صمود وانتصار

رسائل على هامش لقاء حكماء اليمن

الصمود / 20 / أغسطس

بقلم / علي أحمد شرف

ساعات قليلة سبقت لقاء حكماء اليمن، لم يكن ثمة دعوة وتحشيد، كانت الأمور تسير بسرعة، وبالتزامن، هناك من يحضر للقاء فنيا، وهناك من يحضر له أمنيا، وهناك من يتواصل مع حكماء اليمن، وكل من يعمل يشتغل بسرية تامة، وهو يسير بمعزل عن الآخرين، الذين لا يعرفون ما يفعل، ولا يعرف هو ما يفعلون، ولكنهم يتكاملون في نتائج عملهم الدؤوب، بما يعكس وجود إدارة ناجحة لهذا التحضير، الذي قبل أن تعرفه شاشات الإعلاميين، وعدسات الصحفيين، كان الاجتماع قد انقضى وقفل كل مشارك فيه عائدا إلى مكانه.
نحن لا نتحدث عن اجتماع ضم عشرات الأشخاص من هنا وهناك، ولا عن اجتماع ضم أفرادا عاديين، من صف واحد، أو لون سياسي واحد، ومنطقة واحدة، بل نتحدث عن المئات من الناس، الذين حضروا في نفس الوقت، وجميعهم من الوجاهات والشخصيات الاجتماعية والسياسية المعروفة، وهم من مناطق متفرقة، بل إن كثيرين حضروا من محافظات أخرى، وتم الاحتشاد الكبير في سرية وصمت، دون أن يتسرب أمره إلى أحد من غير المنظمين، فضلا عن العملاء وقوى العدوان.
نجاح اللقاء مع السيد القائد/ عبد الملك الحوثي دون أية معوقات، وفي أجواء سرية، وفي وضح النهار، مع أن من الصعب جدا أن يتم اجتماع بهذا القدر من التنظيم، وبهكذا مستوى من الحضور، وبمثل هذا الحشد، من الصعب جدا أن يتم في سرية تامة، ولا يعلم به من يعلم إلا بعد أن ينقضي، ويمضي كل مشارك فيه إلى حال سبيله، ولهذا دلالات لا تغفل.
إن من يستطيع أن ينظم مثل هذا الحدث لهو قادر بلا شك على المبادرة غير المرتجلة، المبادرة المنظمة، التي نفضي إلى نجاح هدفها، وإرباك الآخرين ممن لا يسرهم أن تحظى بأي نجاح، وفي القدرة على إنجاز هذه المهمة رسالة قوية تقول: نحن نملك زمام المبادرة، وهنا يتردد صدى الحكمة العربية القائلة: “اتق غضب الحليم إذا غضب”، جهوزية المبادرة في الفعل وردة الفعل في كافة المجالات الأمنية والعسكرية، أو السياسية والجماهيرية هي الرسالة التي سيقف أمامها العدوان وكل عملائه.
لا يزال يتردد صدى الرسالة التي صدمت العدوان وهي تقول: لا يزال في جعبتنا الكثير من المفاجئات، فليست المفاجئات الباليستية وحدها ما يمكن أن تتوقعوه غدا، حيث إنّ ثمة خلل كبير في دراسة الواقع اليمني الصامد في وجه العدوان، ولذا بات من الحتمي الحكم بالفشل مسبقا على كل مخططات العدوان التي يبني عليها تصعيده الأخير في الجبهات، وما أعدّه لاستهداف الجبهة الداخلية، وليس أمامه بعد اليوم إلا أن يرجع خائبا.
لو تجاوزنا أثر رسائل الخطاب الجماهيري لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله، فإنه يمكن القول بأن بلاغة الرسائل الهامشية للقاء حكماء اليمن يوم أمس تكفي وحدها كهجوم استباقي يوضح عناوين المرحلة المقبلة، وإلى أي مصير سيتجه عملاء العدوان في الداخل، ممن يتسترون بذرائع الشراكة لتسديد طعنات الخيانة من الظهر، إذا ما قرروا المضي قدما في مشارعيهم المرتبطة بالعدوان.
وفي هذه الأجواء المشحونة بالوعي لا نزال نرقب سائر الأطراف، لنعرف إلى أي مدًى يمكن أن تحسن تلك الأطراف في الداخل والخارج قراءة ما حصل، والاستفادة من هذه القراءة، بما يجنب الشعب اليمني الصامد ولو بعض جوانب المعاناة التي يتجرعها من كأس العدوان.