صمود وانتصار

الخطاب الفصل

الصمود / 20 / أغسطس

بقلم / شفاء عبدالله

لم يسبق ان سمعت رئيساً او حاكماً يتحدث في خطابات موجهه لأمته او شعبه بذات الشمولية والثقة التي تجعل كل من يسمعها ينقاد على ثقه بوضوح النتائج المستوحاه من وعود قرآنيه يلفتنا اليها ويذكرنا بها السيد في كل جمله ينطق بها ليرتكز خطابه هذا على قوله تعالى ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) ومن اصدق من الله حديثاً،ويبقى من اهتدى بهدي الله هو الناجي الوحيد خصوصاً في هذه المرحلة المتسارعة في الأحداث والنتائج.

في حديثه شموليه لقضية الأمة،واليمن بأكملها من اقصاها الى اقصاها، فالسيد لا يتحدث عن مدينته او مقر اقامة اقاربه، او اماكن وكراسي ومواقع ومناصب ،ولكنه لطالما تحدث بإسم الأمه ،ودائماً يدعونا الى نسيان همومنا في مقابل هموم الدين وما يتعرض له من اعتداء شرس وواضح ، ليردنا بسلاسة تعابيره وجمال اسلوبه الملئ بالإشارات القرآنية الى ان نتفكّر في خطورة الأحداث من حولنا، وفي كثرة الاعداء المتربصين بنا ، تفكٌراً يجعلنا نزداد وعياً وبصيره فلا نعرف خوفاً او ضعفاً بل يزيدنا عزماً على التمسك بوحدتنا والحفاظ عليها.

اسلوبه القرآني في الحديث يحمل معنى يد الله مع الجماعة وكذلك ان في الوحدة قوه ولطالما جعلنا نتلذذ حين نسامح بعد ان تعلمنا منه اننا لا نسامح لنضعف فلابد ان تكون في مواقفنا مواقف قوه من قوة الله القوي العزيز،واننا نسامح ونحن في مواضع القدرة، لنصنع مواقف الشرف والحرية التي تترجم الإحساس بالمسئولية والهم الذي نشترك فيه جميعاً ، لنجتمع في ذات الخندق وبإتجاه ذات العدو الذي جاء ليقتل اطفالنا بدون ان يستثني من تعاون معه ممن وقف في وجهه رافضاً ان يبيع كرامته ودينه.

اسلوبه الملئ بالنصح والإرشاد،هو كذلك يزيدنا تعلقاً بكلماته ويزيد من شوقنا اليها بعد كل خطاب يُطرح، حيث اننا في خطاباته نشعر بانه يدرك جيداً ما نعيشه من هموم واوجاع ،وانه يعلم كيف يتعامل مع من يتسبب لنا في هذه الاوجاع، لتصل الينا نصائحه كجرعه علاجيه تشفي جروحنا وتضمدها ، لنتحرك بعدها بمزيد من القوة والاندفاع دفاعاً عن قضية الامة التي تتجلى في إستعبادها وسلب دينها ومقدراتها لتمتد الانتهاكات ضد هذه الأمة فتطال دماء ابناءها بدون اي ذنب او مبرر ، ومركزاً على ان المخرج والسبيل يتمثلً في الوحدة والإصطفاف صفاً واحداً في مواجهة اي عدو .