إيفانكا.. وأحمر الشفاه و علبة التبرج
الصمود/ متابعات
دمعتان من عيني شقراء البيت الأبيض كفيلة لحمل الأب الرئيس بتفجير مناطق على وجه الأرض والتهديد بحرب عابرة للحدود، كل ذلك الحزن المبتذل من إيفانكا كان بتحريض من زوجها اليهودي جاريد كوشنر الذي أدى دوره “القومي” والعقائدي بالنسبة لـ”إسرائيل”، والأخيرة تستغل وجوده داخل البيت الأبيض إلى جانب ترامب ككبير للمستشارين، فيما سيلتفت كوشنر لتأدية واجباته الزوجية تجاه إيفانكا دون ترك سريرها خاوياً وبارداً بحجة تراكم الأعمال.
الضربة الأميركية على مطار الشعيرات لم تكن بمثابة تربيتة على كتف إيفانكا فقط، بل هي مشروع ربح لدونالد ترمب، الرجل كان واضحاً منذ البداية، لقد قال منذ حملته الانتخابية بأن على أنظمة الخليج أن تدفع مقابل حماية أميركا لها، فبادلته تلك الأنظمة بالسمع والطاعة وتقديم المزيد من الإغواء على طريقة صاحبات الرايات الحمر في الجاهلية، فطلبت منه التصعيد ضد سوريا مقابل المزيد من الإغواء الاقتصادي.
أما سياسياً، فإن ترامب عدا عن كونه رجل أعمال واستثمارات عملاق، فإنه يرغب إتمام نرجسيته بصورة أقوى رجل في العالم من خلال منصبه كرئيس، والغاية إدخال اسمه في التاريخ من خلال أعمال عجزت الإدارات السابقة عن تنفيذها ككسر سوريا، وتغيير قيادتها، ثم الاستمرار بفك سلسلة المقاومة بالتوجه نحو إيران وتحويل المقاومة اللبنانية إلى مجرد حكاية منسية.
واشنطن أعلنت بأنها تعتزم استخدام الضغوط السياسية والاقتصادية والدبلوماسية إلى جانب العسكرية على السلطات السورية، بهدف إزاحة القيادة هناك، مؤكدةً أن توجيه ضربات جديدة على مواقع القوات الحكومية في سورية هو خيار قائم.
فيما يبحث وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع في إيطاليا الملف السوري، مع دعوة لكل من وزراء خارجية تركيا والسعودية والإمارات والأردن وقطر للاجتماع بهدف التباحث معهم بالشأن السوري، ما جعل الاجتماع لقاءً سياسياً أكثر من جوهره الاقتصادي، وهو يتزامن مع العدوان الأميركي على سوريا، بما يشير إلى وجود عمل حثيث يهدف لجمع كل الطاقات المالية والسياسية والإعلامية والعسكرية ضد دمشق وحلفائها، ومن المتوقع أن يخرج الاجتماع بموقف منتقد لروسيا ومهاجم لإيران، ويؤكد على دعم إدارة ترامب في خياراتها.
الفترة المقبلة لن تكون مرحلة تصريحات ومواقف، لقد ولى عهد التنسيق العالمي والإقليمي من أجل جولات مفاوضات سورية سورية، وبات التصعيد سيد المكان والزمان، واشنطن تهدد بتكرار إرسال التوماهوك إلى مواقع جديدة في سوريا، فيما موسكو تعلن مع حلفائها الإيرانيين بياناً هو أشبه ببيان انقلابي على كل الفترة الماضية، تعزيزاً لقدرات الجيش العربي السوري وتلويحاً بالرد الفوري على أي عدوان، الأفعال وحدها ستميز صدق كل الأقوال.
الأميركي يعمل على عدد من الجبهات فيما يخص سوريا، في الرقة يحضر للمعركة بدعم الأكراد وإنزال القوات، وفي الجنوب من ناحية التنف يتم الحديث عن نية واشنطن إقامة قاعدة أميركية كبيرة هناك لتكون مركزاً للعمليات العسكرية ضد الجيش السوري وجماعة “داعش” على حد سواء، فيما ستتحمل الأردن و”إسرائيل” مسؤولية جبهة درعا والقنيطرة، لتكون بذلك الخطة الأميركية فكي كماشة في الشمال والجنوب، وسيتزامن ذلك مع إعلان العديد من الميليشيات المنتشرة في الغوطة الدمشقية وحماة وإدلب عمليات عسكرية جديدة، أما الروس والإيرانيون سيعمدون إلى استهداف إدلب وريفها، والتعجيل بالعمليات العسكرية في ريف دمشق خصوصاً حسم الوضع في كل من برزة والقابون وحرستا وجوبر، كنوع من عمل وقائي استباقي لأي عمل عدواني جديد تقوم به واشنطن بالتعاون مع حلفائها الغربيين والعرب والأتراك والصهاينة، وحتى انجلاء المشهد أكثر، ستكون إيفانكا بملابس سباحتها ترتشف كأس الجمايكا الكحولي وتذرف الدموع.