صمود وانتصار

سلمان الحائز على جوقة الحقارة

المصود _ كتبت : فاتن الفقية

من المفارقات التي سيخلدها التاريخ ، ما حدث قبل أيام من استقبال بلاد الحرمين الشريفين وخادمها للكيان الصهيوني المتمثل برئيس الولايات المتحدة الامريكية ، وما رافق ذلك الاستقبال من مذلة وخضوع قاده ملك السعودية الحقير مع بقية زعماء الدول الاسلامية .

وتكمن المفارقة في اجتماع ترامب في قمة ضمت قادة المسلمين وهو المسيحي المعروف بشدة عدائه للإسلام والمسلمين .

لا والأغرب من ذلك تصفيق العلماء ومباركتهم لهذه الزيارة وأخذ النصح والمشورة عن الإسلام الصحيح من زعيم أمريكا .

من تابع المشهد السياسي منذ انبثاق الصرخة في صعدة – والتي نادت بالموت لأمريكا والبراءة من اليهود والنصارى – ، يدرك تماماً أن كل ما حيك لليمن من مؤامرات سعودية آنذاك وحتى اليوم كان لأجل امريكا وأن كل قطرة سفكت منذ بداية ظهور بوادر النهضة اليمنية الرافضة للرضوخ لليهود ، ما هي إلا إرضاءً لأمريكا ، وما أمريكا إلا وجه العملة الثاني لإسرائيل .

ترى أين علماء الحرمين الذين كفروا اليمنيين ومجسوهم واليهود اليوم بين ظهرانيهم ؟

بل أين علماء الأزهر الذين لم تقم لهم قائمة منذ بداية العدوان وحتى خطبة ترامب في المسلمين ؟ أم أنهم يدينون ويستنكرون ما يحلو لهم فقط؟

يا علماء السعودية .. هل أصبح ترامب النصراني المعادي للإسلام يعلمكم أمور دينكم وأنتم في أرض الاسلام ؟؟!

نعم .. لقد علمتكم أمريكا الإسلام الجديد ، وما الوهابية التكفيرية إلا من صناعتها .. فلم العجب من أن يكون ترامب معاذ بن جبل المرسل لتعليمكم الإسلام بصورته التكفيرية الإرهابية الصحيحة .

أما موقف الاعلاميون من هذا الاجتماع فحدث ولا حرج .. فمنهم من وصف هذه الزيارة بأنها لقاء تاريخي وأن التاريخ سيرسم هذا الاجتماع و خطبته على سطور من ذهب !!

ومنهم من تشدق بأن السعودية قامت بعمل عظيم لم تقم به أي دولة عربية أخرى من خلال وضع زعيم الصهيونية في مقام خطيب المسلمين ، ومنهم من فتح فاه سعيداً بزيارة من يحتقر الإسلام وأهله !!

في الجهة المقابلة كان لليمنيين نصيب الأسد في حضور المؤتمر  الإسلامي الصهيوني فبركان 2 قد حمل في طياته رسالة تحدٍ من شعب اليمن الحر الأبي الذي لم ولن يرضى أن يكون تحت وصاية من أحد .. لأنه يعرف قدره ويعرف أنه على فطرة الإسلام السليمة ، رامياً عرض الحائط باجتماع ترامب وأتباعه المتأسلمين ورافضاً مد يده لأيدي اليهود والنصارى ، يعلم جيداً أن الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقه يمان وليس فقه ترامب.