الامة العربية تفتقد قائدا يوحدها ولا يفرقها
الصمود _ متابعات
الامة العربية تفتقد اليوم الى قائد محنك يقودها الى بر الامان ، ويسوي مشاكلها ويحل قضاياها ويصلح بين زعمائها ويترفع عن الصغائر ويرتفع الى مستوى المسؤولية التي يتطلبها الوضع الصعب الحالي الذي تمر به هذه الامة من تكالب الاعداء عليها والخلافات الكبيرة بين دولها وانبطاح بعض زعمائها امام الرئيس الامريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والتودد لهما للحصول على مباركتهما .
جمال عبد الناصر كان زعيما للامة العربية بلا منازع ،وقام بدور كبير في الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، فقام هو والضباط الاحرارفي 23 يوليو 1952 بالقضاء علي الحكم الملكي في الداخل ، واعلن الحكم الجمهوري ، وبعدها قام بتاميم قناة السويس في عام 1956 ووقف في وجه العدوان الثلاثي علی بلاده في نفس السنة .
اما علی الصعيد الخارجي فقام بدعم الثورات العربية منها الثورة الجزائرية والثورة العراقية وحقق الوحدة بين مصر وسوريا سنة 1958 وكان احد مهندسي وصانعي حركة عدم الانحياز بمشاركة سوكارنو وتيتو خلال موتمر باندونغ سنة 1955.و كان عبد الناصر زعيما قوميا يشعر بالمسوولية امام شعبه والشعوب العربية وقد استقال من منصبه بعد نكسة حزيران 1967.
اما سلمان بن عبد العزيز الذي جمع اخيرا 55 من زعماء وممثلي الدول العربية والاسلامية في الرياض في العشرين من شهر مايو – ايار الجاري ليثبت للرئيس الامريكي دونالد ترامب بانه ليس فقط زعيما للامة العربية ، بل زعيما للامة الاسلامية ، ومن اجل اظهار قدرته وجبروته ، عقد صفقة عسكرية مع ترامب تقدر باكثر من 460 مليار دولار لشراء احدث الطائرات والمعدات العسكرية لتكون بلاده اكبر قوة عسكرية في المنطقة . واعتبر المراقبون بان هذه الصفقة ما هي الا رشوة قدمها الملك سلمان الى الرئيس الامريكي دونالد ترامب من اجل دعمه للبقاء في الحكم بعد ان كرر ترامب في مناسبات متعددة بان على الزعماء والملوك العرب ان يدفعوا له المال مقابل دعم حكوماتهم .
كيف يكون سلمان بن عبد العزيز زعيما للامة العربية والاسلامية وهو الذي تولى الحكم بعد وفاة اخيه الملك عبد الله بسبب كونه احد ابناء الملك عبد العزيز ال سعود من زوجته الاميرة حصة بنت احمد السديري ، اي هو احد من يطلق عليهم بالسديريين السبعة.اي انه ورث الحكم بعد اخيه وليس بسبب حنكته وكفاءته.
تولي سلمان خلال حياته السياسية منصب امير منطقة الرياض ، ومن ثم عين وزيرا للدفاع واصبح وليا للعهد للملك عبد الله بن عبد العزيز واخيرا ملكا في 23 يناير 2015 بعد وفاة الملك عبد الله.
من اهم انجازاته العسكرية بدء عملية عاصفة الحزم بهجومه علی اليمن واستمرار هذه العمليات العسكرية حتى الان دون ان يتمكن من انهاء العدوان .كما انه نفذ حكم الاعدام ب 47 شخصا منهم عالم الدين نمر النمر، وفي عهده حدثت فاجعة منى وقتل عدة الاف من الحجاج بينهم 646 حاجا ايرانيا و قطعت السعودية العلاقات مع ايران بسبب انتقاد ايران للملك بعجز حكومته عن الحفاظ علی حياة الحجاج .
اخر انجاز لحكومة الملك سلمان بن عبد العزيز المدعي بقيادة الامة العربية هو هجوم وسائل اعلام بلاده علی امير قطر تميم بن حمد بن خليفة ال ثاني بسبب ما اسموه تصريحاته حول العلاقة مع ايران وموقفه من الولايات المتحدة .
كيف يمكن للملك سلمان ان يكون قائدا للامة العربية والاسلامية وهو لا يتمكن من كظم غضبه علی امير قطربسبب تصريحاته وبيان وجهة نظره و هو ايضا احد زعماء مجلس التعاون الخليجي ومن الطبيعي ان يكون حرا في ابداء رايه امام الاخرين.
ويخشى المراقبون ان تتطور الخلافات بين السعودية وقطر الى معارك وهجمات عسكرية او قيام السعودية بانقلاب عسكري علی امير قطر واسقاط حكمه .
المضحك المبكي في الهجمات الصحفية السعودية ضد قطر اتهام الصحافة السعودية لقطر بدعم الارهاب ولا سيما تنظيم القاعدة والاخوان المسلمين، بينما تنسى الصحافة السعودية دعم بلادهم لمهاجمي برجي نيويورك في 11 سبتمبر 2001 و تاسيس القاعدة و تنظسم داعش ودعم الجماعات الارهابية في كل انحاء العالم ولا سيما في سوريا والعراق واليمن .
الامة العربية بحاجة الی زعيم يتوسط الان بين الزعماء العرب ، لا ان يكون طرفا في اي خلاف يطرأ .فالملك سلمان الذي تدعي وسائل اعلامه بانه قائد للامة العربية والاسلامية ، لم يكن حكما في الخلافات الاخيرة بينه وبين امير قطر، فبدلا من ان يصب الماء علی النار، يصب الزيت عليه ويشعل المعارك بدلا من اخمادها وتستمر وسائل اعلام بلاده من مهاجمة قطر واميرها وتحجب مواقع وقنوات وصحف قطر بدلا من الاستماع الى الراي الاخر .
وها هي حال الامة العربية التي تواجه الضعف والتفرق والمعارك الجانبية وتفتقد الى زعيم يمكنه ان يقوم بدور الوسيط في حل الخلافات المتزايدة بين الزعماء العرب .