صمود وانتصار

إغتيال البروفيسور عدوان قبل العدوان

 

بقلم / حمير العزكي

مع مرور الذكرى الثالثة لإغتيال الشهيد البروفيسور احمد عبدالرحمن شرف الدين سنحت لي الفرصة بمشاهدة وثائقي شهيد الأمة .. وثائقي عن حياة الشهيد البروفيسور والذي  أعتقد انه تم اعداده بحهود ذاتية من أسرة الشهيد البروفيسور !!!

شاهدته قبل ان أخلد الى النوم مبكرا على خلاف المعتاد حيث انتويت السفر الى مقر عملي ولكن ..  ربما أعجز عن وصف مابعد لكن .. و لا أعني هنا خصام الكرى وجفوني إنما أعني تزاحم الافلاك في مدار الفكر وزخم المشاعر في حنايا الصدر ،، إجابات لأغلب واصعب التساؤلات وردودا داحضة لأعتى الشبهات وبينات من الهدى تدمغ الضلالات

41 دقيقة و48 ثانية بدأت بالإعجاب يتلوه الحماس يتبعه العنفوان يتخلله التأمل ويتوسطه التقدير ليلحق به الاجلال فالعرفان فالامتنان فالذهول فالانبهار ثم الشجن ثم الحزن ويختتم الدمع مسيرة أجاد وحده بيان كنهها فالمسيرة في فكر الشهيد البروفيسور ان نسير مع الحق دون التفات واهتمام بالبقاء فالسائرون لايفكرون بالاقامة مطلقا ولذلك (لسنا طلاب دنيا)

وما أثلج صدري انني عرفت من خلال هذا الوثائقي سبب إغتيال الشهيد البروفيسور معرفة جعلتني أجزم أن إغتياله كان عدوانا سابقا وممهدا للعدوان السعودي الامريكي ،، عدوانا فكريا خسائره لاتعوض تلك المعرفة التي ارتكزت على دور الشهيد البروفيسور في مؤتمر الحوار إعداد وتحضيرا وإدارة ونقاشا وتوفيقا وصياغة ومقترحات وحلولا ،،بموضوعية الافكار وحيادية وتجرد الرؤى وصدق وقوة الحجة وسلاسة وبساطة اللغة وأسلوب جاذب للطرح

حيث مثل الشهيد البروفيسور مرجعية معتمدة وشخصية متفق عليها وروح عامرة تطوف برحابها ورحبها جميع التوجهات وقبلة للحرص على الوطن وكان اختياره ممثلا ومفوضا عن مكون انصارالله في فريق بناء الدولة دليل حكمة السيدالقائد وثقة وضعت في اهلها فأستطاع الشهيد البروفيسور بما منحه الله من علم وحكمة ونفاذ بصيرة وصدق سريرة أن يرسم في أذهان العالم الصورة الحقيقة لأنصار الله وأن يثبت نواياهم الصادقة في انجاح الحوار وانقاذ وبناء اليمن وأن يفند الشبهات ويخرس الشائعات التي روجت ضدانصارالله لسنوات وسنوات فاستحوذ على تقدير الجميع برؤى ونظريات لبناء الدولة كانت الارقى والاكثر تحضرا بين كل الرؤى المطروحة لينتزع بذلك الانصاف انتزاعا من القريب والبعيد والداخل والخارج في معركة فكرية وسياسية وقانونية بل ملحمة جهادية اسطورية كان انتصاره ومكونه وشعبه فيها صدمة جارفة وصفعة خاسفة لأعداء اليمن جعلتهم يعيدون حساباتهم ويستبدلون مخططاتهم ويتخذوا قرارهم بالعدوان الأثيم على هذا الوطن

لقد كان لرؤية انصارالله في بناء الدولة ومدنية الدولة التي صاغها فكر الشهيد البروفيسور الدور الأكبر في كسر حصار العزلة الفكرية والسياسية التي فرضت على انصار الله وامتدت اثارها الى الحاضنة الشعبية التي كان يفتقدها انصارالله والتي كانت تجعل من قوتهم العسكرية غير فاعلة في التأثير على المشهد السياسي

ولذلك لم يكن لأعداء هذا الوطن خلاص من الخارطة السياسية التي بدأت بالتشكل الا بالتخلص من منظرها ومفكرها وعقلها الواعي ،، ولم يجد مثلث الاضلاع الذي تسبب في الازمات والصراعات مخرجا الا بإخراج مهندس تفكيك هذا المثلث من اللعبة نهائيا وبموافقة المخرج دون شك

فأجمعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى وقرروا اختطاف نوره في وضح النهار وحجب نجمه خلف غيوم حقدهم واستكبارهم

كان الاغتيال خطوة في اطار عملية ممنهجة وفق تراتبية مدروسة بعناية شيطانية حيث تلاها اغتيال الشهيدين المحطوري والخيواني ثم تلاها بكاء المفكرين الانتهازيين وعواء انصاف المثقفين على الدولة ومدنيتها والتشدق بهمجية وعبثية القادمين من الكهوف ومن ماوراء التاريخ ،، متحججين بآراء فقهية وشبهات تاريخية  دافنين في رمال انحطاطهم ميراث الشهيد البروفيسور الذي قال: نريد بناء دولة بشكل آخر..