حركة (BDS) الحركة العالمية لمقاطعة اسرائيل
الصمود /متابعات
حركة بي دي اس ((BDS اسم مأخوذ من عبارة “Boycott، Divestment، Sanctions” وتعني هذه الثلاث كلمات مقاطعة، سحب الاستثمارات ومقاطعة اسرائيل، بدأت نشاطاتها عام 2005 من خلال 171 منظمة فلسطينية غير ربحية.
تسعى هذه الحركة من خلال استحداث مؤسسات فعالة غير ربحية في كل من استرالیا، كندا، آمریکا، فرنسا، بريطانيا، الأردن و آفریقا الجنوبية إلى مقاطعة وحظر الكيان الإسرائيلي على ثلاثة أصعدة اقتصادية، ثقافية واكاديمية.
ومن الأهداف الأخرى لهذه الحركة القضاء على قوة وقدرة الكيان الصهيوني، إنهاء الاحتلال والاستيطان في الأراضي المحتلة وكذلك الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني.
مؤيدي حركة ((BDS تأثروا كثيرا بالفعاليات التحررية كحركة الحقوق المدنية في أمريكا والحركة المناهضة للعنصرية في جنوب افريقيا. وتُدار حركات المقاطعة هذه في اغلب الأحيان عن طريق NGO والمجاميع العفوية الشعبية.
ان التنامي والتوسع الكبير لهذه الحركة على نطاق العالم وتحديدا في الدول الغربية باتت تشكل قلق واضطراب رئيسي لـ”اسرائيل” وكذلك زادت من مخاوف هذا الكيان. أضاف الغطاء الترويجي والإعلاني لهذه الحركة المتنامية مخاوف مضاعفة للكيان الإسرائيلي خاصة وان هذه الحركة تُدعم من قبل وسائل إعلام غربية مختلفة ومؤثرة في الساحة الإعلامية. ساهمت هذه العملية التصاعدية الإعلانية في زيادة شُهرة الحركة وشعبيتها وأهدافها وتسعى من خلال هذا الطريق إلى استقطاب أشخاص كُثُر وتوسيع مستوى التأثير في هذا المجال.
ويرى أستاذ المحاماة في جامعة هارفارد “آلان ديرشوتز” ان الحركة العالمية لمقاطعة “اسرائيل” ستمثل تهديد استراتيجي خطير على الكيان الصهيوني في المستقبل. وقال “آلان” في مؤتمر الأمن “هرتزليا” في اشارة الى الخطر الذي تشكله الحركة العالمية للمقاطعة: هذه المقاطعة في طريقها لاستبدال قادة المستقبل في امريكا إلى أعداء للكيان الإسرائيلي. وأضاف إن كل ما يتسبب بفقدان الدعم الأمريكي لإسرائيل يُعتبر تهديدا امنيا. وتوقع في كلمته وصول حركة المقاطعة الى مرحلة من القوة بحيث إذا أراد الاسرائيليون والفلسطينيون توقيع معاهدة سلام بينهما، فلن يسمح بذلك جماهير الحركة. ويعتقد أن هذه الحركة وضعت مشروعية إسرائيل في موضع التساؤل.
وفيما يخص المقاطعة والحظر الذي تفرضها الحركة هي على النحو التالي:
1- حظر اقتصادي من قبل البي دي اس على الكيان الصهيوني
تهدف الحركة من خلال الحظر الاقتصادي على الكيان الصهيوني الى فرض حظر على الشركات الداعمة للكيان الصهيوني الغاشم لغرض تنظيم حملة منظمة من صفقات المقاطعة الاقتصادية. تُسرّع هذه الشركات الدولية التي تشارك كمقاول في بناء المستوطنات الاسرائيلية الغير قانونية، من عبور الكيان الاسرائيلي من القوانين الدولية وانتهاكات حقوق الانسان، وتقدم لها نوعا ما المعونة من خلال هذا العمل. هذه الحملة وبمساعيها الحثيثة واعلاناتها المكثفة قطفت ثمارها واجبرت بعض الشركات الى قطع صفقاتهم ومعاملاتهم الاقتصادية مع “اسرائيل”.
وبعد موجة الانتقادات التي طالت شركات أوروبية كبرى كـ(Veolia) و(Orange ) و(CRH) بتهمة التعاون مع انتهاكات “اسرائيل” لحقوق الانسان، أرغمت هذه الشركات على وقف وقطع علاقاتها الاقتصادية مع
هذا الكيان. مقاطعات حركي بي دي اس كان لها صدى وتأثير واسع على الشركات الاسرائيلية.
شركة کارمل اغرکسکو (Carmel Agrexco) اكبر وأضخم شركة اسرائيلية للتصدير الزراعي، اضطرت بعد فرض حصار اقتصادي على هذه الشركة، على إجبار الفلاحين الاسرائيليين الى تصدير منتوجاتهم الزراعية عن طريق شركات أخرى.
2- حصار علمي وأكاديمي ضد الكيان الصهيوني
شركة بي دي اس وضمن حصارها الثقافي ضد الكيان الصهيوني، وسّعت بعض انشطتها لتشمل بذلك مقاطعة المؤسسات الاسرائيلية. حاليا وبعد المساعي المبذولة من قبل حركة بي دي اس، تضامنت الكثير من المؤسسات والمنظمات الاكاديمية والنقابات والاتحادات الطلابية الى جانب آلاف المراكز العلمية من جميع انحاء العالم مع حملة المقاطعة الاكاديمية والجامعية للكيان الغاصب.
مقاطعة الجامعات الاسرائيلية من قبل النقابات الجامعية في انحاء العالم قوبلت بترحيب كبير ودعم من الكثير كجمعية دراسات امريكا، جمعية دراسات المرأة ورابطة الأدب الافريقي. و واكبهم في ذلك أيضا اتحاد المعلمين في ايرلندا، اتحاد الناطقين بالفرنسية في بلجيكا (FEF)، الاتحاد الوطني لطلاب (NUS) في انجلترا، المجلس التمثيلي الطلابي لجامعة قطر (QUSRB) ونقابة عمال طلاب الدراسات العليا في جامعة نيويورك.
مع وجود دعم وحماية من قبل جمعية دراسات امريكا من المقاطعة الاكاديمية لاسرائيل، الّا ان الدعم العام لعمليات المقاطعة في امريكا جوبهت بمخالفات حكومية تُصعب هذا الأمر، بالشكل الذي حدث مؤخرا حيث بعد ان صوتت هذه الجمعية بالإجماع الساحق على دعمهم لفلسطين، تعرضت الجمعية الى تهديدات كثيرة من خلال امتثالها الى الاجراءات القانونية التي قد تُتخذ عليها، وهذا وحده يبين مدى حماية واسناد امريكا للإجراءات التعسفية والغير إنسانية لإسرائيل.
3- حصار علمي واكاديمي ضد الكيان الصهيوني
وفي هذا الإطار طالبت حركة بي دي اس من جميع الناشطين في المجال الثقافي كالاتحادات والنقابات الدولية الى مقاطعة جميع الفعاليات، العقود والمشاريع الفنية والثقافية التي تتعلق بإسرائيل سواء بشكل مباشر أم غير مباشر. كما طلبت أيضاً من المهرجانات والكرنفالات الدولية إلى قطع جميع الامدادات المالية المتعلقة بإسرائيل أو بالأشخاص التابعين لها. والتحق آلاف الفنانين والناشطين في المجال الفني والثقافي من جميع انحاء العالم بالقسم الثقافي من مقاطعة “اسرائيل”. ووقع الآلاف من الفنانين والفعالين الثقافيين على البيان العام لمقاطعة “اسرائيل” ثقافيا.
في عام 2015 وقّع اكثر من ألف شخصية ثقافية في بريطانيا على بيان الالتزام بالمقاطعة الثقافية لإسرائيل. وبدأت المبادرات المتعلقة بحركة بي دي اس في مونترال (كندا)، ايرلندا، افريقيا الجنوبية، سويسرا، لبنان، أمريكا والعديد من الدول الأخرى. ومن الوجوه المعروفة والمشهورة على الصعيد الثقافي والذين تضامنوا مع المقاطعة الثقافية لإسرائيل هم: ستيفان هسل المشارك في الاعلان العالمي لحقوق الانسان، جاك د، روجر واترز، طالب کولي، جون برغر، آراند هوت روی، ایین بانك، جودیت باتلر، جونات دیاز، ناومیکلین، کن لاج، آلیس واکر، آنجيلا ديفيس، میرا نایر، مایك لي واسماء اخرى.
وفي النهاية يمكن القول ان من اسباب التمدد والتوسع على مستوى العالم لهذه الحركة هو كونها سلمية لأن حركة بي دي اس لا تدعو الناس الى حمل السلاح والتصدي عسكريا لإسرائيل انما تطالبهم بالمساهمة ماليا لتحقيق أهدافهم المنشودة. ومن خلال هذه الرؤية يمكن القول ان حركة بي دي اس تحقق اهدافها من خلال القوة الناعمة. في النتيجة عندما نرى “اسرائيل” تنظر الى حركة المقاطعة على انها تشكل تهديد عسكري عليها، فإنه سيكون تبرير غير منطقي من قبل الجميع.
من جانب آخر تستوعب حركة المقاطعة معانات جميع الفلسطينيين وترى بوجوب تساوي حقوق جميع الفلسطينيين. وتبين الاحصائيات والاستفتاءات ان 86% من الفلسطينيين يرحبون ويدعمون هذه الحركة.
كذلك وسعة انتشار الحركة واحتوائها على خطة عمل شاملة وواضحة من الخصائص الاخرى لهذه الحركة وايضا تضع بين يدي كل من يقطن في هذا العالم من المهتمين بالقضية الفلسطينية والحائرين بمسير لهذه القضية، استراتيجية دقيقة تمكّنهم من السير بوضوح وتحقيق الهدف المبتغى.
يجب الإشارة إلى أن الداعمين لمقاطعة البضائع الاسرائيلية يزدادون يوما بعد يوم وهذا ما يدل على التوسع المتزايد لهذه الحركة إذ أظهرت الاستطلاعات المؤخرة في أمريكا وانجلترا أن 40 بالمئة من البريطانيين و33 بالمئة من الأمريكيين يرون مقاطعة الكيان الصهيوني وفرض عقوبات عليها أمر مقعول جدا.