صمود وانتصار

محمد بين الميلاد والايجاد

سوسن المتوكل

من بين ظلمات القهْر وجَوْرِ الطُّغاة، ومن جهل الأمة ومعاناة المستضعفين من بطش الجبابرة وقهر الملوك، ظهر ذلك النور المبين ظهر محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

لم يكن ظهورُه عبثاً أو صدفة، ولكن كان ضرورةً حتمية ليغير تلك الصور السوداء والواقع الإليم..

إختاره اللهُ ليكون هاديَ الأنام ومبدد الظلام وقاهر الجبابرة والمتسلطين، أوكلت إليه رسالة عظيمة لتغيير وجه التأريخ بأكمله، لم تكن تلك الرسالة مقصورةً على الإيمان بالله فقط، كانت لتغيير موازين العالم آنذاك وحرْف البوصلة للمسار الصحيح.

محمد جاء هادياً للضالين، جاء ناصراً للمستضعفين، جاء محطماً لقوانين الجور والتسلط، جاء دستوراً وقيماً لا تفرق بين أحد، جاء محرراً لنا من جميع صور العبودية، سواء أكانت صنماً أَوْ بشراً أَوْ مالاً أَوْ قوةً أَوْ جاهاً أَوْ سلطة، جاء ليرفع قيمة الإنْـسَـان ويحفظ كرامته.

هذا هو محمدٌ رسول الله ونوره المبين قضى كُلّ ساعة في حياته ليرسخ فينا ما جاء من أجله إلى أن التحق بربه، بعد أن أدى الأمانة وبلغ الرسالة.

بدأت البوصلة تنحرف مرة أُخْــرَى وتلك القوانين تتساقط واحداً تلو الآخر، وها نحن اليوم نعيش ذلك الظلام من جديد تحت راية محمد.

عادت الطواغيتُ تحكم بلداننا ورجع الظلم يخيّم على حياتنا وعادت قوى الشر والجور تتحكَّمُ في مصائرنا وفقد الإنْـسَـان قيمته، تزهق روحه باسم محمد، لكن محمد والظلام لا يجتمعان، محمد والظلم لا يجتمعان، محمد والقتل لا يجتمعان، لقد غاب عنا محمد ولم يعد من سبيل إلّا إيجاد محمد، فما إن وُجد محمد سيتبدد الظلام، لا بد من عودة نهج محمد وأخلاقه دين محمد وقوانينه، سنحيي محمداً ونحيي ذكرى مولده في نفوسنا، سنعيد محمد بيننا لنُعيد حياتنا لمسارها الصحيح، فما إن وُجد الحق سيزهق الباطل.

وذكرى المولد النبوي الشريف ستكون إحياءً وايجاداً لمحمد ونهجه وخُلُقه وقيمه، وستزول كُلّ قوى الباطل بعودة محمد ودينه.