صمود وانتصار

خلافات النافذين في عائلة آل سعود.. والامتحان المرتقب

تتجه الإنظار إلى هوية ولي عهد محمد بن سلمان المرتقب حال تنصيبه ملكاً.. في ظل خلافات بينه وبين أبناء عمومه تستبعد الأمراء الأكثر نفوذاً في المملكة.. ما يفتح الباب أمام امتحان جديد لنجاح انقلاب القصر.

نجح محمد بن سلمان في حسم صراع العرش لصالحه وبات ولياً للعهد خلفاً لابن عمه محمد بن نايف، وفيما كثرت المؤشرات على اقتراب موعد توليه مُلك السعودية، برزت تساؤلات حول هوية الأمير الذي سيُناط به تولي منصب اول ولي عهد لحكم محمد بن سلمان المرتقب.

التعديل الذي أجراه الملك سلمان في نظام الحكم قضى بأن من سيخلفه مستقبلاً لن يكون بمقدوره أن يورث الحكم لأخوته أو أبنائه، ولا بد أن يكون ولي العهد من فرع آخر أي أحد أبناء أعمامه. بالعودة إلى العلاقات السيئة التي تجمع محمد بن سلمان بأبناء أعمامه، يبدو أن مستقبل المملكة دخل نفقاً مظلماً، يفتح الباب أمام امتحان جديد لنجاح انقلاب القصر..

محمد بن نايف خسر إمكانية تنصيبه ولياً للعهد بعدما أخرجه ابن سلمان من مشهد الحكم بشكل نهائي، كما جرى إرضاء أخيه أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف عبر تعيين ابنه عبدالعزيز وزيراً للداخلية، أما الأمير الوليد بن طلال، فإن خلافاته الكثيرة مع الشاب الطامح تحولُ دُون اختياره ولياً للعهد، فهُما على طرفي نقيض، بدءاً من الخلاف حول “قناة العرب” مروراً باختلاف وجهات النظر في الشؤون الداخلية مثل قيادة المرأة للسيارة، وليس انتهاءاً بملاحظات ابن طلال الاقتصادية على أداء ابن سلمان وانتقاده للحرب على حرب اليمن.

متعب ابن الراحل عبدالله، هو غريم تقليدي لابن سلمان وحليف وثيق لمحمد بن نايف، كما أنه على رأس وزارة الحرس الوطني الذي يريد محمد بن سلمان استيعابه في وزارة الدفاع، أما محمد بن فهد، فقد تم تهميشه واستبعاده، وهو لا يشغل أي منصب بل ويشتهر بالفساد في تجارته وسرقة الأراضي، كما جرى إرضاءه بتعيين ابنه تركي مستشاراً في الديوان الملكي بمرتبة وزير.

خالد بن فيصل، أمير مكة المكرمة ومستشار الملك سلمان، تم إرضاءه بتعيين ابنه بندر مستشاراً في الديوان الملكي بمرتبة وزير، أما الأمير خالد بن سلطان، فقد أقصاه ابن سلمان في العام 2013 في عهد الملك عبدالله من منصب نائب وزير الدفاع، مستخدماً توقيع والده الذي كان وزيراً للدفاع آنذاك، طالباً من الملك عبدالله إعفاءه من منصبه.

مرشح آخر لمنصب ولي العهد ورقمٌ صعبٌ في المعادلة سابقاً كان الأمير بندر بن سلطان، لكنّ محمد بن سلمان نجح بتحييده في فبراير العام 2015 بعدما دفع الملك سلمان إلى إعفائه من منصبه كأمين عام لمجلس الأمن الوطني السعودي.

..على هذا المنوال.. لم يترك ابن سلمان صاحباً من أبناء عمومه النافذين يرتضيه خلفاً وولياً لعهده.. فيما لجوءه إلى المهمشين ليس أقل خطورة على مفاصل حكمه، الذي قد يكون عرضة لسياسته الرعناء.. عندما ينقلب المُنقلبون.