ما بعد الرياض !
عبدالله علي صبري
لست بصدد التعليق على خطاب السيد عبدالملك الحوثي بمناسبة ذكرى الشهيد، فأية محاولة لشرح نقطة، أوتوضيح أخرى، لا يمكن أن تفي الخطاب حقه ، لجهة المعاني والدلالات التي تضمنها، أوالرسائل السياسية للداخل والخارج التي حملها، أو لجهة التوقيت في الكشف عن حقائق عسكرية تكفل الميدان بالإفصاح عن بعض منها.
لكن ثمة مصطلح استوقفني، كما استوقف غالبية من تفاعلوا مع الخطاب إعلاميا، فبينما لا زلنا نحاول استيعاب كيف أن القوة الصاروخية اليمنية، تمكنت من الضرب في عمق العاصمة السعودية، يأتي السيد القائد متحدثا عن مرحلة ما بعد وما بعد بعد الرياض، وكأنه يقول للداخل والخارج، إذا لم يفقه العدو السعودي خطورة التصعيد اليماني، في إطار الردع الاستراتيجي، فإن القوة الصاروخية على استعداد لكي تصل بضرباتها إلى مدى أوسع جيوسياسيا، يصعب معها التكتم على تطور نوعي بهذا الحجم.
وبالنسبة لمرتزقة وأدوات العدوان في الداخل، فالرسالة الجلية الصادمة، تؤكد أن الحسابات العسكرية دخلت طورا آخر تتسع معها درجة التوازن، بين الجيش اليمني وبين قوات العدوان، ما سيجعل دور المرتزقة أكثر هامشية في المستقبل القريب، خاصة إذا تمكنت قوة الدفاع الجوي من تعطيل الغارات الجوية للعدوان، التي يعتمد عليها ومرتزقته بشكل كبير في حربه على اليمن.
لقد ألمح السيد إلى متغير مرتقب في أسلحة الدفاع الجوي، وتكلم بلغة الواثق عن تطور كبير في القوة الصاروخية، ما يجعلنا على أعتاب مرحلة جديدة من الحرب، لن يحتملها آل سعود وسكان الرياض، الذين كانوا لعقود طويلة بمنأى عن ويلات الحرب وما تجلبه على السكان المدنيين من أجواء مرعبة، وإجراءات استثنائية لتأمين (الحياة )، وإن تطلب الأمر النزوح واللجوء خارج البلاد!!
لا نقول هذا من باب التشفي، ولكن لكي يعلم إخوتنا من أبناء الجزيرة العربية أن النظام السعودي قد جنى عليهم قبل أن يعتدي على الشعب اليمني، وإن حساباته الخاطئة وإسرافه في سفك الدماء، يرتد على مملكته بهزيمة مرتقبة لا يمكن تفاديها، بل لعله يكتشف بعد فوات الأوان أن الأمريكي نفسه لن يأسف على ورقة احترقت في لهيب البأس اليماني.