صمود وانتصار

النتائج المروعة للعدوان .. بن سلمان لن يحصل على المجد والإمارات تغرق في ألغام الجنوب

تؤكد العديد من الدوائر الغربية أن حجم الخسائر التي تكبدها العدو السعودي في أكثر من عامين من عدوانه الوحشي على اليمن تحت مظلة التحالف وطول أمد الحرب العدوانية التي فشلت حتى اليوم في تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية ليست سوى مؤشرات على أن الحرب التي تقودها السعودية في اليمن لن تمنح بن سلمان المجد الذي أراده في إطار محاولاته المحمومة وراثة العرش عن أبيه الملك المصاب بالزهايمر.
أكثر من ذلك أن الفشل العسكري والسياسي لتحالف العدوان السعودي جعل من رؤية بن سلمان الاقتصادية 2030 ليست أكثر من عمليات ضريبية جبائية يدفع ثمنها الشعب السعودي لمواجهة العجز المتفاقم في الموازنة السعودية وتصاعد فاتورة الحروب العبثية التي يقودها بن سلمان لإشباع طموحاته السياسية، ناهيك عن أنها أفقدت بن سلمان ثقة شعبه في قدرته على قيادة تحول اقتصادي جاد وحقيقي في مملكة النفط الثرية وهو المشروع الذي يبذل بن سلمان جهده في سبيل إثبات جدارته بالحكم للعقود القادمة.
وقدمت العائلة السعودية الدعم للشاب المراهق محمد بن سلمان لأنه من احفاد عبد العزيز الأكثر شبها بجده في اطار المساعي السعودية للعب دور اقليمي أكثر فعالية في المنطقة، غير أن نتائج العمليات العسكرية التي قادتها السعودية تحت مسمى ” عاصفة الحزم ” خرجت عن التوقعات وبدت مع دخولها العام الثالث أنها تسير في اتجاه آخر ينذر بطول أمد الحرب العدوانية ووقوع النظام السعودي في مأزق كبير سيرغمه على الرضوخ لعمليات النزيف التي تتصدرها حاليا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
ويؤكد خبراء دوليون أن لجوء بن سلمان إلى البحث عن دعم غربي يمكن اعتباره مؤشراً على عدم ثقته في الخروج بمكاسب سياسية من مستنقع الحرب التي يقودها على اليمن، ويشيرون في ذلك إلى دعوة النظام السعودي الرئيس الاميركي دونالد ترامب وترؤسه لثلاث قمم إسلامية وخليجية وتوقيع النظام السعودي عقوداً عسكرية واقتصادية باهظة التكاليف أملا في تعزيز العلاقة مع حلفائه الخارجيين لدعم طموحاته في الصعود إلى السلطة ودعم حكمه في ما بعد.
اما العائلات الوراثية الحاكمة في الامارات فقد حسم امر فشلها في تحويل الحرب العدوانية إلى بطولة ورقية للسيطرة على جنوب اليمن وباب المندب وفق مخطط مدروس وشديد المراوغة غايته تقديم الإمارات للولايات المتحدة كحليف موثوق.
لكن القوات الإماراتية المحتلة للمحافظات الجنوبية سرعان ما وضعت نفسها في مواجهة مباشرة مع الجماعات الإسلامية الموالية للسعودية بذرائع الحرب على خطر “القاعدة وداعش” المدعومين من النظام السعودي، كما وجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع الفار المحكوم بالإعدام عبد ربه هادي الذي طالما نعقت بأنه يمثل السلطة الشرعية في اليمن في مقابل دعمها العلني للقوى الجنوبية المطالبة بانفصال الجنوب، قبل أن تغرق في دوامة حرب الاغتيالات والتصفيات والمعتقلات السرية وأعمال التعذيب التي يؤكد كثيرون أنها ستضع القوات الاماراتية الغازية وطموحات العائلات الوراثية الحاكمة وسط حقل الغام.
وبالإضافة إلى ذلك فإن الصراع الإماراتي السعودي المحتدم على النفوذ في الجنوب ومناطق الساحل الغربي يمضي بلا هوادة مع مضي العائلات الوراثية الحاكمة بمحاولاتها المحمومة السيطرة بصورة منفردة على مضيق باب المندب من خلال تواجد عسكري وأمني واقتصادي متنام على جانبي المضيق وإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون وأخرى في جرز ارخبيل سقطرى لدعم قواعدها العسكرية في عصب بإريتريا وبربرة في الصومال، في ظل اضطرار النظام السعودي إلى التعامي عن المشاريع الإماراتية لحاجتها للدور الإماراتي العسكري ضمن التحالف المهدد بالانهيار جراء تصاعد الخلافات بين حلفاء اميركا الخليجيين بصورة عامة.