، ولم تستطع أن تفعلَ هذه الخطوة.
– الميادين: رفضت الأُمَـم المتحدة؟
الصمّـاد: لم تستطع، تقول بِأَن التحالف منعها من إخراج هذه الكمية..
– الميادين: سُلطة التحالف السعودي هي أقوى من الأُمَـم المتحدة؟
الصمّـاد: السلطة الأَمريكية..
حريصون على إيصال مظلومية الشعب اليمني للعالم
– الميادين: قبل أيام عاد وفد أنصار الله من الخارج، بعد زيارة استمرت لأشهر تقريباً نحو شهرين ما الذي عاد به ما الذي حمله من زيارته لروسيا والصين ومناطق أخرى؟
الصمّـاد: أولاً، لا يوجد أي جديد، نحن فقط نحرص على نوصل صوتنا إلى أية جهة، مظلومية الشعب اليمني، كنا حريصين جداً على التقاط أية فرصة، خاصة من الدول المؤثرة في القرار الدولي كروسيا والصين، وكان على طريقة زيارة وزير الخارجية الأميركي كيري إلى عمان، وكان هناك لقاء مع كيري كما عرفت سابقا.
– الميادين: وهناك اتّفَاقٌ مع كيري حصل، عرف باتّفَاق مسقط.. ما مصير هذا الاتّفَاق اليوم؟
الصمّـاد: رمى به عبدربه منصور والآخرون عرض الحائط، وهم كما قلت لك كانوا ممهدين لهذا التصعيد.
أوقعنا الأمريكي في حرج، حاول استغلال أية ممانعة من أنصار الله والمؤتمر
– الميادين: لكنكم قدمت تنازلاً كبيراً باللقاء، أولاً، مع الأميركان، ثانياً، بما طرح من تنازلات في هذا الاتّفَاق وعودة أَوْ بقاء للرئيس هادي في منصبه، وإنْ بشكل صوري كما قيل؟
الصمّـاد: لا يمكنُ لأحد أن يزايد على المواقف الوطنية إطلاقاً، نحن نقدم خيرة رجالنا وخيرة شبابنا، ونقدم أموالنا في سبيل الدفاع عن الوطن وكرامته، ولكن في نفس الوقت لسنا مستعدين؛ لِأَن نبقى أن ندير ظهرونا يعني للآخرين ليطعنونا باستمرار، ي المجتمع الدولي معروفٌ تأثيرُ القرار الأميركي على السعودية وعلى غيرها، نحن قد استجبنا وقدمنا التنازلات طيلة الفترة الماضية، لكن تنازلات إن صح منها شيء، ما لم نحن في الميدان على مواقفنا وثابتنا، وفعلاً أوقعنا الكرة في مرماهم، وأوقعنا الأميركي نفسه في حرج، أنه فقط كان يهدف إلى استغلال أية ممانعة من أنصار الله والمؤتمر لقبول هذا الاتّفَاق الذي هو أَيْـضاً لم يأتِ بجديد من قِبل الأَمريكي، هو حول حكومة.. نحن كنا نطالب بحكومة توافقية تشارك بها كُلّ الأطراف، وأيضا اتّفَاق 10 أبريل، وقعنا عليه جميعاً.
– الميادين: بالنسبة لوقف إطلاق النار على الجبهات، وأيضاً لجنة التهدئة والتنسيق وذهابها إلى ظهران الجنوب، وهذه نقطة خلافية كما بدا؟
الصمّـاد: إذا قد وقف العدوان، ما عندنا مانع.. سنتفاهم.
– الميادين: اللجنة هذه أساسا..
الصمّـاد: لا يمكن أن تذهب والعدوان مستمر..
– الميادين: لا يمكن نهائياً..؟
الصمّـاد: نهائيا؟
– الميادين: الوضع الاقْتصَادي اليوم شبه منهار في البلد، الحكومة، حكومة الإنقاذ عجزت حتى الآن بعد نحو شهرين، عجزت عن دفع رواتب الموظفين؟
الصمّـاد: كما تعرف أن سنتين من العدوان تقريباً، ما يقارب السنتين ألحقت ضرراً بالغاً بالاقْتصَاد الوطني، الموارد التي كان يعتمد عليها الاقْتصَاد، الغاز، النفط، الإيرادات الأخرى محاصرة تماما، بل بدأ الآن يستفيد منها المرتزقة والطرف الآخر بتوطؤ مع دول العدوان والاحْتلَال.
البنك المركزي عمل بحيادية مطلقة ولم نتوقع تسييسَه
– الميادين: ألم تضعوا في حسابكم هذه الخطوات أَوْ هذه الإجراءات، وما ستواجهونه من تحديات اقْتصَادية، طالما أنتم تواجهون العالم بأسره كما تقولون، والآن تعجزون عن دفع الرواتب، وتقولون بأن الطرف الآخر هو مَن يحاصركم وهو من أعاقكم.. وهو وهو.. ألم تضعوا كُلّ هذا في حسبانكم؟
الصمّـاد: لم نكن نتوقع أن حتى هذه المؤسسات سيتم تسيسها.. البنك المركزي تعامل بحيادية مطلقة، وشهدت له المؤسسات الدولية بدوره وأدائه الذي كان يدفع للجميع دون استثناء، السلطات في صنعاء لم تكن تتدخل في صلاحيات البنك المركزي اليمني نهائياً، فلم يكن هناك توقع أن تسييسَ حتى هذه الأشياء.. نحن في معركة فليعني فلنتواجه..
انتعاشٌ في تحسين الإيرادات وسيتم دفع رواتب الأشهر المتأخرة
– الميادين: لكن يجب أن تتوقعوا أي شيء في المعركة، بما في ذلك الورقة الاقْتصَادية؟
الصمّـاد: هو أصلاً هذا تحصيل حاصل، لا يوجد ما يدعو؛ لِأَن الواردات معطلة تماماً، الآن خلال ثلاثة أشهر منذ نقل البنك المركزي، قبل تشكيل الحكومة لم يستطع الناس إلا دفع نص راتب، لكن الآن خلال شهر وستة أيام، كان خلالها أداء اليمين الدستورية للحكومة، كان خلالها حتى منحت الحكومة الثقةَ في البرلمان، هناك انتعاش في تحسين الإيرادات، في تسوية بعض المؤسسات للدفع نحو تحسين الايرادات، استطاعوا أن يحققوا نصف راتب، ولا زالوا في البداية، وبإذن الله المستقبل سيكون أفضل.
نتألم جداٌ للوضع ولا نتضايق من المطالبة بتسليم الرواتب
– الميادين: أنتم تتضايقون الآن من أية دعوات مطالبة بتسليم الرواتب، تسعون إلى مضايقة من يطالب بهذه النقطة.. كان هناك إضراب أَوْ إعلان إضراب في جامعة صنعاء، وحدثت مضايقات كبيرة لأعضاء ورئاسة النقابة هناك؟
الصمّـاد: نحن نتألم جداٌ لهذا الوضع، ونأمل بإذن الله تعالى أن تحل هذه المشاكل، شعب يصمد سنتين على العدوان، ومع ذلك ما يقارب خمسة أشهر أَوْ أربعه أشهر بدون رواتب، لا يسعنا إلا أن ننحنيَ إجلالاً لعظمة هذا الشعب الصابر، الذي بعضُهم يقتات على وجبة واحدة طوال اليوم، ومع ذَلك يأنفُ أن يخرجَ في مطالبة أَوْ وقفة حتى لا يفرح العدوان، وأنه وصل إلى تحقيق أهدافه، وهذا محسوبٌ لهذا الشعب، فهناك من يجب أن توجه ضدهم السخط مثلاً، هناك الأُمَـم المتحدة المفترض أن تتم الوقفات أمام الأُمَـم المتحدة والاحتجاج، أن تخرجَ المسيرات إلى آخرها.. والموضوع يعتبر ديناً على الدولة، والحكومة ستعمل وستسعى جاهدة إلى تعويضهم في هذا، وهناك دراسة أنه خلال الأشهر الثلاثة من 2017 تكون الحكومة قد استطاعت تغطية مأتم خصمُه، يعني ما تم تأجيله خلال الأشهر الأخيرة.
– الميادين: لكن وضع الناس صعب؟
الصمّـاد: وضع صعب جداً، نحن نعترف بذلك، لكن الأصعب من ذلك، سكاكين القاعدة وداعش لو تمكنت من رقاب هذا الشعب
– الميادين: يعني أنتم تهددونهم بسكاكين داعش أَوْ بالموت جوعاً؟
الصمّـاد: لا لا.. مثلاً حتى لو دخلت القاعدة وداعش، لا يستطيعُ الناس، مثلاً نقول ما يسمى الشرعية أنها تنقذ الناس، بل سنفقد مع ذلك الأمن والاستقرار الذي نعيشه، كما يحصل في المناطق التي يسيطر عليها الاحْتلَال..
– الميادين: أنتم تحكمون صنعاء وعليكم تقع مسؤولية دفع رواتب الناس بمختلف انتمائهم.. هذا شيء مؤكد، ويجب ربما أن تستوعبوه لا أن تتضايقوا من مطالبات الناس..؟
الصمّـاد: مقاطعاً.. نحن لم نتضايق..
– الميادين: بل هناك اتهامات وُجّهت لهم بأنهم مرتزقة وأنهم…
الصمّـاد: من المفسبكين.. عبر وسائل التوصل الاجتماعي تحصل هذه التراشقات، لكن لا يوجد أي تضايق رسمي، ونحن نعرف حجم المعاناة، وانما الآخرون عليهم أن يتفهموا..
– الميادين: هناك اتهامات كثيرة وجهت لكم أَوْ لمراكز قوى في أنصار الله وفي المجلس السياسي حول فساد وثراء غير مشروع منذ تسلمكم السلطة، ليس المجلس السياسي بل من قبل المجلس، أتحدث عن اللجنة الثورية العليا أي مذُ تولي أنصار الله بصورة أَوْ بأخرى لمسؤولية الحكم في صنعاء إلى اليوم..
الصمّـاد: نحن نطالب بتقديم حالة، اثنتين حقيقية، بالاسم والعنوان والرقم، والثراء الفاحش الذي قالوا، ونحن مستعدون أن نحاكمهم في ميدان التحرير.
– الميادين: هناك أمثلة كثيرة في الواقع..
الصمّـاد: مقاطعا.. فليقدموا لنا..
– الميادين: بين عشية وضحاهَا أصبحوا لديهم ممتلكات وأرصدة في البنوك.. ومباني..
الصمّـاد: فليقدموا شخصاً من أنصار الله لديه مبنى أَوْ لديه رصيد..
– الميادين: عليكم أن تتابعوا هذا الأمر.. هناك حالة سخط.. أنتم جئتم للثورة على مراكز القوى.. وعلى فساد مراكز القوى كما قلتم.. والآن..
الصمّـاد: مراكز القوى الفاسدة ثارت على هذه القضايا، لذلك نحن بصدور رحبة، نقول تعالوا، من كان لديه إدانة، هذا المجلس السياسي، هذه الحكومة، وهذا القضاء، وهذه النيابة، وهذا الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة، فليقدموا على أي شخص، ونحن مستعدون أن نجعل عذابه ضعفين.
– الميادين: لا أحد يجرؤ على الحديث أَوْ على كشف الشخصيات؛ لِأَن مصيره معروفٌ من هذه الشخصيات، سيكون الويل والثبور إن لم يكن الـ…؟
الصمّـاد: إذا كان هناك من شخص، فليتقدم إليَّ أنا شخصياً، وأنا متكفل بحمايته، وأتكفل بمحاسبة أي شخص يثبت قضمه للمال العام.. أَوْ تدخله في هذه الأشياء..
– الميادين: ننتقل إلى قرار العفو العام.. أصدرتم قرارَ عفو عام لإخراج المعتقلين على ذمة ما يجري من حرب وما تصفونه بالعدوان، لكن إلى الآن لم يتم تنفيذ هذا القرار بالصورة المأمولة والمرجوة؟
الصمّـاد: لو كنتم تتابعون وسائلَ الإعلام، لرأيتم أنه تم إطلاقُ الآلاف على مستوى المحافظات..
قياداتُ عسكرية بالخارج ومحافظون لدى هادي على تواصل مع لجنة العفو.. سيعودون
– الميادين: تابعنا هذا الأمر، لكن هناك من المعتقلين والمسجونين لا علاقة لهم بجبهات القتال، اعتقلوا من الشوارع، من منازلهم، من كذا لمجرد الاشتباه فقط، ومع ذلك ما زالوا في السجون حتى هذه اللحظة.. لماذا لا يتم التعاطي مع هذه القضايا، مع قضايا هؤلاء الناس الذي..؟
الصمّـاد: إذا كان هناك أشخاص من هذا النوع فعليهم مراجعةُ لجان العفو العام على مستوى المديريات، وأعتقد أنه قد تم العفو عن كثير جداً ممن كانوا ذاهبين أَوْ عائدين من الجبهات، فهؤلاء هم بالأولى، لكن بعضهم قد يكونون لديهم مُخَطّطات دموية إجرامية تفجيرات أَوْ غيرها، تخفى عن الرأي العام أَوْ الشارع الذي ربما بعض المعلومات يتم التكتم عليها من الأجهزة الأمنية حتى تتم ملاحقة بقية العناصر.
– الميادين: البرلماني أحمد سيف حاشد هو كان عضو لجنة نزول إلى بعض المحافظات، نزل إلى تعز، وتحدث عن كثير من الشخصيات أَوْ عن نماذج ممن اعتقلوا وظلوا لستة أشهر في السجون دون أن يعرف عنهم أحد، وهم الآن يعانون من حالة نفسية صعبة؟
الصمّـاد: الآن لجنة العفو العام قد قدمت عملاً كبيراً، ولا زالت تعمل بالنسبة للسجون، مع أن جُلّ جهدهم تركز على هذا الموضوع، هم أَيْـضاً مركّزون على مَن هم في الخارج، ومن في صف العدوان، هناك كما بلغني في الأيام الأخيرة، العديد من القيادات العسكرية بادرت بالاستجابة، وقريباً ربما يعودون، حتى ممن تم تعيينهم محافظين لدى عبدربه على بعض المحافظات على تواصل مستمر مع لجنة العفو..
يسمّونهم صحفيين وهم راصدو إحداثيات
– الميادين: دعني أكمل في هذه النقطة وأسألك عن الصحفيين المعتقلين، هناك ثلاثة عشر صحفياً في المعتقلات، لم يحالوا إلى المحاكمة، وأيضاً البعض منهم في وضع صحي صعب للغاية وخطر، ولم يتم الإفراج عنهم؟
الصمّـاد: هناك بعضُ الأشخاص ليسوا صحافيين، بل عبارة عن راصدي إحداثيات مفسبكين؛ لأنه يتحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعتبرونه صحفياً، وبالرغم أنه ثبت على بعضهم رصد مواقع يعني إخبار عن مدى دقة الضرب إلى آخره.. وممكن الآن، الناس يلتفتون إلى هذه القضية وتشكل لجنة وتنظر في مواضيعهم.
– الميادين: أتحدث عن الصحفيين الزملاء الذين نعرفهم، وأيضاً عن الزملاء الذين تحدثت عنهم نقابة الصحفيين اليمنيين، وأصدرت بيانات متتالية حول وضعهم الصحي الخطر، وكان يفترض أن يتم التجاوُبُ مع هذه البيانات والكشف عن حالتهم الصحية أَوْ إحالتهم إلى المحاكمة؟
الصمّـاد: إذا كانت هناك حالاتٌ مع زخم العدوان، وكثرة من يتم استجلابهم لتلحظ أن بعض الصحفيين كان قد تم التحفظ عليه وحصل ضجة، وبمجرد خروجه ذهب إلى مأرب ليشتغل ضد الوطن ولتشويه الناس، ويعني التمهيد للاحْتلَال والعدوان، فمثل هذه الحالات يمكن أن تدرس إن وجدت، ولكن يعني ما ألمسه أنها بسيطة جداً أمام ما يتعرض له الصحفيون في السعودية وفي غيرها..
– الميادين: نتحدث عن اليمن وعن حرية، وبالتالي يقع عليكم؟
الصمّـاد: مقاطعاً.. إذاً نعمة ما دام عندنا حرية صحافة، ومعَنا مشكلة في 10 صحافيين ممكن تعالج هذه القضية.
قنواتٌ لم تحترم مشاعر الآلاف من أهالي الشهداء والجرحى
– الميادين: لكن لا يتم اعتقال الصحفيين، وإغلاق القنوات تتحدثون عن الحريات..؟
الصمّـاد: مثل قناة مَن؟
– الميادين: قناة السعيدة في صنعاء ما زالت مغلقة من قبل اللجان الشعبية.. ولم يتم التعاطي والتجاوب مع مطلبها أَوْ المطالبة بفتحها وعودتها؟
الصمّـاد: ربما لا علم لنا بغلقها، ولكن احتراماً لمشاعر الآلاف من الشهداء والجرحى والتجار الذين تعرضت مؤسّساتها للقصف والتدمير، يجب على هذه المؤسسات أن تحترمَ نفسَها من تأييد العدوان، أَوْ التصريح بتأييد العدوان احتراماً لمشاعر هؤلاء.
– الميادين: إذا بالنسبة لقناة السعيدة وغيرها من القنوات؟ هل سنشاهد السعيدة تعودُ مجدداً؟
الصمّـاد: إذا لم تكن في هذا السياق فأعتقد أن إغلاقَها يعني ليس مسموحاً، ولن نسمح به، وسنتابع موضوعها.
– الميادين: طيب عن مصير المعتقلين السياسيين، القيادي في حزب الاصلاح محمد قحطان سؤال مفتوح عن مصيره، لا أحد يعرف عنه شيئاً، أَيْـضاً وزير الدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي هل ما زالا على قيد الحياة؟
الصمّـاد: أصلاً مصير هؤلاء، هو مصير البلد بشكل عام، يجب أن ينتظرَ الناس حلاً لمشكلات البلد ليتم حل مشكلتهم؛ لِأَن مشكلة التحفظ عليهم، هي أتت في إطار الحفاظ على قرار البلاد واستقلالها وسيادتها.
– الميادين: نتحدث عن حياتهم، كانت هناك أنباء أنه قُتل أَوْ قضى في إحدى الغارات الجوية؟
الصمّـاد: الذي أؤكده أنه لم يصلنا أيُّ خبر يهدد حياتهم.
– الميادين: طيب نختم بهذا السؤال.. الوقت داهمنا.. عن حصيلة ضحايا الحرب الغارات الجوية في مختلف المحافظات اليمنية هل لديكم الآن حصيلة نهائية للشهداء والجرحى؟
الصمّـاد: لا إحصائية دقيقة لديّ أخيراً، لكن هي ربما تتجاوز ثلاثة عشر ألفاً من المدنيين، من دون الجيش واللجان الشعبية، أما الجرحى فعشرات الآلاف، حدث ولا حرج.