صمود وانتصار

اخراج جثة من مقبرة بالعاصمة صنعاء “الليلة التي هزت القلوب”

بالأمس في ليلة ظلماء جاء التوجيه بالموافقه من #موسسة_الشهداء لأنصارالله على طلب والدي الشهيد عبدالله المتوكل  بنقله من مقبرة الأموات التي في الجراف كون الشهيد عبدالله عندما استشهد لم يكن هناك روضة للشهداء في صنعاء وعندها تحركنا الى هناك وأخبرت بعض الاقرباء اني سوف اذهب لأطمئن على نقله الى روضة الشهداء في الحافه وبعضهم كان يخوفني كيف ستجمعون عظامه ومن سينزل لجمعها؟ فقد مضئ مدة سنتين واربعة اشهر على استشهاده …الخ
ذهبت انا واخوة الشهيد وابن خالته واستأجرنا شخص من هناك لكي يساعدنا في الحفر وبينما كنا نحفر ونتعمق في ليلة امس على أضواء الكشافات(اتريك الراس) والغبار من حوالينا اذا برائحة خفيفة تبعث الأمان في النفس وتنزع الخوف واذا بالأشخاص الذي كانوا يخافون من الاقتراب يقتربون الى جانب القبر حتى حارس المقبرة الكبير في العمر يقترب ويقول سبحان الله والرائحة الطيبه هذا شهيد اكرمه الله .
واصلنا الحفر واذا بالشخص الذي استاجرناه يلقى خاتم فص ويقول سوف اخذه لي وقلنا له استمر في الحفر وسوف نتفاهم فيما بعد استمر وهو يقول لعنه الله عليك ياسلمان كنا نخاف من رويه اللحد والان نريد ان نخرج الشهيد منه.
وصلنا الى اللحد وخرج الحفار وقال الى هنا ينتهي دوري وقال من سوف ينزل الان لفتح اللحد؟ عرضوا على اغلب الموجودين وهم يقولو لا لا استطيع حتى وصل العرض عليا انا وقلت انا اعرف الشهيد واعرف عظمته وانا من ادخلته في بدايه استشهاده والان اخرجه كنت اشجع نفسي حتى نزلت وضربت الضربه الاولى بلمفرس وافتتح اللحد ورايت الكفن على ما هو ابيض كأننا دفناه بالإمس واصلت بيدي فتح بقيه اللحد حتى انتهيت ووقفت وانا افكر كيف سوف اسحبه دون ان تتناثر عظامه من ثم استعنت بالله ومسكت براس الربطه الموجوه في اعلا الكفن وهي ثقيله من ثم مسكن في وسط الكفن واحسست يد الشهيد ومازال لحم الشهيد لاصق في عظمه وعندها قلت والله ان عبدالله كما هو حين قبرناه طلبت من احد الموجودين النزول لكي يحمل معي من ارجل الشهيد فانزل ورفع معي من ارجله وانا من راسه ورفعنا واذا بالجسم يثقل من الوسط ومسكت انا من الوسط ورفعناه واخرجناه والكل في وجهه علامات الذهول!! وبعد اخراجه دفنئ القبر الذي كان فيه والرائحه الطيبه تفوح مع الغبار المتطاير الذي كان من غرف الكريكات (المجرفه) انتهينا وحملناه الى السياره الهيلوكس التي كانت تنتظر في الخارج وجئنا ندفع الفلوس للشخص الذي ساعدنا فرفض ان يأخذها وقال هذا الخاتم قد يكون حق الشهيد وانا لا اريد ان اخذ شي يخص هذا العظيم دون رضى اهله ولا اريد اخذ شي …الخ
انطلقنا وانا بجانب الشهيد فوق السياره في الخلف كنت اريد فتح الكفن وكنت اخاف ومن بعدها استلقيت بجانبه واحسست بالإمان فضميته الى صدري مسحت من فوق الكفن على راسه كامل وكنت المس وجهه وملامحه وعيناه من فوق الكفن حتى اني لاشعور كلمته!! …الخ
وصلنا الى روضه الشهداء تفاجئنا ان القبر ليس جاهز لإننا تقدمنا في الوقت حفرناه وجهزناه مرت ساعات على عملنا ولم ننتهي الا مايقارب الساعه ٢ ليلا
ادخلناه ودفناه واذا بنفس الراحه تفوح مع تطاير الغبار وكان ضريحه امام قبر اخيه الشهيد محمد حسين المتوكل
#كانت_ليله_هزت_القلوب ولم تستوعبها العقول والذي لازال في قلبه شك فيما قلته يذهب ويسال حارس المقبره الذي لا ينتمي لاحد وهو كبير في السن ولايسالني انا لاني حتى الان لم استوعب وكأنه حلم تصدمه الحقيقه!!
وليس هذا يحصل للكثير الا لمن له كرامه خاصه وهذا ليس مقياس ولكنه جزاء من كان صادق تقي يحمل بحور من الفضائل وله علاقه خاصه بالله وكان يحبه جميع المجتمع بجميع اتجاهاتهم وكل من يعرفه يعلم كيف كان رجل قراني .
السلام عليك وعلى صدقك وعلى اخلاقك وعلى جهادك

كتبه /عبدالعزيز المتوكل