صمود وانتصار

تصريحات السفير الأمريكي.. واعتراف العدوان بالفشل (تقرير)

الصمود / 1 / أغسطس

أيقظت الصواريخ الباليسيتة اليمنية والمكاسب التي حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية في جبهات الحدود اليمنية السعودية السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر فحاول خلط الأوراق وتحقيق مكاسب عجزت عن تحقيقها قوات العدوان على اليمن المدعومة أمريكيا خلال عامين ونصف من الحرب.
لم يأت السفير الأمريكي بجديد في تصريحاته التي أدلى بها الأحد خلال مؤتمره الصحفي الأول منذ تولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجديدة سدة الرئاسة فقد كرر السفير المقيم في جدة السعودية ما طلبه المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ بتسليم ميناء الحديدة مقابل صرف رواتب موظفي الدولة المنقطعة منذ عام، وهو ما رفضته القوى الوطنية في صنعاء مسبقا أكثر من مره باعتبار ذلك مطلبا للعدوان وليس مبادرة حل، وعلى خلفية ذلك اعتبرت ولد الشيخ غير مرغوب بسبب تواطئه مع العدوان.
من الملاحظ أن تصريحات السفير هذه جاءت بعد تطورات ميدانية هامه لصالح الجيش اليمني أبرزها تساقط الصواريخ الباليستية على القواعد السعودية ومنشآتها الاقتصادية دون أن تتمكن “منظومة باتريوت” الأمريكية من صدها، بالإضافة إلى تحقيق الجيش اليمني مكاسب استراتيجية هامة في جيزان من خلال إسقاط أهم المعاقل الاستراتيجية في جبهة جيزان كمعسكر الجابري وموقع الفريضة وجبل الملحمة، بالإضافة إلى عملية استهداف البارجة الإماراتية في سواحل المخا، في ظل عجز قوى العدوان على اليمني من تحقيق أي مكاسب على الأرض.
حاول السفير خلط الأوراق هذه المرة وتحقيق ما عجزت عنه آلة الحرب وعجز عنه ولد الشيخ من خلال سعيه لإثارة الخلاف بين القوى الوطنية في صنعاء عندما قال “استلمنا إشارات ايجابية من عناصر تدعم صالح باستعدادهم للتعاطي مع الأفكار التي يحملها المبعوث” مثيرا جدلا واسعا في الشارع اليمني حول تسليم ميناء الحديدة.
مزاعم تولر نفاها حزب المؤتمر، منهيا الجدال حول ذلك من خلال تأكيده، أمس الاثنين، على أنه “لا صحة لما ذكره السفير الأمريكي عن الإشارات الإيجابية لمحسوبين على المؤتمر إزاء ما طرحه المبعوث الدولي حول ميناء الحديدة، معتبراً بأن ذلك يأتي في إطار الدس لإثارة البلبلة في الصف الوطني المواجه للعدوان والرافض للحصار، والذي يتزعمه المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله”.
السفير الأمريكي حاول كذلك من خلال حديثه عن مبادرة ولد الشيخ وعن المساعدات الإنسانية التي تقدمها واشنطن لليمن تسويق بلاده على أنها وسيط لإنهاء الحرب السعودية على اليمن والتي جنت من خلالها واشنطن مليارات الدولارات في صفقات السلاح وتموين الطائرات وإيجار البارجات الحربية والأقمار الصناعية لصالح حلف السعودية، بيد أنه ناقض نفسه حينما تحدث عن “حق السعودية في أن يكون لديها من المقدرة العسكرية ما يمكنها أن تدافع عن نفسها في منطقة معروف عنها العنف”، مجددا التزام واشنطن “بأمن” السعودية، في حين استنكر امتلاك الجيش اليمني للسلاح للدفاع عن بلاده، متناسيا أن الشعب اليمني هو المعتدى عليه.
جدير ذكره أن تصريحات السفير الأمريكي التي قال فيها: لا حل عسكري “للأزمة” في اليمن، و”أنه لا يمكن لأي حل عسكري أن ينهي الصراع” يرى فيها مراقبون اعترافا ضمنيا بفشل حلفاء واشنطن من تحقيق أي مكاسب عقب أوامر وزير الدفاع الأمريكي لهم مؤخرا بضرورة التصعيد حتى نهاية العام لتغيير الواقع الميداني حيث جاءت تصريحات السفير بعد المكاسب لتي حققها الجيش اليمني الأسبوع الأخير على الميدان وخصوصا في جبهات الحدود، الصواريخ الباليستية التي ضربت العمق السعودي.