كوريا الشمالية تتوعد بتحويل واشنطن الى رماد
الصمود/متابعات
في دليل جديد على الفشل الذريع لنظام العقوبات الأمريكي، تصاعدت حدة التوتر بين واشنطن وبيونغ يانغ مرة أخرى، على أثر قيام كوريا الشمالية باختبار محرك صاروخي جديد وصف بأنه فائق السرعة بنجاح.
وفي اطار تعقيبه على نجاح التجربة النوعية، اعتبر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ الذي اشرف شخصيا على التحضيرات العملية، ان التجربة تعد ولادة جديدة لصناعة المحركات في البلاد، مضيفاً ان النجاح الذي تم تحقيقه فيها يمثل حدثا كبيرا له أهمية تاريخية كما نوه بأن بلاده على وشك اختبار إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات.
الى ذلك لم تكشف الهيئات العسكرية في بيونغ يانغ عن أي تفاصيل هندسية بشأن خصائص هذا المحرك واكتفت بالإشارة إلى أنه من الجيل الجديد وقالت إنه سيعزز عملية إطلاق الأقمار الاصطناعية لاستكشاف الفضاء، ولك وكالة أنباء كوريا الشمالية أوضحت، أن المحرك سيساعد البلاد على الوصول إلى المستوى العالمي في إطلاق الأقمار الاصطناعية لاستكشاف الفضاء، وذكرت وكالة الرسمية في البلاد “لاحظ بفخر أن نتائج اختبار الإطلاق أثبت في الواقع أن كوريا الشمالية انضمت إلى الصفوف الأولى من القوى العسكرية المجهزة بتجهيز كامل بالقدرات الهجومية النووية.”
وتزامن تجربة بيونغ يانغ مع جولة قام بها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون شملت كوريا الجنوبية واليابان والصين بهدف إرسال تحذير قوي إلى كوريا الشمالية جولة آسيوية دعت فيها واشنطن هذه الدول للعمل معا لجعل كوريا الشمالية تسلك نهجا مختلفا وتتخلى عن برامج تسلحها.
ورغم التهديدات الأمريكية بتصعيد العقوبات ضد بيونغ يانغ، قامت كوريا الشمالية بإطلاق أربعة صواريخ بعيدة المدى باتجاه بحر اليابان، فيما أجرت القوات الأمريكية مناورات مشتركة مع القوات اليابانية والكورية الجنوبية، الأمر الذي اعتبرته بيونغ يانغ بأنه يمثل تهديداً جديّاً لأمنها، متهمة واشنطن وحلفائها بالسعي لتدمير بناها التحتية والتخطيط لشن هجوم عليها للإطاحة بنظام حكم الرئيس “كيم جونغ أون”.
ومن الأسباب الأخرى التي أثارت حفيظة كوريا الشمالية قيام أمريكا بمطالبة مجلس الأمن الدولي بتشديد الحظر الاقتصادي على بيونغ يانغ. كما بدأ الجيش الأمريكي بنشر منظومة “ثاد” الدفاعية المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية لحمايتها من اي هجوم من الشمال، بحسب ما أعلنت القيادة الأمريكية في المحيط الهادئ، قبل ايام، وهو ما أثار حفيظة بكين قبل بيونغ يانغ ودفعها للاعراب عن قلقلها من الخطوة الأمريكية.
الزعيم الكوري يهدد
وبالتوازي مع الاختبار الكورية الجديدة، أكدت صحيفة “ذا صن” البريطانية، أن الزعيم الكوري، كيم جونج أون، أرسل تهديدًا مباشرًا للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يحذره من المساس بأمن كوريا، مشددًا على أن رصاصة واحدة تمس كوريا الشمالية سوف يقابلها صواريخ “هواسونج” المدمرة.
وشدد جون أون، على أن كوريا الشمالية سوف تُمطر أعدائها بالصواريخ المدمرة، وتحويل أمريكا إلى “رماد” في حال وصلت رصاصات الأخيرة إلى مدينة بيونغ يانغ، يأتي ذلك مع استمرار حالة التوتر بين البلدين.
ونقلت الصحيفة الإنجليزية بيانًا للدولة الكورية، جاء فيها: “إن الجيش مستعد لاستخدام صواريخ هواسونج والرؤوس النووية المدمرة في وجه أي من الأعداء الذين يريدون المساس بأمن وسعادة الشعب الكوري الشمالي”، مخاطبين كوريا الجنوبية وأمريكا، بعدم إطلاق رصاصة واحدة تجاههم.
ترامب يتوعد
بدوره انتقد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قائلا إنه “يتصرف بشكل سيء للغاية“.
وأدلى ترامب بهذا التصريح للصحفيين لدى مغادرته منتجع مار إيه لاغو الذي يملكه في ولاية فلوريدا حيث أمضى عطلة نهاية الأسبوع، وقال ترامب إن مسؤولي إدارته عقدوا اجتماعات في مطلع الأسبوع بشأن كوريا الشمالية وقضايا أخرى.
تصريحات ترامب تقاطعت مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الذي اعتبر إن سياسة بلاده “للصبر الاستراتيجي” إزاء كوريا الشمالية قد انتهت، وأضاف أن “جميع الخيارات” مطروحة، وأن الولايات المتحدة تدرس “مجموعة جديدة من الإجراءات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية” للتعامل مع بيونغيانغ.
في هذا السياق هدد وزير الدفاع الأمريكي الجنرال “جيمس ماتيس” باتخاذ إجراءات قاسية ضد بيونغ يانغ في حال واصلت تجاربها النووية والصاروخية.
وعلى العقوبات الأمريكية والضغوط الدولية داخل أروقة مجلس الامن، لازالت كوريا الشمالية تواصل تجاربها الصاروخية والنووية، في حين اعتمدت كوريا الجنوبية سياسة عقد تحالفات عسكرية وتسليحية مع واشنطن، بالاضافة الى عشرات المناورات التي تجرى بين البلدين بهدف ترويع بيونغ يانغ أو دفعها للتخلي عن سياستها ونشاطاتها العسكرية.