صمود وانتصار

الذكرى السادسة لدخول “درع الجزيرة” إلى البحرين..ما هي التغيرات؟

الصمود|متابعات /شؤون عربية/ البحرين

خرج عشرات الآلاف من البحرينيين في 14 فبراير من العام 2011 للمطالبة بإصلاحات سياسية ودستورية واسعة في البلاد، وواجهت الحكومة البحرينية مطالب الشعب آنذاك بالعنف، حيث أطلقت الرصاص وقتلت وجرحت المتظاهرين، ما أدى إلى توسيع رقعة الاحتجاجات لتشمل كافة المناطق البحرينية، وأصبح من الصعب السيطرة على المحتجين الأمر الذي أقلق ملك البحرين، فسارع نظام آل خليفة لطلب المساعدة العسكرية من دول مجلس التعاون الخليجي.

وعلى اثر ذلك لبت دول مجلس التعاون نداء الملك البحريني فدخلت قوات درع الجزيرة أرض البحرين بجيش قوامه، 1000 جندي من المملكة العربية السعودية و 500 جندي من الإمارات العربية المتحدة، ومارست أشد أنواع العنف ضد المتظاهرين وحاولت بشتى الوسائل وقف الاحتجاجات دون جدوى.

من جانبها السعودية  كانت تعلم أن أي تغيير اجتماعي في البحرين سينتقل بسرعة إلى شرق المملكة وربما تعم الاحتجاجات كامل مناطقها وهذا ما تخشاه السعودية، لهذا السبب أرسلت قواتها  إلى البحرين في 14 آذار من عام 2011.

درع الجزيرة

كيف تشكلت قوات درع الجزيرة

قوات درع الجزيرة هي قوات عسكرية مشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي والتي تضمّ “السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة واليمن والبحرين والكويت” وتم إنشائها عام 1982. بهدف مازعم أعضاؤها حماية أمن دول مجلس التعاون.

وجاء تشكيل هذه القوات بعد قرار المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي خلال جلسته الثالثة التي عقدت في المنامة “نوفمبر عام 1982م”، ليتمخض عنه الموافقة على إنشاء قوة درع الجزيرة بحضور وزراء دفاع الدول الأعضاء. ويقود القوات في الوقت الحالي اللواء “حسن بن حمزه الشهري”.

وبعد تشكيل قوات درع الجزيرة بدأت مناورات عسكرية مشتركة بين هذه القوات، وأول مناورة مشتركة حدثت في عام 1983 على أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويقع مقر قوات درع الجزيرة في محافظة حفر الباطن، شمال شرق المملكة العربية السعودية، وبلغ تعداد القوات في عام 1986 “5000 جندي”، وفيما بعد وافقت الدول الأعضاء على زيادة عدد القوات ليصل إلى 22 ألف مقاتل في عام 2002.

وفي عام 2003 وبالتزامن مع الاستعدادات الأمريكية لهجوم محتمل على العراق، قرر وزراء الدفاع والخارجية لدول مجلس التعاون في اجتماع عقدوه في جدة نقل قوات درع الجزيرة إلى الكويت أثناء حرب العراق بناء علي طلب الكويت.

وفي نوفمبر 2005، صرح وزير الخارجية العماني “يوسف بن علوي” بأن قوة درع الجزيرة لم يعد لها حاجة بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في العراق، وافقت السعودية في بادئ الأمر لكنها عادت في نوفمبر/تشرين الثاني 2006 لتقترح توسيع قدرات الدرع وإنشاء نظام مشترك للقيادة والسيطرة، وفي عام 2008، اقترح الأمين العام لمجلس التعاون تمركز قوات درع الجزيرة في بلدانها الأصلية، ثم تقرر تعزيزها بقوة تدخل سريع عام 2009.

مواطن بحريني يتحدى درع الجزيرة
مواطن بحريني يتحدى درع الجزيرة

دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين لقمع الثورة الشعبية

14 مارس 2011 مع اشتداد الثورة الشعبية ضد آل خليفة والذي تزامن مع بداية مايسمى الربيع العربي في عدد من الدول العربية منها مصر وتونس وليبيا واليمن الذي أدى إلى الإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية هناك، قلق ملك البحرين من أن تؤدي الثورة الشعبية لإسقاطه لذلك سارع إلى طلب دخول قوات درع الجزيرة إلى بلاده، وهذا ماكانت تنتظره السعودية، وتحت ذريعة الدفاع عن المصالح الاستراتيجية للبحرين دخلت القوات السعودية أرض البحرين.

ولدى وصول درع الجزيرة إلى البحرين هاجمت قوات عسكرية سعودية شعب البحرين وقتلت وجرحت العشرات من المواطنين، كما دمرت التمثال الشهير وسط دوار اللؤلؤة حيث يتجمع المتظاهرين.

هذه القوات لا تزال متمركزة في البحرين، وتستمر في قمع الاحتجاجات الشعبية، وتواصل التعذيب والاحتجاز التعسفي والقمع واسع النطاق ضد الناشطين السلميين ومنتقدي الحكومة.

تجدر الإشارة إلى أنه لم يتم أي تقدم بشأن المطالب المحقة للشعب البحريني فما زال النظام متعنت بالسلطة ولا يريد تحقيق مطالب المتظاهرين بالعدالة والمساواة، لذلك فإنه في كل يوم وفي كل مناسبة يخرج عشرات المتظاهرين في مختلف أراضي البحرين ويتحول أغلبها لمصادمات مع القوات الأمنية التي تستخدم سلاح الشوزن وقنابل الغاز المسيل للدموع لقمع المتظاهرين.

واليوم  مع حلول الذكرى السادسة لدخول قوات درع الجزيرة شهدت منطقة السنابس تظاهرة حاشدة رفعت هتافات ضد تواجد هذه القوات، واعتبر المتظاهرون تدخل القوات منذ 2011 عنصر مؤزم أدخل البلاد في وضع لم تشهده من قبل.