المواقف الأخيرة للقاهرة تقلق “إسرائيل” وتزعزع كيانها !
الصمود / متابعات
يرى الكثير من المتابعين للشأن السياسي في المنطقة أن الكيان الإسرائيلي سيمارس ضغطه على الحكومة المصرية بسبب مواقفها الأخيرة من سوريا وخاصة بعد زيارة الرئيس اللبناني ميشال عون لها قبل عدة أيام، حيث أكدت مصر وقوفها إلى جانب سوريا وشعبها وضد الحل العسكري في سوريا وترى مصر أن إنهاء الأزمة في سوريا يتم عن طريق حل سياسي، يوحد الشعب السوري ويعيد المكانة لسوريا في الوطن العربي والعالم.
وفي الأشهر القليلة الماضية تصاعدت حدة الصراع بين السعودية ومصر على خلفية دعم الأخيرة لمشروع قرار روسي بمجلس الأمن حول سوريا كانت السعودية قد عارضته بشدة وخاصة أن آل سعود يدعمون الإرهابيين في سوريا، وبناء على هذا أوقفت السعودية شحنات نفط إلى القاهرة، في وقت تعاني فيه القاهرة من أزمات اقتصادية خانقة.
العلاقات المصرية الإسرائيلية
العلاقات المصرية الإسرائيلة شهدت خلال العقود الأربعة الماضية استقراراً وهدوءاً على جميع الأصعدة، وذلك بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد 1978، وعلى طول التاريخ كان الكيان الإسرائيلي يراقب بحذر الرؤساء المتعاقبين على حكم مصر، خوفاً من أن تخرق هذه الإتفاقية.
وفي عام 2014 تسلم عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم بعد انقلابه على مرسي، في البداية ظن الكيان الإسرائيلي أن سياسة الرئيس الجديد ستتوافق مع سياسته وخاصة أن الرئيس السيسي مدعوم من قبل السعودية ورحبت الأخيرة بوصوله إلى السلطة. وضمن هذه الظروف تم التأكيد على اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والكيان الإسرائيلي، بالإضافة إلى التوافق على حصول السعودية على ملكية جزيرتي تيران صنافير مما أشهر الكيان بالراحة وقوى الظن لديه بأن مصر لاتشكل خطراً بالنسبة له.
ولكن مع توتر العلاقات بين مصر والسعودية، بدأ الكيان الإسرائيلي يخشى من أن تبدأ مصر بتغيير مواقفها تجاهه ويتم خرق المعاهدة بينهما.
إلى ذلك غادر السفير الإسرائيلي وموظفوا السفارة الأراضي المصرية بالتزامن مع وصول الرئيس اللبناني ميشال عون إلى مصر، وعلقت وزارة الخارجية على هذا الموضوع بأنها لاتملك معلومات عن هذا الخبر.
وأصبح من الواضح الآن أن الكيان الإسرائيلي قلق جداً من أن تقوم مصر بتغيير نهجها السياسي بعد التحولات التي تشهدها المنطقة وخاصة في سوريا، لذلك فإن الكيان يسعى بكل مايستطيع لمنع التقارب بين مصر ولبنان لأنه يعلم نتائج هذا التقارب وانعكاساتها عليه.
وفي وقت سابق استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره اللبناني ميشال عون الذي قام بزيارة إلى مصر استغرقت يومين هي الأولى منذ انتخابه رئيسا في 31 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ورأى المحللون السياسيون أن لقاء الرئيسين المصري واللبناني يشكل أهمية استثنائية في هذه المرحلة تتمثل في التحضير للقمة العربية، ليكون هناك انسجام تام للمواقف بين مصر ولبنان.
وقال السيسي في مؤتمر صحفي جمعه مع الرئيس عون إن “مصر ستواصل دعمها للبنان الشقيق على كافة الأصعدة”. كما أكد دعمه للجيش اللبناني وقال إنه على استعداد لدعم قدرات هذا الجيش ومختلف أجهزته الأمنية.
من جهته، دعا عون السيسي إلى إطلاق “مبادرة إنقاذ عربية”، وقال إن “الآمال المعقودة على الدور الذي يمكن لمصر القيام به كبيرة”.
وقال عون في كلمة ألقاها يوم الثلاثاء الماضي أمام مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، إن ميثاق الجامعة العربية لو تم احترامه لتجنبت الأمة كثيرا من الويلات والحروب.
موقف عون من الصراع مع الكيان الإسرائيلي
وفي معرض حديثه عن الصراع مع الكيان الإسرائيلي قال عون “لقد نجح الفكر الصهيوني في تحويل الحرب الصهيونية العربية إلى حرب عربية عربية تقوم على صراع طائفي مما يبرر لإسرائيل تهويد فلسطين وتحويل ما تبقى من الفلسطينيين لسكان يستأجرون الارض ولا يملكونها”.
وأضاف أنه “يجب تصويب البوصلة وتوحيد جهودنا والحفاظ على المعالم التي تجمع التراثين المسيحي والإسلامي في فلسطين، وتساءل هل يمكن تخيل القدس بدون كنيسة القيامة والمسجد الأقصى”.
موقف عون من حزب الله
في حديث مع محطة “سي بي سي” المصرية قال عون إن حزب الله “ضرورة وطنية طالما هناك ارض تحتلها إسرائيل، وطالما أن الجيش اللبناني لا يتمتع بالقوة الكافية لمواجهتها”.
ودافع عون عن مشاركة الحزب في القتال بسوريا إلى جانب النظام السوري مضيفاً أنه لا يمانع بزيارة دمشق وطهران التي نفى أن تكون لمشاريعها أي خطر على المسيحيين.
سقوط المشروع الصهيوأمريكي في سوريا
على الرغم من أن الحرب على سوريا كلفت الغرب ملايين الدولارات في محاولة منه لإسقاط النظام السوري مستخدماً ماكيناته الإعلامية وأجهزته الإستخباراتية وأذرعه الإرهابية على الأراضي السورية، لكن كل هذا التجييش كان مصيره الفشل بسبب تلاحم الجيش والشعب في وجه هذه المؤامرة، وأصبح الآن الحديث عن إسقاط النظام في سوريا من الماضي، وهذا ما أربك الكيان الإسرائيلي كونه أكبر المتضررين من بقاء النظام السوري في السلطة، كما أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية ستربكه أكثر وأكثر.
المصدر : الوقت التحليلي