الغارديان تكشف سر عدم إدراج “السعودية” في قائمة حظر ترامب
أعدت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً تساءلت فيه عن الأسباب وراء عدم إدراج الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب السعودية ضمن قائمة الدول الإسلامية التي يحظر هجرة مواطنيها إلى أميركا.
واستهلت الصحيفة تقريرها قائلة: عندما أصدر الرئيس ترامب أوامر تنفيذية بالحد من الهجرة يوم الجمعة الماضية، كان هناك إغفالا ذات أهمية، وهو عدم إصدار تعليماته بوضع غطاء على تمثال الحرية، رمز الحرية الأكثر شهرة في العالم.
وتابعت الصحيفة قائلة: لم يكن هذا الإغفال الوحيد فقط، ولكنه فشل في تحديد البلدان ذات الأغلبية المسلمة التي سيتم حظر دخول مسافريها بسبب الإرهاب، وعلى رأسهم “السعودية”، متناسياً أن أغلب المشاركين في هجمات 11 سبتمبر، أخطر عمل إرهابي في التاريخ، كانوا سعوديين.
وتساءلت الصحيفة: هل يخجل ترامب من توجيه إساءة إلى السعودية لأن لديه تعاملات تجارية مع السعوديين الأثرياء؟ أم لأنه يتوقع منهم التملق بواسطة رعاية فندقه الجديد في واشنطن؟ وأعربت الصحيفة عن حيرتها وعدم معرفتها إجابة واضحة، ولكن برفض ترامب الإفصاح عن عوائد ضرائبه ورفضه سلب نفسه من إدارة شركاته، أصبح يثير مثل هذه الأسئلة.
وتطرقت الصحيفة أيضاً لعدم إدراج مصر في قائمة الدول المحظورة، رغم أن زعيم الخاطفين للطائرات في أحداث 11 سبتمبر كان مصري ويدعى محمد عطا، فهل السبب في ذلك هو رغبة ترامب في تطوير العلاقات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي؟، ولكن تبقى الإجابة على ذلك السؤال أيضاً غامضة.
وبطبيعة الحال، فإن منع السعوديين والمصريين من دخول الولايات المتحدة هو فكرة سيئة، وينبغي النظر في طلبات المتقدمين للحصول على اللجوء، أو التأشيرات الفردية.
واستطرت الصحيفة في تقريرها قائله: في الفترة التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر المدمرة، ارتكبت الولايات المتحدة عدداً من الأفعال التي دمرت مكانتها العالمية، بما في ذلك غزو العراق والذي كان مبرراً بادعاء زائف بأن الرئيس العراقي صدام يمتلك ترسانة من أسلحة الدمار الشامل التي تهدد الولايات المتحدة، بالإضافة إلى الإعتقالات لفترات طويلة للغاية دون توجيه اتهامات أو محاكمة في غوانتانامو، سوء الإدارة في العراق أثناء احتلالها والذي جعلها تنزلق في حالة من الفوضى وساعدت على ولادة الحركات الإرهابية في المنطقة، فضلا عن التعذيب والإذلال الجنسي للمعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب.
وختمت الصحيفة تقريرها قائلة: الآن، باستبعاد جميع اللاجئين من بعض البلدان ذات الأغلبية المسلمة وإنكار جميع تأشيرات الدخول لمواطني تلك البلدان، أنقص ترامب من هيبة الولايات المتحدة كدولة تتعامل مع مواطنيها دون النظر العرق أو الدين أو الأصل القومي، وإذا كان يعتقد أن هذا سيعزز سلامة البلاد، فهو للأسف مخطئ.