ولي عهد السعودية وريث نظام فاشل
اطاح ولي العهد الجديد محمد بن سلمان بابن عمه وسيطر على كل شيء، بما في ذلك الأمن الداخلي، لكنه لم يُظهر أي دراية في التعامل مع المتاعب الكثيرة التي تنتظره، ما يجعل مستقبل المملكة في خطر.
بعد عامين من الاستعداد لا يأتي هذا المشهد على ثقله وأهميته إلا في الجزئية الأولى من الخطة الانقلابية داخل القصر الملكي السعودي.
يقول البروفيسور نيك باتلر من “كينغز كوليج” في لندن، في مقال في صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن تعزيز السلطة بيد ابن سلمان هو نهاية المشهد الأول فقط، إذ أن أخبارا كثيرة سترد من السعودية خلال الأشهر القليلة المقبلة ستكشف خطوط الصدع الموجود بوضوح أكثر، وهذا نتيجة نقل السلطة لابن سلمان.
جاء عزل محمد بن نايف عن ولاية العهد كخطوة واسعة تقرب الأمير الشاب من تولي الحكم في السعودية، وهو صاحب الطموحات الفوضوية الذي قاد المملكة إلى حالة غير مسبوقة من الانعزال وعدم الاستقرار، وهذا كلام يردده عنه مسؤولون في واشنطن.
لا يبدو هؤلاء الذين حصدوا صفقات بعشرات مليارات الدولارات مع الرياض متفائلين بالموقع الجديد لابن سلمان. تشير صحيفة “واشنطن بوست” إلى أنه بينما يتسلم الأمير رسمياً خلافة والده، تظهر أسباب متزايدة للشك في قدراته.
من الإصلاحات الاقتصادية المتوقفة إلى تدهور سوق النفط والحرب الكارثية غير المجدية في اليمن، وحتى قيادة الحصار المفروض مؤخراً على قطر، تسهب الصحيفة الأميركية في سرد سياسات قادها الأمير الثلاثيني والتي تدفع إلى التشكيك في قدراته بعد غياب أي نجاحات حقيقية عن سجله المفتوح منذ صعود والده الملك إلى العرش، والذي يسجل فيه لمصلحته عمله على كسب الأصدقاء والنفوذ في واشنطن وتأثيره الساحر على الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وفي هذا الإطار، يرى موقع “فيترانس توداي” الأميركي أن فشل ابن سلمان السياسي والاقتصادي “متبوع لفشل أسلافه السابقين”، وأن الأمير الشاب و”إن تجاوز جيلا كاملا من أعمامه، إلا أنه يرث نظاماً مصاباً بالانحطاط الكامل”.