صمود وانتصار

قصة فتاة مؤلمة جدا ..باحد محلات صنعاء

دخلت أحد المحلات مع والدتى لشراء سلعة ما واستقبلتنا البائعه وعرضت ماطلبنا منها وكانت هادئه وديعه ,,,
تلاطفنا معها وتجاذبنا أطراف حديث مازح ثم أصرت والدتى على دفع ثمن مااشتريته أنا من بضاعه..
فداعبت البائعه بقولى أظن أنها المرة الأولى التى ترى أنه فى وقت مناسبة يوم الأم هذه أن الأم هى التى تشترى الهدية لإولادها وليس العكس فردت بصوت ُمنكسر أن دعت لي بأن ُيبقيها الله لى بخير ..وشعرت أنها طوال الوقت ترُقبنا فى صمت وكأنها فى مكان آخر ذهنها شارد وفكرها بعيد ..
فأشفقت عليها وشعرت أن هناك مايضايقها ولكن فى نفسى قلت ربما ضغوط العمل ثم و ضعت مااشترينا فى أكياس ودفعت لها والدتى الثمن وقد تركت لها بعض الزيادة على سبيل الهدية لها وقالت لها هذه هدية لك فإذا بالفتاة تنفجر ببكاء مر وحين سألناها ماالأمر قالت إن والدتها توفاها الله من قريب وهذا أول (عيد أم ) ُيمر بدونها وهى تشعر بالحزن الشديد لفقدانها وتفتقدها بشدة فى هذا الوقت ومع هذه الإحتفاليات الضخمة.
فاذا بوالدتى تُشعر بها وتحنو عليها وتتألم لحالها فقالت لها اعتبرينى أنا والدتك وهذه ُقبلة منى لك ففوجئنا بالفتاة وهى ترتمى فى أحضان والدتى وهى تجهش بالبكاء بصوت مرتفع جداً وتحضنها و تعتصرها تكاد تجتر منها اجتراراً حنان الأم وهى تبكى وأمى تبكى وأنا أبكى ولم أتحمل الموقف فخرجت أجري خارج المحل وفى نفسى أتمنى أن ألعن مخترع هذا العيد المؤلم الذى يضغط ويستفز مشاعر المحرومين ..
قد يقول البعض ولكن الفتاه بهذا اليوم أو بدونه ستشعر بالحزن لفقدان أمها ولكن الواقع إن إلهاب المشاعر والضغط عليها بكل مايصل للأذن هو أغاني الأم وكل ماتقع عينك عليه من بضائع هو للأم أليس فى هذا إثقال وتحميل فوق طاقه البشر ؟
فهو شيء مؤلم أشد الإيلام وربما لايشعر به إلا من يكابده أو من أعطاه الله رقه القلب التى هي من خير الله لعباده أن يدخل الرفق على قلوبهم…منقول.
واضيف ان الحزن والاسى والالم في المبالغة بهذه الذكرى يطال :
– اما عقيمة حرمت من الأولد يمثل لها سماع الاغاني عن الام ورؤية الاولاد بهداياهم بهداياهم ذكرى لهذا الحرمان
– امهات فقدن اولادهن خصوصا في حالات الحرب من خلال القصف أو الجهاد , وبدلا من مواساتهن تقوم هذه الذكرى باثارة الاحزان ..رفقا بامهات الشهداء والثكلى ..
أ.د. احمد عبدالملك