الأقصى وحـــيداً
الصمود / 22 / يوليو
بقلم / عبدالله علي صبري
لا يبدو أن الكيان الصهيوني في حالة قلق تجاه ردة الفعل العربية والإسلامية على ما يرتكب بحق المسجد الأقصى من انتهاكات متوالية تهدف إلى تهويد المسجد ومدينة القدس بالكامل، في إطار مخطط مستمر ينتظر اللحظة الفاصلة، فيما العرب والمسلمون غارقون حد الثمالة في صراعات بينية ليس فيها للقضية الفلسطينية أية اعتبار.
جمعة الغضب الفائتة جاءت على الضد من توقعات تل أبيب، حيث كان الآلاف من الفلسطينيين حاضرين وجاهزين للدفاع عن كرامة ومقدسات الأمة، وخرجت الكثير من المسيرات والتظاهرات الشعبية في عديد من المدن العربية والإسلامية كخطوة تضامنية تنم عن الرفض الشعبي لهذه الانتهاكات.
غير أن العدو الإسرائيلي لا يزال يراهن على انحسار ردة الفعل الشعبية ثم القبول بالأمر الواقع الجديد، مستنداً إلى خبرة في التعامل مع حالة الوهن الشديد الذي تمر به الأمة العربية وهي تخوض صراعات داخلية، نجم عنها انحراف البوصلة، وانخراط شعوبنا في تيه دموي غير مسبوق.
وأسوأ من حال شعوبنا، المواقف المخزية للأنظمة العربية، التي تتسابق من أجل إرضاء إسرائيل والتطبيع معها في السر والعلن، بل لقد تماهت وإياها في محاصرة حركات المقاومة والتعامل معها كتنظيمات إرهابية، لا يجوز دعمها أو التعاون معها!
وللأسف الشديد لم يعد هناك من يراهن على مواقف الأنظمة العربية والإسلامية، خاصة وقد نجح المخطط الصهيوأمريكي في عزل الأمة العربية والإسلامية عن جمهورية إيران الإسلامية بدعوى الطائفية وحظر التمدد الإيراني على حساب الأمن القومي العربي، وهو ما يجعل حركات المقاومة العربية في فلسطين ولبنان مكشوفة الظهر، فلا تدري أتحمي نفسها من خيانة الأنظمة أم تمضي قدماً في مقارعة الهجمة الصهيونية؟.
وعلى ذكر الأمن القومي العربي، ألم يحتشد الأعراب بزعم تحرير اليمن من إيران، وأعلنوا لهذا الغرض عن تحالف عسكري ارتكب المئات من الجرائم بحق الشعب اليمني؟
أليس الأولى اليوم أن يتجه هذا التحالف ، إلى حيث يجب أن يكون الحزم والعزم في فلسطين، ومن أجل الأقصى؟ بلى يجب ذلك، لكن هيهات، حتى يستبدل الله الحكام والأنظمة بقوم خير منهم ..أشداء على الكفار رحماء بينهم..!