صمود وانتصار

كيف يمكن أن نحصل على رضوان الله

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله الطاهرين.
نرحب بكم جميعاً ونشكر لكم زيارتكم، ونتشرف بزيارتكم، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يؤلف بين قلوبنا، وأن يجمع صفنا، ويوحد كلمتنا على ما فيه رضاه.
نحن في هذه الأيام في العطلة الصيفية، فترة تعليم.. وفي الواقع نحن نستحي من الله سبحانه وتعالى أن لا نعطي لتعلم دينه إلا هامشاً من حياتنا هي: العطلة الصيفية، وبقية السنة نقضيها في مجالات أخرى بينما كان الذي يجب أن يكون محط اهتمامنا طول حياتنا وعلى طول أوقاتنا هو: أن نتعلم دين الله، نتعلم كيف نعبد الله نتعلم أولاً كيف نعرف الله سبحانه وتعالى.
ولكن لسوء الحظ، ولشقائنا: أن لا نعطي لديننا إلا فترة بسيطة من وقتنا في العام كله هي هامش السنة بكلها، ولكن مهما يكن تكون هذه ظروفا أو يكون هذا واقعاً فرض على الناس، ومهما تكن فترة قصيرة فإنها ستكون جديرة بأن تعطي فائدة كبيرة إذا ما اهتمينا، إذا ما أخلصنا، إذا ما شعرنا أولاً بالحياء من الله سبحانه وتعالى. أنه: إذاً معنا ستون يوماً أو أقل فأن نهمل فيها، أن نقصر، أن نتثاقل، أن لا نعطيها من الإهتمام ولو بعضاً مما يحصل من اهتمامنا كطلاب في المدارس التربوية، نستحي من الله سبحانه وتعالى فنهتم.
ونحن كطلاب علم يجب أن نفهم لماذا نطلب العلم؟ الغاية المهمة التي يجب أن ينشدها الإنسان من كل عمل صالح هي: أن يحظى برضى الله سبحانه وتعالى، أن يحصل على رضوان من الله سبحانه وتعالى.. هذه هي الغاية المهمة وهذا هو المطلب الكبير الذي يجب أن ينشده كل مسلم؛ لأن تحت هذا الخير كله في الدنيا وفي الآخرة, وفي أن يحصل على رضوان الله في الدنيا يرعاه الله سبحانه وتعالى، يحوطه بعنايته يوفقه يدافع عنه يرشده يسيِّر الخير للناس على يديه.
ومن يحظى برضوان الله سبحانه وتعالى يموت سعيداً، ويبعث سعيداً آمنا يوم القيامة، ويحاسب حساباً يسيراً، ويأمن في الوقت الذي يخاف فيه خوفا شديداً معظم البشر, عندما يكون من أولياء الله، وأولياء الله هم من قال عنهم: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} (يونس:62) فيدخل الجنة في رضوان الله ويحظى في ذلك المقام الرفيع والنعيم العظيم بالنعمة الكبرى التي هي رضوان الله.
رضوان الله هو المطلب المهم, كيف يمكن أن نحصل على رضوان الله من خلال عملنا؟ عندما نكون متأكدين أن العمل الذي نسير فيه أن العلم الذي نطلبه هو فعلاً المنهج الذي رسمه الله سبحانه وتعالى لعباده.
ليس كل طالب علم يصح أن يقال: بأنه يعمل عملاً صالحاً، طالب العلم الذي يطلب العلم الذي رسمه الله كمنهج للإنسان يتعبد لله سبحانه وتعالى به ويسير في حياته على وفقه.. هذا بالنسبة للمنهج.

من  هدي القرآن- محياتي ومماتي