الولاعة اليمنية في 700 يوم تلتهم نفط 77 عام
كتب / حُميد القطواني
انقضت سبعمائة يوما من عمر العدوان السعودي الامريكي الظالم والغاشم الذي فتك بعشرات الالاف من الاطفال والنساء وكبار السن والعمال والصياديين والموظفين وكافة شرائح المجتمع اليمني في استهداف اجرامي وجماعي متعمداً لتجمعات العزاء والاعراس و المدارس والجامعات والطرقات والاحياء السكنية والاسواق والمصانع والمحاكم والسجون التحفظية والمساجد والمواقع الاثرية وسجل جرائم العدوان السعودي الامريكي الماضي والحاضر في اليمن وعلى اليمنيين يطول جدا ..
اما في الميدان فكانت سبعمائة يوما من الصمود والانتصارات والبناء والتطوير والردع المتنامي اليمني في مقابل سبعمائة يوما على دول العدوان تبددت فيها الحسابات وفشلت كل الرهانات وتبخرت الاوهام باحتلال اليمن.
وحتى بعد تخلى الادوات الخليجية عن كل المؤامرات في المنطقة والتفرغ لتحقيق اهداف المؤامراة الصهيوامريكية على اليمن لم تفلح في احتواء مسار الجحيم والهزائم والفشل والتٱكل والازمات والسقوط الاخلاقي والغرق المستمر والمتعاظم الذي بات يهدد دول العدوان بالانهيار .
و في هذا المسار نركز بشكل مقتضب بقراءة رقمية لما انجزته الولاعة اليمنية وكيف قضت على ما اكتنزه نظام ال سعود من ثروات بارقام فلكية طيلة سبعة عقود منذ بيع اول برميل نفط مطلع اربعينيات القرن الماضي..
وفي هذا السياق فاذا اخذنا متوسط تصدير النفط 8 مليون برميل يومياً خلال مدة 77 عاماً كون معدل التصدير تدرج حتى وصل 8مليون برميل يومياً في سبعينات القرن الماضي وارتفع ليتجاوز 11مليون برميل يومياً منذ التسعينات وحتى يومنا هذا.
فان اجمالي نفط 77 عام هو 200 مليار برميل برميل ‘ وبحساب متوسط بيع البرميل خمسون دولاراً فان القيمة التقديرية تتجاوز 10 الف مليار دولاراً ..
كل هذا الثروة بأرقامها الفلكية التي كنزها نظام بني سعود قرابة القرن من الزمن وُضعت بعدوانهم على اليمن في فرن اتلهمتها نار سبعمائة يوماً ولم تذر منها شيء بواقع ما التهمته النار اليمنية 300 مليون برميل ( 15مليار دولار) في اليوم و 12مليون في الساعة (600مليون دولار).
نار الولاعة اليمنية قضت على تلك الثروة المدخرة لعقود وجعلت نظام العدو السعودي- خادم الصهيونية – يصل الى حافة الافلاس و وضعية الاستجداء و الاقتراض الداخلي والخارجي وبيع استثمارات وعقارات سيادية واللجوء بعد نهب ثروات شعب -الحجاز ونجد- الى نهب حقوق مواطنيه من خلال حزمة من الاجراءات التقشفية منها توقيف المشاريع وتحويل مخصصاتها الى الفرن اليمني.
تلا ذلك الغاء التامينات و الخصم من الرواتب والغاء باقي المستحقات وامتد النهب الى جيوب المواطنين عبر رفع اسعار الخدمات والمواد الاستهلاكية اضعاف مضاعفة بشكل متوالي ومتزامن مع حدوث أزمات مالية خانقة أدت الى خسائر في البورصة السعودية قدرت باكثر من مائة مليار دولار في زمن قياسي وجعلت كبريات الشركات العملاقة في المملكة عاجزة عن صرف رواتب موظفيها وتسريح اعداد كبيره من العمالة الاجنبية والمحلية.
فكلما استمر عدوانهم استعرت نار الولاعة اليمنية في الإلتهام بشكل اكبر واعمق فبعدما اتت على مدخرات بني سعود وممالك الخليج وعلى ما اقتراضوه ونهبوه من جيوب شعوبهم.
امتدت نار الولاعة اليمنية لتلتهم مصدر قوة ووجود النظام السعودي -ورهانه في الطغيان- بعد بيع نسبة سوف تتلوها بيع نسب اخرى من شركة ارامكو بما فيها من الاصول و الامتيازات النفطية والاستثمارية الحصرية للنفط والمعادن في كامل باطن ارض- الحجاز ونجد -و تعد ارامكو العمود الفقري والوعاء الوحيد للمال والاقتصاد في المملكة.
ولم يقف الامر عند هذا الحد بل حددت الولاعة اليمنية عمر زمني لنهاية نظام بني سعود بثلاث سنوات كسقف اعلى ورسمت المشهد الاخير في صوره مخزية ومذلة لكيان غير اصيل في المنطقة كان اشبه بسرطان ينفذ مؤامرات الصهيونية لتفكيك وتفتيت وتدمير جسم الامة العربية والاسلامية من الداخل.
وصدق الله “ان الذين كفروا سينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تنقلب عليهم حسرة ثم يغلبون..