””من العزاءِ إلى صلاةِ الانتصار””
ذاكَ عُرْفٌ سرى ويسري على أهل تلك القرية والبلد، بقرارٍ معنوي ينص على:
”سأواسي جاري بعزاءٍ يخفف ضيقه سواءً كان(عدو-حبيب-صديق-غريب)”،
فمن عزاءٍ مهيب جمعَ ما يقاربُ الـ 1000 رجل في الصالة الكُبرى إلى ذاك العزاء الضئيل الذي جمع ما يقارب الـ50 امرأة وطفل من تلك الحرائر،
كنتُ أودُّ الإحتراف في السردِ للإدلاء بعبارة ”تعددت الوسائل والغرض واحد”؛ لكن”الوسيلةَ الوسيلة والجريمة الجريمة والكرامةَ الكرامة”،
هُنَّ أولئك اللاتي آلين ألا يبِعن وطنهن ولا يرين له -الدهر- غيرهنَّ مُلَّاكا،
قطعنَ العهد بأخذ”كلاشنيكوف” على الظهر وتصويبه نحو عدوٍّ جبان في حال اختلاس الحرية والكرامة من بعض الرجال،
ففي هدوءٍ محتدم وسكينةٍ يعتريها تسبيحُ الغروب؛ مارس العاهر جريمته،
فتحررت أرواحٌ من أجساد، ترَقّت نفوس، تقطَّعت أشلاء، مُزِّقت أعضاء، تيَتّمت أطفال،
فتلك المرميةُ تحت ركام المنزل البسيط قد لاقت ما لاقاه ذاك الذي المرميُّ على أطلال الصالة الكبرى محترقا،
أكُلُّ هذا نتيجة الحقد المتجرد من تغيير مبعوثٍ خشيَ أن يُدلي بقلمه إدانة مثل هكذا جريمة؟
أدركوا؛ من حين وَطِأَ العدوُ أرضي؛ خَسِأَ ونال جواباً وعقابا، ومن حين سقطت أول قطرة دم في السادس والعشرين من مارس قبل العامين صُنعت انتصارات ملموسة،
فمن تكالُبِ الرُكامِ المهدوم، والترابِ المتلونِ بدماء الأبرياء، ومن قهر الشائب، وأنين العجوز، وصُراخ الثكالى؛ نصوِّب القبلةَ نحو المحاريب القتالية لنُصلي صلاة الإنتصار..!
بقلم : أسامة الفران