صمود وانتصار

الملك سلمان سيتخلى طوعًا عن الملك لولده محمد

بين ليلة وضحاها عُزل محمد بن نايف من منصب ولاية العهد، بعد قضم قوته، ليُعلن في وقت مبكر من صباح اليوم عن تنصيب محمد بن سلمان ولياً للعهد، في آخر خطوات الأخير لاعتلاء عرش المملكة السعودية. حول هذا التطور تحدث موقع الوقت الإخباري مع المحلل السياسي الأستاذ طارق ابراهيم.

إعتبر ابراهيم “أن التوقيت كان متوقعا في شهر رمضان، خصوصا وأن مثل هذه القرارات المصيرية تتخذ عادة في مناسبات دينية أو روحية، أو مناسبات تُجمع فيها العائلة، أو أكبر عدد ممكن من الأمراء”. وأضاف: “أعتقد أن التوقيت ليس مرتبطا كثيرا بالتطورات الإقليمية والميدانية، وإن كان ذلك يعزز دور محمد بن سلمان في إدارة الملفات المتعلقة بهذه الأزمات، في اليمن وسوريا وحاليا مع قطر، وأعتقد أيضا أن اختيار الملك هذا الوقت مرتبط بمسئلة خاصة فيه، فهناك من يشير أن وضعه الصحي يتطلب أن يتخذ قرارا تاريخيا بهذا المستوى قبل أي تطورات صحية، وهو يدرك بأن تعرضه لأي مشكلة قبل أن يكون ابنه وليا للعهد سوف يدفع ثمنه غاليا من قبل خصومه في العائلة المالكة، ولذلك قام باتخاذ هذا القرار. بالإضافة إلى أن هناك أمرا جديد دخل على خيار الملك سلمان هو الموقف الأمريكي، حيث يعتقد أن العلاقات الاستراتيجية المستجدة بين ترامب ومحمد بن سلمان، قد ساعدت بشكل أو بآخر أن يتخذ الملك قرارا كهذا، بعد أن شعر بأن هناك حماية أمريكية لولده في الحكم.”

وتابع: “أما بخصوص تأثير هذا القرار على الوضع الداخلي السعودي، أو على الملفات الإقليمية، حتى الآن لم يتبين أن القرارات ستفجر الوضع الداخلي، فسبق أن أبعد الملك سلمان أولاد الملك عبد الله بعد وفاته، فقد قام بسلسلة قرارات خطيرة ضد الملك عبد الله، تمثلت بإقصاء أولاده من ولايتي مكة والرياض، كما أنه أقال مقرن بن عبد العزيز ولي العهد، ووضع مكانه محمد بن نايف، وبالتالي في ظل غياب الأمراء الأقوياء وتحديدا في العائلة السديرية، لا أعتقد أن هناك من سيعارض محمد بن سلمان، لأنه في الأساس هو من يدير المملكة منذ حوالي السنة، فقد تسلم وزارة الدفاع ورئاسة المجلس الاقتصادي، وهو اليوم المسؤول الأول عن الملفات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والملفات مع المؤسسة الدينية، وحتى داخل العائلة، وبالتالي لا أعتقد أن هناك من سيعترض، فعندما يبايع محمد بن نايف علنا محمد بن سلمان، فذلك يعني أن كل جماعة نايف قد بايعوا.”

وأما حول الخطوة التي ستلي هذا القرار قال ابراهيم: “أعتقد أن الملك سوف يقدم على تعزيز وضع إبنه أكثر فأكثر في الحكم، وسيستكمل دائرة قوته، وأنا أميل أن الملك هو من سيتخلى طوعا عن الملك لإبنه محمد بحجة أن وضعه الصحي غير جيد، أو أنه سوف يصدر قرارا يعطي إبنه محمد تكليفا ملكيا من شأنه أن يدير فيه المملكة، رغم وجود الملك الوالد، وسنسمع لاحقا جملة الملك الوالد والملك الحاكم، على غرار الأمير الوالد في قطر والأمير الحاكم. يعني يجب أن لا نتفاجأ بأي قرار يتخذه الملك سلمان لأنه عوّدنا على مثل هذه القرارات منذ أن تسلم الحكم في العام 2015.”

وأشار أن احدا لن يجرؤ على الوقوف في وجه محمد بن سلمان، حيث أن محمد بن نايف هو آخر الأقوياء في العائلة السديرية.

وختم كلامه معتبرا أن كل ما كان يتمتع به محمد بن نايف من ميزات تخوله لتولي السلطة فعليا بعد الملك سلمان، ذهب بسبب جهود الأخير لإيصال ولده إلى الحكم، معتقدا أن كل ذلك تم بموافقة أمريكية.