صمود وانتصار

عطوان يصف تهديدات السيد عبدالملك الحوثي للإمارات بالعنيفة وغير المسبوقة ومفاجئة للكثيرين

الصمود || متابعات خاصة

قال الكاتب والمحلل السياسي عبدالباري عطوان تعليقاً على خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي ألقاه مساء أمس الخميس أنه “فوجئ الكثيرون، ونحن من بينهم، بالتهديدات العنيفة، وغير المسبوقة، التي وجهها السيد عبد الملك الحوثي، زعيم حركة “انصار الله” الى دولة الامارات العربية، وتوعد فيها بشن هجمات صاروخية لضرب اهداف فيها، وضد اهداف نفطية سعودية اخرى مؤكدا انها في مرمى الصواريخ الحوثية التي تعززت بتكنولوجيا متطورة.”

وفي مقال له نُشر على موقع صحيفة رأي اليوم التي يرأس تحريرها أضاف عطوان أن “عنصر المفاجأة يكمن في كونها المرة الأولى التي يوجه زعيم “انصار الله” مثل هذه التهديدات الى دولة الامارات، وعاصمتها ابو ظبي بالذات، منذ بدء الازمة اليمنية قبل عامين ونصف العام، والاهم من ذلك تحذيره للشركات الغربية بأن عليها ان تنظر اليها، أي دولة الامارات، كبلد آمن بعد اليوم”.

ولفت عطوان إلى أن “هذه التهديدات والطريقة التي صيغت بها، تنبئ بوجود “قلق كبير” لدى الحركة الحوثية وزعيمها، منبعه خطط دولة الامارات وخطواتها المقبلة التي باتت تشكل خطرا استراتيجيا، بل وربما وجوديا على الحركة في اليمن، السيد الحوثي لم يفصح عن أسباب القلق هذه، لكن ليس من الصعب التكهن بها، وايجازها في نقطتين رئيسيتين:

الأولى: وجود مخاوف حقيقة لدى تيار “انصار الله” الحوثي بلعب الامارات دورا حقيقيا في محاولة شق التحالف “الحوثي المؤتمري”، ومحاولة استمالة الرئيس علي عبد الله صالح الى جانب التحالف العربي، وتحريضه على اعلان الحرب لاجتثاث الحوثيين باعتباره الأكثر خبرة وتأهيلا لهذه المهمة، ووعده بتقديم الدعم والمساندة له.

الثانية: التحشيد العسكري المتنامي الذي تقوده دولة الامارات، وقيادتها العسكرية في اليمن، استعدادا لشن هجوم بري وبحري وجوي وشيك للاستيلاء على ميناء الحديدة الذي يعتبر المنفذ البحري الوحيد والاهم للحوثيين الى العالم الخارجي، وتمر عبره جميع الاحتياجات الغذائية والتجارية والعسكرية.

وأوضح عطوان قائلاً أنه “بالنسبة الى النقطة الأولى حرص الرئيس صالح واثناء اجتماع استغرق ساعة ونصف الساعة بين وفدين للمؤتمر والتيار الحوثي، (حوالي 45 دقيقة منها على انفراد بينه، أي الرئيس صالح، والسيد عبد الملك الحوثي)، حرص فيه على نفي أي اتصالات مع دولة الامارات، وكذب كل التقارب والشائعات التي انتشرت على وسائط التواصل الاجتماعي التي تؤكدها، ولكن يبدو ان هذه التأكيدات لم تزل الشكوك لدى السيد عبد الملك الحوثي كليا، لان منسوب الثقة بين الطرفين ما زال منخفضا، رغم كل ما قيل عن عودة التحالف بينهما الى قوته السابقة، وإزالة كل الخلافات التي أدت الى التوتر.”

وتابع فيما يتعلق بالنقطة الثانية، أي مخاوف تيار “انصار الله” من هجوم للتحالف بقيادة الامارات على ميناء الحديدة، “فإن خطاب السيد الحوثي كان واضحا في هذا الخصوص، عندما قال “اذا أرادوا ان تسلم سفنهم النفطية فإن عليهم ان لا يقدموا على غزو الحديدة، سنقدم عل خطوات لم نقدم عليها من قبل.. والمنشآت النفطية السعودية والاماراتية باتت في مرمى صواريخنا”.