#معا_لتصحيح_ثقافتنا_وتاريخنا_الآسلامي #لعلكم_تتقون
الصمود – كتب – الدكتور :يوسف الحاضري
(( خطورة الثقافة المغلوطة التي تتكلم عن أن المؤمن في الدنيا شقي ومهان وضعيف وذليل والتعويض في الجنة ))
أستطاع اليهود وعبر الأجيال الماضية أن يحشروا ضمن ثقافتنا الأسلامية فكرا خبيثا مقتبسا من حالتهم التي وصفهم الله بها (وضربت عليهم الذلة والمسكنة) حتى هيئوا النفوس المسلمة لتتقبل أن تكون ذليلة مهانة أذل وأحط منهم ونفوسهم(اي المسلمين) راضية سعيدة فارحة من منطلق أنهم تفاعلوا مع الثفافة اليهودية الخبيثة التي أدخلت إلى منهجيتنا الأسلامية وهي (أن من علامات المؤمن حقا انه مريض مهان ذليل ضعيف مبهذل مسحوق سحقا في الدنيا مطارد شقي مشتت وغير ذلك ) لأن كل ذلك يعكس إيمان الفرد العظيم وأن الله يحب الأنسان الذي يتمتع بهذه الصفات وأن الدنيا هي أساسا دار شقاء وتعاسة لأحباب الله والجنة في الآخرة هي التعويض له ، وأخترعوا احاديثا كاذبة نسبوها للنبي منها دعاء (اللهم صب عليا البلاء صبا صبا ) وأيضا اخترعوا تاريخا كاذبا وقصصا خبيثة منها (أن احد النساء المؤمنات طلبت من زوجها ان يطلقها فتفاجأ الزوج من طلبها وهو الانسان التقي المؤمن الذي يحترمها ويعزها ويقدرها ويقوم بالمودة والرحمة على اعلى مستوى فقالت لنا متزوجين 20 سنة ولم أر أن الله ابتلاك بشيء وهذا يدل على انه لا يحبك ولا يمكنني ان أعيش مع رجل لا يحبه الله ، ولما أخذها لبيت أهلها سقط من فوق دابته فأنكسرت رجله وهنا تبسمت زوجته وقالت أرجعني إليك فقد أحبك الله )… وخرافات كثيرة لا تمد لحقيقة الدين الأسلامي وفطرة الأستخلاف الرباني للأنسان في الأرض بأدنى صله ….ولو جئنا الآن إلى القانون الرباني السوي السليم الثابت الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو القرآن لنفضح أكاذيبهم وخرافاتهم وتوضيح يهودتها للجميع فسيتضح لنا كم هو العقل العربي مستهان وألعوبة في يد اليهودي منذ قرون مضت …
قال تعالى في اول تشريع لأنسان على الأطلاق وهو آدم وحواء ( قال أهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هداي فمن أتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ) (ونحشره يوم القيامة أعمى ) ..
هذه الآيات تدل دلالة واضحة كوضح الشمس أن من هو على الهدى وفي الطريق السليم فإنه لا يضل في حياته ويتشتت وينذل ويهان ويستعبد وايضا لا يشقى بتعب وعبودية وخنوع وخضوع ومسكنة ويتعب ويرهق نفسيا ،،، أما الضالون الظلاميون المبتعدون عن الهدى فإن معيشهم معيشة ضنكا ومتعبة مذلة ومهانة ومسكنة …. عوضا عن ان حياتهم في الآخرة أشد وأنكى رغم انهم كانوا في الدنيا كما تكلمنا مهانين ومذلين وضعفاء وجبناء بل ان هذه الأمور هي السبب لعذاب الآخرة … فهل نصدق القرآن العظيم وصاحب القرآن ام نصدق خرافاتهم وأكاذيبهم واباطيلهم ؟؟؟
ويقول تعالى في آية أخرى في توصيف لوضعية بني إسرائيل ( إهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ، ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) …. هكذا أصبح الوضع الطبيعي لليهود (بني إسرائيل) أذلة مسكنة مهانين همومهم بطونهم وكيف يشبعونها وكيف يأكلون ويتمتعون كما تأكل وتتمتع الانعام بعيدين كل البعد عن اهداف حقيقية لأستخلافهم كبني آدم في الأرض والسبب كفرهم بآيات الله الحقيقية والتي للأسف أصبح المسلمون في عصرنا هذا أكثر كفرا بآيات الله في القران وأكثر تصديقا لما زوره اليهود في ثقافتنا وتاريخنا الإسلامي حتى اصبحنا اذل وأسكن من اليهود بل أصبحنا نحن تحت اقدامهم فضربت علينا الذلة والمسكنة ولعل دليل زيارة رئيس أمريكا الصهيوني ترامب للسعودية (القائمة على الحرمين ) دليل واضح وجلي وضوح الشمس على هذا الأمر .
وقال تعالى ( لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) فكيف سيرتبط خزي الدنيا بنعيم الآخرة وكيف استطاع هؤلاء ان يشكلوا ويهيئوا العقول والقلوب لتؤمن بما لا يدع مجال للشك ان أساس النعيم في الآخرة هو الذل والخزي والأنبطاح في الدنيا !!!
ولأضع بقية النقاط على الحروف سانسخ لكم جانبا مما قاله الشهيد القائد حسين الحوثي رضوان الله عليه في ملزمة (وعده ووعيده الجزء الرابع عشر ) في هذا الخصوص وذلك كالتالي :-
((من أين جاء هذا الفهم لكثير من المرشدين، لكثير من علمائنا أيضاً؟ أن ننتظر بعد الخزي في الدنيا، بعد الذل في الدنيا، بعد الشقاء في الدنيا، وهو شقاء ليس في إطار عمله في سبيل الله، بل لا يسمى ذلك شقاء عناء ليس في مجال عمله في سبيل الله له، وفي ميادين العمل لله، خزي وذل وشقاء، ومعيشة ضنكا، هكذا بدون مقابل في الدنيا، لا من أجل جهد بذلناه في سبيل الله، ولا من أجل مواقف عظيمة وقفناها ضد أعداء الله. بل لا يحصل وأنت تقف المواقف ضد أعداء الله، لا يحصل ضدك ما تعتبره خزياً وإن كان ـ من وجهة نظر الآخرين ـ إذلالاً لك، وخزياً لك، وأنت تعاني من أجل الحق فهذا ليس خزياً، أنت من ينظر إليك أعداؤك حتى وأنت في زنازينهم في السجون ينظرون إليك كبيراً، وعظيماً وقوياً، وتكون كذلك عند نفسك قويا، وعظيما، وكبيرا. ليس هذا. الشقاء الذي نحن فيه، الخزي الذي نحن عليه كمسلمين، المعيشة الضنكى التي نحن نعاني منها مقابل ماذا هي؟ هل هناك شيء؟ إنها هي التي تأتي لمن أعرض عن ذكر الله {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً}. فلماذا يأتي الكثير فيقولون: [إن شاء الله بعد هذه الحياة نصير إلى الجنة، هذه دنيا نصبر على هذه الحالة وهي أياما وتنتهي ثم ندخل الجنة]؟ لماذا لا تتأملون الربط الخطير جداً بين الشقاء في الدنيا وبين الشقاء في الآخرة؟{فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} (طـه:126). {وَكَذَلِكَ}(طـه: من الآية127) أي: وهكذا يكون{نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ}(طـه: من الآية127). شقاء في الدنيا، وعمى، وعذاباً، وخزياً في الآخرة.
تكرر في آيات كثيرة في القرآن الكريم، الحديث عن الوعيد يبدأ من الدنيا وينتهي في الآخرة، يكون هنا في الدنيا بأشكال متعددة، عقوبات تأتي بأشكال متعددة منها ما هي عقوبات معنوية، ومنها ما هي عقوبات مادية، ومنها ما هي آلام نفسية، ومنها ما يتمثل بقسوة في القلوب، لها أشكالها الكثيرة. أنواع العذاب في الدنيا له أشكاله الكثيرة تعرض له القرآن الكريم ليخوفنا بها. من الذي فهمنا هذا الفهم المغلوط: أن الدنيا طبعت على هذا النحو، والمؤمن هو من يرضى بالحالة التي هو عليها، والتي الدنيا عليها؟! فكلما ازداد الوضع سوءاً كلما رأى نفسه أقرب إلى الله، وكلما رأى نفسه أقرب إلى الجنة!. من أين جاء هذا الفهم؟ أوليس الربط واضحا في هذه الآية:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} الربط واضح.))
فيا ترى كم نحتاج من عمل حتى نستطيع تنظيف العقول والقلوب والمناهج والمنابر والثقافة والتاريخ من كل هذه الخبث اليهودي!!!
#د_يوسف_الحاضري