صمود وانتصار

تفاصيل مثيرة تكشف لأول مرة عن ليلة الاطاحة بمحمد بن نايف

الصمود / متابعات
شهدت العاصمة صنعاء عصر اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة شارك فيها الآلاف تحت شعار” الصرخة نحو الأقصى”، تضامنا مع فلسطين والأقصى الشريف وإدانة واستنكاراً لما يتعرض له من قبل الكيان الصهيوني.

ورفع المشاركون في المسيرة اللافتات ورددوا الشعارات المنددة بالعدوان الصهيوني على المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني والمتضامنة مع القضية المركزية للأمة الإسلامية.

وحمل المشاركون الأعلام الوطنية والفلسطينية ولافتات مناهضة للسياسة الأمريكية في المنطقة .. مؤكدين وقوفهم وتضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني إزاء ما يتعرض له من إعتداءات سافرة من قبل الكيان الصهيوني الغاصب .

وأكد المشاركون في المسيرة إستعدادهم الدفاع عن المسجد الأٌقصى والتضحية في سبيل حماية المقدسات الإسلامية .

وفي المسيرة حيا رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، الجموع الحاشدة التي جاءت إستجابة لدعوة قائد الثورة ونصرة الأقصى الشريف حتى وإن أطبق عليهم الحصار وفتكت بهم المجاعة والأمراض.

وقال ” نحن هنا لنحمل لكم شكرنا ووفاءنا ونقول لكم قائد الثورة يبلغكم سلامه الكبير ويقول لكم كتب الله أجوركم وشكر سعيكم فأنتم بحق شعب الإيمان ويمن الإيمان والحكمة انطلقتم لتجسدوا الرسالة الكبيرة رسالة الصمود والحرية والتحرك إلى الأقصى الشريف “.

وأضاف” نحن حاضرون سنتجه إلى القدس متى ما طلب منا حاضرون للإعداد والحشد ومستعدون للمواجهة “.

وأشار إلى أن الشعب اليمني يواجه اليوم الصهيونية والتحالف الذي تقوده أمريكا وتشترك فيه السعودية والإمارات وغيرها من الدول التي اعتدت على اليمن وتعمل كل ما في وسعها من أجل حصاره، لكن لا تستطيع على لإطلاق عمل شيء أمام صمود الشعب اليمني وشدة بأسه وتمسكه بالله.

ولفت محمد علي الحوثي إلى أن الشعب اليمني يعتمد على نفسه رغم الحصار الجائر والقتل والتدمير واستطاع أن يصمد ويواجه ويتحرك وأن يكون موقفه، الموقف الأعلى والمنتصر واستطاع أن يكسر حاجز الصمت في زمن الصمت.

أشار إلى أن هناك مناورات تحاكي مواقع العدو الإسرائيلي في فلسطين المحتلة وهناك جناح سيعمل على هذا الجانب .

فيما أشارت كلمة العلماء التي ألقاها الشيخ فؤاد ناجي إلى أن ذكرى الصرخة تحل علينا هذا العام والقدس وفلسطين تتعرض لمحاولات تهويد وإقتحام وإغلاق للمسجد للأٌقصى الشريف .

وقال ” يا أبناء فلسطين والمسجد الأقصى ولبنان والبحرين والعراق وسوريا، يا أبناء العوامية والقطيف هذه الصرخة في وجه المستكبرين سوف تقلب الطاولة عليهم وتقض مضاجعهم، وإذا كان اليمانيون قد أقلقوا الإسرائيليين على بعد المسافة فكيف حينما يسمعها الصهاينة من أفواهكم مباشرة “.

ودعا شعوب الأمة العربية والإسلامية والشعوب التي تتعرض لعدوان أمريكي وإسرائيلي بصورة خاصة إلى رفع أصواتهم بشعار الحرية والكرامة.

وأَضاف ” لو فعلت الشعوب العربية والإسلامية ما فعله اليمانيون منذ 16 عاما لما كان للعمالة وجود ولما وجدنا أنظمة السعودية والإمارات تتسم وتصف حركة المقاومة في فلسطين بالإرهابية بينما هي تطبع مع إسرائيل “.

وأكد الشيخ فؤاد ناجي أن الشعب اليمني اليوم يخوض معركة الكرامة مع قوى الإستكبار العالمي .

وقال” موقفنا اليوم يجب أن يكون أقوى وأكثر من ذي قبل، فالتصعيد الذي يهدد به العدو بعد ثلاثة أعوام يجب أن يقابل منا بالتصعيد ورفد الجبهات والذهاب إلى معسكرات التدريب لأن الذي فشل على مدى ثلاثة أعوام سيفشل ولن يحقق نصرا لأن النصر بيد الله “.

وألقيت في المسيرة قصيدتان للشاعر معاذ الجنيد وأمين الجوفي أكدتا تضامن الشعب اليمني مع فلسطين وما يتعرض له الأقصى الشريف من إعتداءات، وكذا أنشودة لفرقة أنصار الله.

نشرت وكالة رويترز تقرير جديداً يكشف بعض خبايا ليلة الاطاحة بولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف وتعين ابن عمه محمد بن سلمان مكانه.

وبحسب تقرير رويترز فانه وبتاريخ 21 حزيران/يونيو، ويوم الثلاثاء مساءاً تلقى الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السعودي والشخصية القوية في جهاز الأمن بالمملكة على مدى العقدين الماضيين، اتصالا للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز في الطابق الرابع من القصر الملكي في مكة المكرمة.

ساعات ما قبل الانقلاب على بن نايف

وفي تفاصيل الدقيقة فانه وقبل الساعة الحادية عشرة من مساء ذلك اليوم، والذي كان مقررا فيه اجتماع لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، فقد تلقى بن نايف ما اعتبره اتصالا هاتفيا عاديا من محمد بن سلمان أبلغه خلاله بأن الملك يريد لقاءه، وفي الساعات التي تلت الاجتماع الذي شهد عزل محمد بن نايف جرى إطلاع مجلس البيعة، الذي يتألف من كبار أعضاء أسرة آل سعود، على رسالة ممهورة بتوقيع الملك، وجاء في الرسالة التي صاغها مستشارو محمد بن سلمان أن بن نايف يعاني من مشكلة صحية وهي إدمان العقاقير وأنه جرت محاولات منذ أكثر من عامين لإقناعه بالتماس العلاج لكن دون جدوى.

ونقل المصدر المقرب من محمد بن نايف مقتبسات من الرسالة تقول إنه نظرا لهذا الوضع الصحي الخطير تعين إعفاؤه من منصبه وتعيين محمد بن سلمان مكانه، وبعد ذلك تليت الرسالة عبر الهاتف على أعضاء هيئة البيعة بينما ظل محمد بن نايف معزولا في غرفة طوال الليل وتم سحب هاتفه المحمول وقطع الاتصال بينه وبين مساعديه واستبدال حراسه من وحدات القوات الخاصة في وزارة الداخلية.

وأرسل القصر مبعوثين إلى أعضاء هيئة البيعة للحصول على توقيعاتهم. ووقع جميع الأعضاء وعددهم 34 باستثناء ثلاثة ونجحت الخطة، وسجلت مكالمات أعضاء هيئة البيعة المؤيدين لعزل الأمير محمد بن نايف وأذاعها عليه مستشار للديوان الملكي لإظهار شدة القوى المؤيدة لتنحيته وإثناء ولي العهد البالغ من العمر 57 عاما عن أي رغبة في المقاومة.

ووفقاً لما ذكره مصدران سعوديان على صلة بالأسرة الحاكمة فإن ثلاثة أعضاء فقط بهيئة البيعة عارضوا الإطاحة به هم أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية سابقا وعبد العزيز بن عبد الله ممثل أسرة الملك السعودي الراحل عبد الله والأمير محمد بن سعد النائب السابق لأمير الرياض. ولم يتسن الوصول للثلاثة للتعليق.

العملية تمت ومحمد بن سلمان أجهز على ابن عمه

وقبل اذان الفجر كان الأمير محمد بن نايف قد استسلم وأبلغ مستشارا للديوان الملكي بأنه مستعد لمقابلة الملك، وكان الاجتماع مقتضبا ووافق بن نايف على التنحي وتوقيع وثيقة تفيد بذلك، وقال المستشار إنه حين غادر محمد بن نايف مقر إقامة الملك فوجئ بالأمير محمد بن سلمان في انتظاره. واحتضن الأمير محمد بن سلمان الأمير محمد بن نايف وقبله بينما سجلت كاميرات التلفزيون المشهد، وبعد قليل صدر بيان معد مسبقا يعلن قرار الملك سلمان تعيين ابنه وليا للعهد. كان هذا هو المقطع الذي أذاعته وسائل الإعلام السعودية والخليجية في الساعات والأيام التالية.

ما بعد الانقلاب

قال المصدر لوكالة روينرز إن الأمير محمد بن نايف لا يزال قيد الإقامة الجبرية ليظل معزولا بعد الإطاحة به ولا يسمح له باستقبال زوار باستثناء أفراد أسرته. وأضاف أنه لا يتلقى اتصالات هاتفية. وفي الأسبوع الأخير لم يسمح له إلا بزيارة والدته المسنة بصحبة الحراس الجدد الذين كلفوا بمرافقته مؤخراً، وذكر المصدر أن الأمير محمد بن نايف يود أن يصطحب أسرته إلى سويسرا أو لندن لكن الملك سلمان وابنه الأمير محمد قررا أنه يجب أن يبقى. وأضاف المصدر “لم يكن أمامه أي خيار”.

ومنذ تولى الملك سلمان قيادة المملكة قبل أكثر من عامين بقليل منح سلطة لم يسبق لها مثيل لابنه الأمير محمد بن سلمان استخدمها في تغيير من يشغلون أرفع المناصب في قطاعات السياسة والنفط والأمن والمخابرات ويقول دبلوماسيون ومصادر سياسية وأمنية سعودية إنه فعل ذلك في كثير من الأحيان دون علم الأمير محمد بن نايف، وعين الأمير محمد بن سلمان رجاله في مناصب مهمة. وكان الأمير محمد بن سلمان يتدخل في عمل وزارة الداخلية تحت قيادة محمد بن نايف فعين ضباطا ورقى آخرين وعزل غيرهم دون إبلاغه.

الدور الامريكي

وقال المصدر القريب من محمد بن نايف لرويترز إن عملية التغيير مضت قدما بعد أن أقام محمد بن سلمان علاقة قوية مع صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، ونجاح بن سلمان في إقامة اتصالات مع واشنطن لمعادلة الدعم القوي الذي كان يتمتع به محمد بن نايف في المؤسسة الأمنية والمخابراتية الأميركية نتيجة نجاحه في التغلب على تنظيم القاعدة بالمملكة.

ومع صعود محمد بن سلمان المفاجئ تسري تكهنات الآن بين دبلوماسيين ومسؤولين سعوديين وعرب بأن الملك سلمان يستعد للتنازل عن العرش لابنه، وقال مصدر سعودي نقلا عن شاهد بالقصر الملكي إن الملك سلمان سجل هذا الشهر بيانا يعلن فيه التنازل عن العرش لابنه. وقد يذاع هذا الإعلان في أي وقت، وربما في أيلول/ سبتمبر.