صمود وانتصار

كيف ينظر حزب الله الى القدرة الصاروخية لليمن والضربة البالستية لقاعدة الملك خالد

الصمود متابعات

بينما العالم منشغلٌ بحرب القرارات والتهديدات التي يُوزعها الرئيس الاميركي دونالد ترامب داخلياً وخارجياً، بزرت اختراقات واسعة على ساحة الشرق الاوسط وتحديداً الاخبار التي تتوالى من اليمن مع الضربات الموجعة ضد قوى العدوان السعودي – الاميركي.

وفيما تتواصل النجاحات العسكرية اليمنية عند الحدود مع السعودية وعلى جبهات نهم ومأرب وميدي…الخ ، يُسطر الجيش واللجان الشعبية صموداً على طول جبهات تعز ، حيث تستميت قوى العدوان للسيطرة على مواقع وموانىء استراتيجية عند السواحل الغربية وتحقيق اختراقات واسعة بهدف تأمين سفن العدوان في باب المندب ، لكنها لم تحصد الا انتصارات وهمية اعلامية سرعان ما ثبت زيفها بالدليل القاطع.

واذا كانت انتصارات اليمنيين على امتداد هذه الجبهات تأتي استكمالاً لانجازاتهم ضد العدوان السعودي طيلة أكثر من 22 شهراً الا ان الايام والساعات القليلة الماضية حملت تطورات ميدانية استحوذت على المشهد العسكري والسياسي.التطور الاولى تمثل في نجاح القوة الصاروحية اليمنية في استهداف فرقاطة سعودية متطورة كانت تُشارك في الحصار قبالة السواحل الغربية لليمن ، أم التطور الاهم فكان اعلان الجيش اليمني عن “إطلاق صاروخ باليستي كتجربة ناجحة على هدف عسكري في الرياض”.

ويُشكل هذا الاعلان تطوراً استراتيجياً يتجاوز حدود المواجهة بين الجيش اليمني وقوى العدوان السعودي ويُصيب الداعمين للرياض وحلفاءها في بلاد العرب والغرب، الذين زجوا بمعركتهم احدث منظومات الاسلحة والتجسس المتطورة براً وبحراً وجواً واستجلبوا الالاف من المرتزقة وصولاً الى ارتكاب ابشع المجازر بحق اليمنيين وفرض الحصار الشامل عليهم.

بالنسبة الى الحكم السعودي ، خيّم الصمت على دوائر القرار الرسمية العسكرية والسياسية اضافة الى المؤسسات الاعلامية في الساعات الاولى للاعلان اليمني، كيف لا واستهداف الرياض يشكل ضرباً لقلب مملكة ال سعود ، اولاً بسبب تمركز ادارات هذه المملكة سياسياً وعسكرياً وغيرهاً فضلاً عن بعدها نحو 1500 كلم (تقريبي) عن اليمن حيث اطلق الصاروخ الباليستي من مكان ما.

الضربة الصاورخية وقبلها استهداف الفرقاطة رسالة واضحة للحكم السعودي ، فالكلمة للميدان ودائرة المواجهة ستتوسع بحراً وبراً عملاً بمبدأ رد المعتدين الذين يواصلون الغرق في المستنقع اليمني بعد افشالهم كل المحاولات السياسية لوقف الحرب ، فيما تُؤكد المعطيات الميدانية امتلاك صنعاء اوراقاً هامة تستخدمها وقت ما تشاء ضمن سياسات “الصبر الاستراتيجي” بوجه العدوان السعودي – الاميركي .

وتُشير الضربة الصاروخية اليمنية أيضاً ان كافة الاهداف العسكرية داخل الاراضي السعودية تحت مرمى صواريخ الجيش واللجان الشعبية التي أثبتت نجاعتها رغم زعم الرياض ومن يقف خلفها بتدميرها من الاشهر الاولى لبدء العدوان على اليمن.

تصاعد وتيرة الرد اليمني هو ايضاً رسالة موجه الى ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب التي يُقال انها تسعى لبدء خطوات تصعيدية في اطار مواجهة الجيش اليمني واللجان الشعبية “كجزء من خطة أوسع لمواجهة طهران عبر استهداف حلفائها” كما جاء في مقالة قبل ايام قليلة لصحيفة فورين بوليسي.

يبدو ان المشهد اليمني مقبلٌ على تطورات بارزة في الفترة المقبلة ، وتؤكد المعطيات امتلاك الجيش واللجان الشعبية اليد الطولى بوجه عدوان الرياض – واشنطن.

محرر المنار