صمود وانتصار

دور السعودية في سيطرة “داعش” على الموصل في 2014

 

“حرب الموصل حلقة بسلسلة طائفية هدفها السعودية”، هذا ما قاله الداعية وأستاذ الفقه بالمعهد العالي للقضاء في السعودية، عبدالعزيز الفوزان، مع بدء القوات العراقية عملياتها في مدينة الموصل تنظيم داعش في يونيو العام 2014. كلام الفوزان، بما يحمله، يمثل الرأي الرسمي للسلطات السعودية من الأحداث في العراق.

تأتي معارضة السعودية لمشاركة “الحشد الشعبي” في معارك الموصل الأخيرة من علمها المسبق بالقوة التي سيمنحها “الحشد” للجيش العراقي، والتأثير الذي سيفرضه على مجريات المعركة داخلياً وإقليمياً. ليس أمام الرياض في حينها، غير اللعب على الوتر الطائفي، على لسان مسؤوليها، من بينهم الجبير الذي حذر من “كوارث الطائفية” عند كل تقدم للجيش العراقي.

بدا الخطاب السياسي السعودي ضد خطط بغداد لمحاربة الإرهاب أكثر ارتباطاً وتنسيقاً مع ملحقها العسكري في سوريا والعراق، تنظيم “داعش”. تؤكد حقائق ومعلومات عدة وموثقة أن السعودية هي التي حددت ساعة الصفر، ودعمت وجهزت لقيام مسلحي “داعش” باحتلال الموصل.

في تاريخ 15 يونيو/حزيران 2014، أي قبل أيام من سيطرة “داعش” بشكلٍ كاملٍ على الموصل، دخل 150 ضابطاً استخباراتياً سعودياً إلى المدينة عن طريق محافظة الحسكة السورية الحدودية، التي يسيطر عليها عناصر التنظيم الإرهابي، بحسب مصادر أمنية عراقية، قبل أن تتهم الحكومة العراقية الرياض بدعم “داعش” رسمياً، وهو الاتهام الذي استند على معطيات لا تنحصر، لفت الانتباه إليها القيادي أوس الخفاجي الذي كشف في مقابلةٍ خاصة مع قناة “نبأ”، أنّ “لدى القوات العراقية أسرى سعوديين بينهم أفراد من العائلة المالكة”، ووثائق تشي بأن السعودية في قلب المعركة.

لم يكن اتهام بغداد هذا يتيماً، إذ اتهمت الخارجية الأميركية، وبطريقةٍ ملتوية، في سبتمبر/أيلول 2014، السعوديين بدعم “داعش”، زاعمةً في الوقت عينه أن هذا الدعم يأتي عبر شركاتٍ سعودية غير حكومية، وهو ما بيّنه ممثل العراق الدائم لدى الأمم المتحدة، في وقت لاحق بوضوح، أن عناصر “داعش” استلموا أموالاً من الرياض تمّ تمريرها بحجة مساعدات الأطفال، والتي تبين فيما بعد أنها عبارة عن صناديق ذخيرة سعودية عثرت القوات العراقية عليها بحوزة العناصر الإرهابية في مايو/أيار 2017.

مع دخول المعركة عامها الثالث في حلول 2017، بدت ورقة “داعش” في العراق محترقة لا محال، ما دفع الرياض إلى انعطافة تمثلت في أول زيارة لوزير خارجية سعودي للبغداد منذ 14 عاماً، حيث أكد عادل الجبير أن الزيارة تأتي لإعادة العلاقات إلى “مسارها الصحيح”، وأن بلاده “تدعم وحدة واستقرار العراق” و”ترغب بالعمل معه في الحرب ضد الإرهاب”، في محاولة لقطف ثمرة من ثمار الغنتصار.