قصيدة صامدون للشاعر محمود العزي
تبت يدا ملوكُ الجهلِ ما فعلت
على يمنٍ يضاهي الكونَ إيمانا
قد غرهم إبليسُ في أفكارهم
وأمدهم في ظُلمهم إمعانا
بإسم العروبةِ قد أباحوا أرضنا
سفكوا أمامَ العالمينَ دمانا
فلسطينٌ، وذا الأقصى يناديهم
فقالوا إنّ في صنعاءَ مسرانا
لها نأتي بكل سلاحنا حزما
ونمحو اليوم عطاناً وعيبانا
كفاكم يا طغاةَ الأرضِ أهواءً
فقد صرتم كفرعونٍ وهامانا
أتحسبُنا رأينا القتلَ أوهاما
كأن القصفَ في صنعاء ما كانا؟
أتحسبُنا نسينا طفلةً تبكي
على أمٍ قضتْ ظلماً وعدوانا
وأطفالاً من الأنقاضِ قد دُفِنوا
وأطفالاً أفاقوا الليلَ وحدانا
وصوتاً من ركامِ البيتِ نسمعُه
كما همسٍ لصوتِ أنينِ جرحانا
سلوهم، لماذا القصفُ لو نطقوا
لماذا القتلُ والتركيعُ أزمانا
أفي قتلي يروموا اليومَ أمريكا
وفي دولارها الملعونِ تنسانا
عيونُ النفطِ نحو العارِ شاخصةٌ
وعينُ اللهِ في الميدانِ ترعانا
تأملْ كيف كان الشعبُ معجزةً
تشظى في وجوهِ الظلمِ بركانا
هنا شعبٌ تحدى بطش أمريكا
فلم يسجدْ لها بالذلِ إذعانا
إذا قصفوا، تراهُ جاءَ محتشدا
وإن زحفوا، صدوا الزحفَ فرسانا
هل ترى اليمانينَ ما فعلوا
بعونِ اللهِ دكوا صرحَ سلمانا
يمانينَ يا صنعاءُ فلتحكي
إلى التاريخ حينَ المجدُ نادانا
عنِ الأبطالِ قد شحذتْ سواعدها
أحالتْ من ترابِ الأرضِ نيرانا
وهُدهُدنا يحلقُ فوقَ جيزانٍ
وخيلُ اللهِ في أعماقِ نجرانا
إضربْ يا ولي اللهِ من دخلوا
وجهزْ من ترابِ الأرضِ أكفانا
تِدْ قدميكَ إن زالت رواسينا
وبسمِ اللهِ أطلقْ صوبَ أعدانا
أيادينا رمت وظنّت أنها ترمي
وربُ العرشِ سددها بمرمانا
إليكم أيها الشهداءُ نُهديكم
سلامَ اللهِ ذا أزكى تحايانا
نُسطِرها بلونِ الدمِ ما دُمْنا
وما زِلنا فلن ننسى ضحايانا
عهداً علينا أن نسيرَ بدربكم
أعزاءً على الأعداءِ شجعانا
بتاريخ
12/12/2015