صمود وانتصار

( كلمة السيد وعظمة المناسبة )

الصمود| أقلام حرة | 2015/12/24 م

بقلم / أ. محمد المنصور

كلمة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة المولد كانت بمستوى المناسبة العظيمة وصاحبها ، وبمستوى التحدي الذي يواجهه اليمن والامة .

الكلمة استعرضت وكشفت نقاط ضعف وعورات الراهن الإسلامي المستلب من قبل اﻷنظمة العميلة للاستعمار اﻻمريكي والصهيوني ، التي انتجت واقعا اسلاميا مشوها ، لا يمت الى قيم اﻻسلام العظيمة التي عبر عنها الرسول هديا للبشرية ، وعدلا ، ورحمة ، ومساواة ، وأخلاق ومثل ، وتوحدا ووحدانية ، ورفضا للظلم والعدوان وللصنميات بأنواعها ، وغير ذلك من قيم لا تكاد ترى في واقع المسلمين اليوم .

عمق وجدة وأصالة القضايا التي جاءت في كلمة السيد عبد الملك حفظه الله تتجاوز الساحة اليمنية الى عموم الواقع العربي والاسلامي المريض بالانحراف والطغيان والظلم والتظالم والتبعية للاجنبي سياسيا وفكريا ، اﻷمر الذي سمح بانتاج الفقر، والاستبداد ، والتخلف الحضاري الشامل ،وكرس الحروب والفتن ، وأفسح المجال لتسيد الطغيان وحكم الظالمين المتجردين من كل قيم الخير والرحمة ، وانتج ظواهر داعش والقاعدة وبلاك ووتر التي تشوه الإسلام. ، وتدمر وحدة المسلمين وموروثهم في اﻻخاء والتعايش ، وتعمل تحت راية اﻻستعمار الأطلسي الصهيوني نحو تفكيك الاوطان ، وبالمحصلة تسيئ إلى نبي اﻻسلام المبعوث رحمة للعالمين ، وتشوه بممارساتها اﻻجرامية صورة اﻻسلام ونبي اﻻسلام ، وتمنح بأفعالها المشينة متطرفي الغرب الذرائع للنيل من اﻻسلام ونبي اﻻسلام ،
ويمثل الحكم السعودي الطغياني المستبد بعدوانه على اليمن وتحالفه مع قوى الشر ذروة الانحطاط الجاهلي الجديد ، الذي يتفوق بامكاناته المادية على جاهلية ما قبل اﻻسلام ظلما وعنجهية وقسوة ، وصلفا ،وطغيانا ، وتبعية لامريكا والصهيونية ،ﻻ علاقة له بالاسلام ولا نبي الإسلام .
اشتملت كلمة السيد على إضاءات فكرية وفلسفية عميقة لمعنى النبوة والرسالة المحمدية تعبر عن أن فاعلية اﻻسلام تكمن في استمراريته ، وحضوره في الواقع الاسلامي تعبيرا عن اﻻنتماء والارتباط والنهج الحياتي العام والخاص ، وليس كحالة ماضوية منفصلة عن الراهن والمستقبل كما هو حال المسلمين غالبا اليوم .

مثلت شخصية الرسول الكريم صلى الله عليه واله في كلمة السيد شخصية محورية عظمى للوحدة الاسلامية والانسانية ، بما يمثله من نور ، وهدى ، ورحمه ، وعدل ،وكرامة ، ومثال عظيم للحركة ، والعمل ، والصبر ، والمثابرة ، والجهاد ،والقدرة القصوى على بناء الشخصية السوية وتربيتها والارتقاء بها في مدارج الكمال ،

وبتلك السجايا الانسانية وبالتأييد والعناية اﻻلهيه ، تمكن صلوات الله وسلامه عليه من بناء اﻷمة وتغيير المعادلة في الواقع ، وصنع شروط نهوض وتغيير للواقع في زمنه ، وفتح امكانيات وأطلق طاقات مستقبلية لصنع وتغيير الواقع العربي والانساني نحو اﻷفضل .. يستلهم منه ، ويهتدى به ، بما يجسد حقيقة الحب والولاء والارتباط به في واقع الفرد والجماعة والامة والانسانية .

من هذا المنظور يرى السيد الفارق الجوهري بين ما يمثله النبي محمد صلى الله عليه واله ، وبين حقيقة ما هي عليه اﻷمة اﻻسلامية اليوم .
في الشأن الوطني اعاد السيد التأكيد على الصمود والمواجهة وتحرير اﻷرض ، ودعا الى استمرار التعبيئة واليقظة والجاهزية على كل الصعد ، مؤكدا من منظور وطني واسلامي وإنساني على حتمية انتصار الشعب على العدوان السعودي اﻻمريكي الهمجي ، ذلك اﻻنتصار الذي يوجبه رفض الاستعباد والذل ، وحالة المظلومية التي فرضها العدوان ، ويوجبها حق الدفاع عن اﻷرض ، والعرض ، والكرامة ، والحرية ، والقيم اﻻنسانية
التي جاء النبي اﻷكرم للاعلاء من شأنها ، والانتصار لها .