الجنوب يحترق بصراعات الإمارات والسعودية
يعيش المواطنون في المحافظات الجنوبية اياماً سوداء من قبل تحالف العدوان السعودي الاماراتي التي زعمت تحرير اليمن من اهلها بالتنسيق مع سيطرة الميليشيات وتنظيمات الارهاب التي يعتمد عليها المجرم هادي ونائبه علي محسن
في قتل الشعب اليمني ليفرض سيطرته على الجنوب بالتحالف مع الارهاب والاعتماد على الوصاية الاجنبية .
فقد عاشت محافظة عدن الأسبوع الماضي نذر حرب يناير الاهلية بتجدد الاشتباكات العسكرية بمطار عدن الدولي بين مليشيات الاصلاح وتنظيمات القاعدة وميليشيات من أبين متحالفة مع السعودية من جهة ، وبين ميليشيات الحزام الامني والسلفيين وميلشيات من الضالع ويافع من جهة اخرى .
وعلى الرغم من جو الترقب والتحشد القبلي والعسكري بين ميليشيات شرعية الرياض وأبو ظبي يترقب المواطنون لحظات الخوف بانفجار هذا الصراع المناطقي بين الوافدين الجدد مع قوات الاحتلال الاجنبي ، وكذلك زرعت شرعية الارتزاق صراعاً دينياً ومذهبياً بإنشاء ميليشيات عسكرية وأمنية على اساس طائفي ومذهبي ومناطقي لكي تتصارع فيما بينها لتتمكن دول الاحتلال من السيطرة على الجنوب وفرض وصايتها الاستعمارية .
وفي هذا السياق اوعزت السعودية للفار هادي بتحجيم قوة الامارات والرد على تمددها نحو مناطق نفوذ السعودية ، حيث استغلت قوات الحزم التابعة للإمارات الفراغ الامني والعسكري في محافظات شبوة وأبين ولحج الذي تسبب فيه الفار بإفراغ المعسكرات التي تتولى الحماية العسكرية والأمنية لتلك المحافظات والدفع بالكتائب العسكرية للجيش لجبهات القتال في نهم والبقع والمخا وميدي فاستغلت قوات الحزام الامني الفراغ فانتشرت في المحافظات بحجة محاربة القاعدة وتعزيز أمن المواطنين بالتنسيق مع السلطات المحلية بالمحافظات وعملت على تجاوز سلطة الفار الهادي وجيشه الوطني ذي الطابع الاخواني القاعدي .
الأمر الذي أدى الى إصدار الفار قراره المفروض سعودياً في الشهر الماضى القاضي بإخضاع قوات الحزام الامني بعدن لسلطة حسين عرب وزير داخلية هادي وقضى القرار بإيقاف مرتبات عناصر قوات الحزام الامني ما لم تخضع لسلطته ، وهو ما ادى الى تصادم عسكري بين الطرفين ، حيث قامت قوات التدخل السريع التابعة لحسين عرب والتي اغلب منتسبيها من محافظة ابين بمحاولة السيطرة على الملف الامني بالقوة العسكرية في محافظة عدن ما ادى لاشتباكات ليلية عنيفة مع قوات الحزام الامني والتي اغلب منتسبيها من محافظة الضالع وامتدت المواجهات لأغلب مديريات المحافظة ، وأسفرت تلك المعارك عن طرد القوات التابعة لهادي وسيطرة قوات الحزام الامني على الوضع العسكري والأمني في عدن .
وفي سياق متصل اتهمت قيادات من قوات الحزام الامني التابعة للإمارات الفار هادي وميليشيات الاصلاح بالعمل على افشال الحملة العسكرية بجبهة المخا وباب المندب التي يقودها وزير الدفاع الجنوبي السابق هيثم قاسم طاهر والمكونة من مرتزقة جنوبيين اغلبيتهم من محافظة الضالع بمساندة اماراتية للسيطرة على ميناء المخا لتستطيع الامارات السيطرة على مضيق باب المندب وإخضاع الممر الدولي بشقيه اليمني والافريقي بشكل كامل لسيطرتها من خلال القواعد التي اقامتها الامارات في دولة جيبوتي وارض الصومال ، وكذلك من خلال احتلالها لجزيرتي سقطرى وميون وهو ما سيؤدي الى اخراج السعودية من المنفذ الدولي ويفشل تحالفات السعودية مع اريتريا وإسرائيل بالسيطرة على الممر المائي الدولي حيث امرت السعودية هادي باستدعاء كتائب الحماية الرئاسية بقيادة ابي مهران القباطي وبسام المحضار القريبين من القاعدة من جبهة البقع في صعدة لمحافظة عدن بحجة تكليفهما بمهام اخرى.
وفي هذا الشأن تفيد اكثر الروايات المحلية لوصف ما حدث في جريمة الاشتباكات في مطار عدن مطلع الأسبوع الماضي بمحاصرة قوات التدخل السريع التابعة لوزير داخلية هادي معززة بكتيبتين لقوات الحماية الرئاسية المعززة بالسلاح الثقيل مطار عدن وطالبت من قوات حماية المطار التابعة للحزام الامني بقيادة اللواء زايد الاول بقيادة عبدالغني الصبيحي تسليم المطار ، وبدوره رفض الصبيحي تسليم المطار ؛ لتندلع اشتباكات عسكرية عنيفة بتمام الساعة الواحدة إلا ربع فجر الاحد بالقرب من المطار ، وشاهد المواطنون انتشاراً عسكرياً لألوية الحماية الرئاسية والقوة التي كانت تتولى حماية المطار بقيادة صالح العميري ” ابو قحطان ” داخل المطار وخارجه وامتد انتشار الطرفين لجوار مستشفى البريهي في مدخل الطريق البحري المؤدي الى المطار ليشمل اكثر مديريات محافظة عدن ، وأغلقت قوات امنية محيط المطار ومديرية خورمكسر بالكامل من الخط البحري والعريش عقب انفجار استهدف نقطة امنية في جولة العريش قرب سور المطار.
ومن جهة اخرى اكدت مصادر محلية تدخل قوات عسكرية من دولة الامارات بشن ضربات جوية لطائرة إف 16 وطائرات الاباتشي التي حلقت بشكل مكثف في مديرية خورمكسر وخاصة في المطار ومحيطه ، كما قامت باستهداف طقم عسكري ومدرعة ودبابة لقوات الحماية الرئاسية ، مما تسبب في مقتل وإصابة العديد من منتسبيها . هذا وانتهت المعارك بفشل قوات التدخل السريع وقوات الحماية الرئاسية في السيطرة على المطار ، وظلت قوات الحزام الامني حليفة الامارات تحكم سيطرتها على المطار ، واثر ذلك تدخلت وساطة حكومية لإنهاء الاشتباكات وانسحاب المسلحين من المحافظة .
وفي سياق مشابه ما زالت محافظة عدن تعيش في اجواء التوتر العسكري والأمني لمعركة المطار حيث دعا الفار هادي الى اجتماع للأجهزة العسكرية والأمنية والسلطة المحلية بعدن وقد رفض عيدروس الزبيدي محافظ عدن وشلال شائع مدير امن عدن القائدان لقوات الحزام الامني حضور الاجتماع ، مطالبين هادي بتسليم قتلة مرافقي مدير امن عدن حيث تعرض 2 من مرافقي شلال شايع للاغتيال على يد أفراد قوة عسكرية أخرى بعد حالة التوتر في المدينة عقب يوم واحد من اشتباكات المطار.. وفي هذا الاتجاه ما يزال مطار عدن الدولي مغلقاً منذ الجمعة الماضية، وحولت الرحلات التي كانت قادمة إليه إلى مطار سيئون بوادي حضرموت نتيجة استمرار التوتر بين قوات الحزام الأمني المدعومة اماراتياً، وقوات الحماية الرئاسية التي يقودها ناصر نجل الخائن هادي ، وتفيد مصادر محلية ان عمليات تحشيد تشهدها مديريات محافظة عدن لطرفي الصراع بالتزامن مع تحليق يومي متقطع لمروحيات الاباتشي ، وتشير المصادر الى أن مروحيات اباتشي يعتقد انها تابعة للقوات الاماراتية حلقت الاربعاء على علو منخفض فوق معسكر النقل الثقيل بمديرية دار سعد الذي عقد بداخله اجتماع لقيادات عسكرية وأخرى من المقاومة الموالية لـهادي ، وحسب المصادر، بدأت قيادات سلفية موالية للإمارات بتجميع عناصر قوات الحزام الامني التي انسحبت من محافظة أبين بعد اجتماع عقدته قيادة القوات الاماراتية في عدن مع قيادات في قوات الحزام الأمني الثلاثاء في مقرها بمدينة الشعب بعدن .
ويرى مراقبون ان الوضع العسكري قابل للانفجار في عدن مرة أخرى في ظل التحشيد للطرفين لقواتهما عقب مغادرة هادي الى الرياض لمناقشة تداعيات ما يجري مع أسياده.. مؤكدين ان انهاء التوتر مرتبط باتفاق سعودي اماراتي ، وأوضحوا أن استمرار التحشيد مؤشر واضح على أن الخلاف بين ابو ظبي والرياض حول مطار عدن ما يزال مستمراً، وتفيد معلومات أن مسئولين في حكومة هادي المدعومة سعودياً يدعون لانسحاب الامارات من مطار عدن مقابل احتفاظها بميناء المخا ، وتشير المعلومات الى أن ابو ظبي تتمسك بالتواجد في مطار وميناء عدن وترفض تسليمهما ، وتضغط باتجاه ضرورة إجراء تغييرات في حكومة بن دغر وتعين احد الموالين لها في منصب نائب رئيس الوزراء بصلاحيات نائب أول لرئيس الحكومة كما تطالب ايضاً بتعيين وزير للداخلية من قوت الحزام الامني التابعة لها،. ومن جهة اخرى يتناقل ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن ترشيح اللواء شائع هادي مدير أمن عدن لمنصب وزارة الداخلية في حكومة هادي ، خاصة وأن وزير الداخلية الحالي حسين عرب متواجد في القاهرة بسبب خلافات شخصية مع بن دغر وهادي .
وفي هذا الاطار تؤكد الاتهامات المتبادلة بين الطرفين على استمرار الازمة والتوتر العسكري بين دولتي الامارات والسعودية ، وتؤشر لفشل الاجتماعات الثنائية بينهما ، ما يؤكد ان محافظة عدن وبقية المحافظات الجنوبية ستظل حبيسة الصراع الاماراتي السعودي المتوقع توسعه وتمدده لأغلب المحافظات التي تسمى محررة حيث تستخدم السعودية القاعدة وميليشيات الاصلاح وهادي لمهاجمة الامارات وتصفية نفوذها ، بينما تقوم الامارات بدعم السلفيين وقوات الحزام الامني ومليشيات الحراك الجنوبي للتمدد والسيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة السعودية وحلفائها..
هذا وقد رفضت السعودية طلب الامارات بتغيير حكومة بن دغر المتهمة بأنها منحازة للسعودية ، وتصفها الامارات بأنها حكومة انقلبت على شرعية الحكومة التوافقية برئاسة خالد بحاح . حيث نفى مصدر حكومي مسئول مقرب من هادي صحة الأنباء التي تداولتها بعض الصحف والمواقع الاخبارية بشأن إجراء تغيير وزاري في حكومة بن دغر.
وفي سياق اشتداد الخلافات بين مرتزقة السعودية والرياض قال سكريتر وزير الداخلية المقدم عبدالقوي باعشن : ان وزارة الداخلية بصدد تنفيذ خطة شاملة لدمج كافة الوحدات الأمنية بمحافظة عدن في جهاز واحد وإخضاعه لسيطرة وإشراف مباشر من قيادة وزارة الداخلية برئاسة حسين عرب وإلغاء أي مسميات لأي وحدات أمنية خارج اطار المؤسسات الأمنية المعروفة والرسمية ، مؤكداً أن الخطة ستنفذ في القريب العاجل.. هذا ويؤكد خطاب وزارة الداخلية والمتحدث الرسمي باسمها عدم اعترافه بقوات الحزام الامني التابعة للإمارات واصرار حكومة هادي على ضم قوات الحزام الامني لقوام قوات وزارة الداخلية بإشراف قيادة المنطقة العسكرية الرابعة الخاضع لهادي والمجرم علي محسن وحزب الاصلاح ، ما يؤشر لمعركة مفتوحة بين الطرفين ما ينذر بمعارك عسكرية مذهبية ومناطقية مفتوحة وتتدحرج ككرة الثلج متسببة بحرق المحافظات الجنوبية ونشر الارهاب والفوضى .
المصدر : صحافة