صمود وانتصار

ترحيب أمارتي بانقلاب علي محسن

الصمود /متابعات

بعد نجاح حزب «الإصلاح» في إزاحة اللواء محمد علي المقدشي من رئاسة أركان القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، وتعيين العميد طاهر العقيلي بدلاً منه، يخوض الحزب معركة خلف الكواليس، مسنوداً بنفوذ اللواء علي محسن الأحمر، لتنفيذ المرحلة الثانية من ذلك «الإنقلاب»، والمتمثلة بتكريس هيمنته على قوات «الجيش الوطني» في جبهات الشمال.

مصادر موثوقة كشفت، لـ«العربي»، عن توافق اللواء علي محسن الأحمر ورئيس الأركان، المنتمي لـ«الإصلاح»، على تعيين قادة جدد في عدد من المناطق العسكرية. وأوضحت المصادر أن من بين القرارات المتوقع صدورها خلال الأيام المقبلة، تعيين اللواء يحيى أبوعوجا، المنتمي لـ«الإصلاح»، قائداً للمنطقة العسكرية الخامسة في ميدي، بدلاً من اللواء عمر سجاف، وتعيين العميد مفرح بحيبح قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة في مأرب بدلاً من اللواء محسن جبران، المحسوب على اللواء المقدشي، وتعيين اللواء هاشم عبد الله الأحمر قائداً للمنطقة السادسة في الجوف بدلاً من اللواء أمين الوائلي.

وبشأن الأخير، أفادت المصادر بأن خلافاً يدور بين الأحمر من جهة، وبين الشيخ الحسن أبكر، ومحافظ الجوف، أمين العكيمي، من جهة ثانية؛ حيث يصر الأحمر على تعيين هاشم الأحمر بدلاً من الوائلي، فيما يمارس أبكر والعكيمي ضغوطاً على الرئيس هادي لتعيين اللواء منصور ثوابة قائداً للمنطقة السادسة.

حسابات خاصة

قيادات عسكرية في القوات الموالية للرئيس هادي أكدت، لـ«العربي»، أن هذه القرارات، في حال صدورها، ستكرّس نفوذ حزب «الإصلاح» وآل الأحمر داخل «الجيش الوطني»، كما ستعزز من النزعة المناطقية وتعيد هيمنة شمال الشمال، مشيرة إلى أن بحيبح من مأرب، وهاشم الأحمر وأبوعوجا من محافظة عمران، وثوابة من الجوف.

وكشفت تلك القيادات عن توقيف اللواء علي محسن الأحمر لكل من قائد المنطقة العسكرية السادسة، اللواء أمين الوائلي، وقائد المنطقة الخامسة، اللواء عمر سجاف، واستدعائهما إلى الرياض تميهداً لإقالتهما، لافتة إلى أن حالة من سخط تسود المنطقة الخامسة بسبب توقيف اللواء سجاف، ابن تهامة، وهي التي يتحدر معظم منتسبيها من محافظة الحديدة.

ترحيب إماراتي

يميل الرئيس هادي، بحسب مصادر «العربي»، إلى تعيين اللواء منصور ثوابة قائداً للمنطقة السادسة في الجوف، ويتحفّظ على تعيين هاشم الأحمر. كما لاقى مقترح تعيين يحي أبوعوجا قائداً للمنطقة الخامسة ترحيباً من المسؤول العسكري الإماراتي في اللجنة الثلاثية التي تضم، إلى جانبه، اللواء علي محسن الأحمر ومسؤولاً عسكرياً سعودياً.

وبحسب المصادر، فإن اللواء أبوعوجا يشغل حالياً أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى، وقيادة اللواء 135 مشاة في سيئون، وأغلب منتسبيه من حزب «الإصلاح»، كاشفة أن الإمارات اشترطت للموافقة على تعيين أبوعوجا نقل اللواء الذي يقوده من سيئون إلى ميدي.

ويهدف حزب «الإصلاح» واالواء علي محسن الأحمر، من تعيين هاشم الأحمر قائداً للمنطقة السادسة في الجوف، إلى التصعيد ضد «أنصار الله»، واستقطاب أكبر عدد من المقاتلين من قبيلة حاشد، ومحاولة التقدم بهم من مديرية المتون غرب الجوف إلى مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران.

معركة شمال الشمال

ترتيبات جديدة لـ«الإصلاح» وآل الآحمر لمعركة ضد «أنصار الله» قد تعيد نفوذهم إلى شمال الشمال. ووفق الخطة التي يجري التحضير لها، فإن تصعيداً ستشهده جبهات نهم وصرواح والبقع وميدي وباقم خلال الأسابيع المقبلة لإضعاف «أنصار الله»، فيما سيتركز الهجوم الكبير لقوات «الشرعية» على جبال حام السفلى والعليا، للتقدم صوب حرف سفيان في عمران مسافة 30 كلم بهدف فصل صعدة عن صنعاء.

وفي هذا الصدد، أفادت مصادر ميدانية، «العربي»، عن استقدام لواء عسكري بكامل عتاده من محافظة مأرب إلى المتون في الجوف، ونصب «التحالف» لبطاريتي «باتريوت» في منطقة الدار القريبة من مدينة الحزم، مركز المحافظة.

في المقابل، دفعت «أنصار الله» خلال الأيام الفائتة بمئات من المقاتلين إلى جبال حام العليا وحرف سفيان وشوابه وهران جنوب وغرب الجوف، كما شددت إجراءات التفتيش في الطريق الرابط بين محافظتي عمران والجوف. وأرجعت نقاط التفتيش التابعة لها العشرات من أبناء عمران، والذين كانوا في طريقهم إلى الجوف ومأرب، بعدما رُفضت حججهم في السفر إلى هناك.

كشوفات وهمية

وقبل البدء بالتصعيد ضد «أنصار الله»، أوقف رئيس أركان قوات هادي صرف مرتبات «الجيش الوطني» في مأرب والجوف وميدي لشهري مارس وأبريل 2017، والتي كان مقرراً صرفها الأسبوع الماضي، مشترطاً حصر القوة المتواجدة في خطوط المواجهات والمعسكرات، وتصفية الأسماء الوهمية من السجلات. لكن قادة عسكريين موالين لـ«الشرعية» شككوا في نجاح العقيلي في مهمته، مؤكدين أن ما يقارب من ثلثي الضباط والجنود لا يتواجدون إلا لاستلام المرتبات.