بن سلمان وبن زايد ، ومرحلة لي الذراع .؟!
الصمود / 19 / فبراير
بقلم / فيصل مدهش
ليسوا وليدي اللحظة من يسهلون للآخرين إجراءات القضاء عليهم بغبائهم السياسي والأمثلة على ذلك كثيرة في الماضي والحاضر ، ولنأخذ من الحاضر حكام الإمارات والبعض من أبناء الجنوب كمثال للغباء السياسي القاتل .
عيال زايد الذين رموا بكل ثقلهم في خدمة آل سعود خلال الفترة الماضية يتصرفون اليوم وكأن دويلتهم أصبحت من الدول الاستعمارية الكبرى ” الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ” يهدٌدون يتوعدون شعوبا ودولا كبرى لا مجال للمقارنة بينهم وبين تلك الدول والشعوب في جميع المجالات والمقومات سياسيا واقتصاديا وتكنولوجيا وصناعيا .
آل سعود ينظرون لآل زايد بأنهم مجرد مرتزقة تابعين لهم مثلهم مثل عناصر الجنجويد وبلاك ووتر وغيرهم ، خطوة الرياض هذه الأيام عبر هادي في إقالة كل الموالين لابوظبي تأتي من هذا المنظور ، كما هي رسالة لعيال زايد بأن عليهم أن يعرفوا قدر أنفسهم على قاعدة ” رحم الله امرأً عرف قدر نفسه ” .
الرياض والتي بدأت في منح الضوء الأخضر على ما يبدو لجماعة الإخوان المسلمين الموالين لها في اليمن في بداية الهجوم على الإمارات وحكامها ووصفهم بالانتهازيين والمتآمرين ضد التحالف هو بداية معركة إعلامية سياسية تمهد للمعركة العسكرية لإزاحة أي تواجد أو نفوذ لابوظبي في الجنوب ، وكأنك يا ” ابو زيد ماغزيت ” كل ما قدمه حكام أبوظبي من تضحيات بشرية وعسكرية ومالية في سبيل الإخوان ذهبت أدراج الرياح .
أبناء الجنوب أنفسهم والذين تخلص آل سعود وحلفاؤهم جماعة الإخوان المسلمين من أكثر من 90? من مقاتليهم في جبهات القتال سواء في جبهات الحدود أو في جبهات الساحل، أصبحوا اليوم منبوذين ويتم ازاحتهم من مناصبهم ومواقعهم الرسمية العسكرية منها والمدنية لصالح الإخوان المسلمين ، يتم التعامل معهم من قبل النظام السعودي كما يتعامل النظام نفسه مع المغتربين الآسيويين في المملكة ليس لهم الحق في أي مشاركة في الحكم إلا من رحم الملك وعلي محسن الأحمر والإخوان .
الإمارات اليوم والمحسوبون عليها في الجنوب وكل من ليس له علاقة بجماعة الإخوان المسلمين الذراع الرئيسي لآل سعود في اليمن ما عليهم سوى انتظار ليس تكريمهم على ما قدموه من تضحيات خلال العامين بل انتظار مرحلة تصفيتهم والانتقام منهم عسكرياً لتثبيت دعائم الإخوان المسلمين في الجنوب من قبل أنظمة الحكم الإخوانية في المنطقة ” السعودية وقطر وتركيا – ليكون محطة وقاعدة عسكرية إخوانية رئيسية للانطلاق منها سياسياً ، إرهابياً ، عسكرياً ، لإنهاء الانقلاب واستعادة ما يسمونه الشرعية في مصر ، وأيضاً إسقاط بعض الأنظمة في المنطقة وخصوصاً في الخليج العربي ، والإمارات في قائمة تلك الأنظمة وفق استراتيجية الإخوان .
غباء الكثير من أبناء الجنوب في فهم العقلية الفكرية والأبعاد السياسية للنظام السعودي وحلفائه ” جماعة الإخوان المسلمين” ليس أكثر من غباء عيال زايد الذين يسعون لتأسيس وتهيئة وتأمين أكبر كيان في المنطقة إسقاط نظام حكمهم في سلم أولويات هذا الكيان .
لأبناء الجنوب ” يستآهل البرد من ضيع دفاه ”
ولعيال زايد ” القانون الإخواني لا يحمي المغفلين “