“داعش في غزة”.. مسوغات جديدة لضرب المقاومة والقطاع المحاصر
مرة جديدة عاد الحديث عن وجود عناصر لتنظيم داعش الارهابي في قطاع غزة، بعد الغارات الجوية والمدفعية التي شنها كيان الاحتلال على عدد من المواقع التابعة للمقاومة الفلسطينية، في قطاع غزة، تحت ذريعة الرد على مقذوف اطلقه من اسماهم الاحتلال عناصر داعش في قطاع غزة.
وبحسب ادعاءات جيش الاحتلال الاسرائيلي فان صاروخ اطلق من قطاع غزة صوب تجمع مستوطنات “شاعر هنيغيف” شرقي قطاع غزة، دون وقوع إصابات، واتهم الاحتلال تنظيم داعش بالوقوف ورائه، واستغل القصة التي ألفها لضرب عدد من المواقع لفصائل المقاومة الفلسطينية.
حماس ردت على الادعاء الاسرائيلي، وأكدت على لسان الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، في تصريح صحفي: “زعم الاحتلال الإسرائيلي إطلاق صاروخ من غزة وإصدار بيان باسم داعش لتبرير ما جرى من تصعيد واستهداف لمواقع المقاومة، لعبة إسرائيلية خطيرة ومكشوفة”، “نحذر من التمادي في هذه اللعبة المكشوفة والاستمرار في هذا التصعيد الخطير والقصف أو المساس بأي من أبناء شعبنا”.
الغارات الاسرائيلية اليوم دفعتنا للبحث عن حقيقة الادعاء حول وجود عناصر لداعش في قطاع غزة وخلصنا الى مايلي:
-تؤكد الاحصائيات الغير رسيمة وجود بعض النشطاء السلفيين في قطاع غزة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي في محاولة لجذب انتباه داعش، هؤلاء النشطاء تأثروا بوجود داعش في العراق وسوريا، وبشكل أكبر بوجود بالتنظيم الارهابي في سيناء المصرية المجاورة، وهم من تصنفهم حركة حماس بالخارجين عن القانون تؤكد أيضاً ان عددهم قليل جداً ويتلقون أموالا لضرب سمعة المقاومة.
-كذلك أكدت حماس على لسان كبار قادتها مرارا وتكرارا أنه لا يوجد شيء اسمه تنظيم داعش بالمعنى الحرفي في قطاع غزة، واذ اعترف قادة المقاومة الاسلامية بوجود بعض المناصرين لهذه الأفكار، حملوا في الوقت ذاته تل ابيب بالسعي للترويج لفكرة وجود تنظيم داعش الارهابي لتبرير قصف قطاع غزة المحاصر، وهو ما اشار اليه الدكتور محمود الزهار، القيادي البارز في حركة حماس، الذي اعتبر أن الحديث عن تنظيم داعش في قطاع غزة هي عبارة عن سلسلة حملات تشنها أطراف دولية وعربية بالتنسيق مع كيان الاحتلال ضد حماس، مؤكداً وجود عدد من العملاء الذين استغلوا هامش الحرية الكبير الذي وفرته حماس في غزة، وخصوصاً في موضوع مقاومة الاحتلال والسماح للجميع برفع السلاح ضد الاحتلال، مؤكداً إن هؤلاء (اي معتنقي فكر التنيظم الارهابي التكفيري) ليس لهم علاقة بمقاومة الاحتلال.
-من ناحية أخرى فان التعاون والتنسيق بين الاحتلال والجماعات التكفيرية لا يخفى على أحد، وما هو معروف ايضا ان العقيدة القتالية للجماعات التكفيرية سواء تنظيم داعش أو القاعدة (وفرعها جبهة النصرة في سوريا) لا تأخذ منحى تصادمي مع كيان الاحتلال الاسرائيلي ولم تنفذ تلك الجماعات الارهابية حتى عملية صغيرة في قلب الكيان، اذ يقتصر نشاطها على البلاد المسلمة وضحاياها في أغلب الاحيان هم عرب ومسلمين، ناهيك عن هجمات صغيرة في اوروبا بين الفينة والاخرى، وما يؤكد كلامنا هذا تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موشيه يعالون، الذي كشف قبل أسابيع أن تنظيم “داعش” أطلق النار مرة واحدة بالخطأ فقط باتجاه الجولان ثم اعتذر عن ذلك على الفور، مؤكداً ان “أغلب حالات إطلاق النار كانت تحصل من أراضي تقع تحت سيطرة الجيش السوري”، مشيراً إلى أن “حادثة واحدة حصلت، في الفترة الأخيرة، أطلق فيها داعش النار عن طريق الخطأ وقد اعتذر فوراً”، ووجه يعالون أصابع الاتهام إلى إيران، معتبراً أن الإيرانيين هم من يوجه بشنّ هجمات ضد إسرائيل، واعترف المسؤول الاسرائيلي أن داعش لم يكن ولا مرة هو من يطلق النار باتجاهنا بل كانت إيران دائماً .
-تصريحات يعلون لم تكن يتيمة، اذا أكد رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية لدى الكيان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي أن إسرائيل ستفعل كل ما بوسعها لكي لا تجد نفسها في وضع ينهزم فيه تنظيم داعش أمام الجيش السوري، واشار المسؤول الامني الاسرائيلي بوضوح الى أن إسرائيل لا تريد أن يتم هزيمة التنظيم في هذه الحرب لأن هذه الأمر سيضع إسرائيل في وضع حرج، وهذا ما يفسر فتح مستشفيات الاحتلال ابوابها للجماعات التكفيرية التي تحارب الجيش السوري في الجنوب، وصلاً الى العميلة العسكرية المنسقة بين كيان الاحتلال والارهابيين على مدينة البعث السورية في القنيطرة.
وتعتبر هذه التصريحات الاسرائيلي ليس بالامر الغريب او المفاجئ فمنذ أن ظهرت هذه الصنيعة الامريكية الاسرائيلية الممولة خليجيا التي تسمى بـ “داعش”، فان الاخيرة تتفنن بوحشيتها وعملياتها الانتحارية في سوريا والعراق وليبيا وحتى مصر مستهدفة المدنيين العزل و لم نراها يوماً توجه تهديداً الى الكيان الإسرائيلي، ناهيك على أن تل ابيب وتنظيم داعش والنصرة تعتبر أكثر من يمص دم العالم الاسلامي،اي ارهاب يتغذى من ايدولوجيا واحدة وهدف واحد ومن الطبيعي بمكان عند تقاطع المصالح أن تسعى تل ابيب الى تنظيم وبرمجة الارهاب بما يخدم أجندتها وخططها.