صمود وانتصار

الحشد بين العدسة والقلم 21 سبتمبر

حاولت العدسة
استيعاب “الكمية”
في لقطة واحدة
ولكن
ماذا عن “النوعية” !!
هل يستطيع القلم أن يبقى واقفا
حتى يستوفي كل هذه التفاصيل !!
هل بمقدوره تفكيك هذا الحشد
والعودة بنا إلى بداياته قبل أن يكون !!
وهل تتسع اللغة بتنوع مفرداتها
للكتابة عن تنوع المحتشدين ؟!
نوعيتهم مثلا
من حيث السن والجنس
من حيث الانتماء الجغرافي
بحسب المهنة
وبحسب تفاوتهم المعيشي
أو بحسب الطبقات ؟!
الأفراد
قبل أن يكونوا حشدا
لكل فرد حكايته الخاصة به
قبل أن يكون جزءا من حكاية عامة
تضمنها هذا الحشد الكبير..
كيفية وصوله
في باص من الباصات المخصصة للحفل ؟
في سيارة خاصة ؟
راكبا مع “الخبرة” ؟
في الغمارة أم “متعنقل” ؟
ساعات سفره
معاناة رحلته
وعورة الطريق
ازدحام الموكب
زاده ومتاعه
على حسابه أو حساب صديقه
ماله الذي احضره للتبرع به
نقدا أم عينا
أم لا يملك شيئا
ولكن هذا لا يصده عن الحضور لتكثير السواد !!
وماذا عن الذي استقبله !!
وماذا عن الذين لم يكونوا جزءا من المشهد
المتخلفين لعذر
سواء من أولئك الذين يتولون وأعينهم تفيض من الدمع
أو من أولئك الذين يقفون نفس موقف الإمام علي
يوم قال له النبي
أنت مني بمنزلة هارون من موسى
حين استخلفه على المدينة !!
كل هذه التفاصيل
وغيرها من عشرات التفاصيل
التي لا تستوفيها مئات بل آلاف بل مئات آلاف الكلمات
هي “نوعية” هذا المشهد
الذي اجملته لنا العدسة
لا لكي نكتفي به ونقف عنده
وإنما ليكون الإجمال نفسه
مفردة من آلاف المفردات..
إذا لا سبيل للغة والقلم
في وصف هكذا حشد
إلا الإدلاء بدلو الإجمال الذي بدأته العدسة
وبمثل هكذا مفردات وعبارات حقيقية صادقة :
هذا هو يمن الإيمان والحكمة
هؤلاء هم الأنصار
هذه هي ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر
العظيمة بعظمة هؤلاء..

بقلم / زيد الرازحي