صمود وانتصار

كيف حافظ الامام زيد …على وحدة الصف

بـ قلم: أمين المتوكل

كثيرة هي الاسلحة التي يلمع بريقها امام العدو المتمكن الذي يقوم بدراسة الظواهر من حوله ويدرس نقاط القوة والضعف في عمق عدوه ويعيد النظر في كيانه ليدرس ايضاً عناصر القوة والضعف فيها ليجفف منابع الضعف فيه ويغذيها في عدوه

حينما اتكلم عن وحدة الصف فلا اقصد به هذا المصطلح الذي يحويه زمان ومكان بقدر ماهو شامل يتخذ شمولية اكثر خصوصا ً بعد الثورة الاسلامية في ايران التي رأى العدو ان افضل وسيلة لاخمادها واخماد صدى صوتها خصوصا وان المعسكرين الشرقي والغربي ناله اصابة وألم من نجاحها لتندثر احلامهم فيما بعد
فاستطيع القول ان العدو الامريكي والصهيوني نجح في ارساء دعائم التفرقة بعد الثورة الاسلامية ليتم تشييد بناء عملاق بعد غزو العراق وبمساعدات عربية وهابية في افشاء وباء التفرفة

والى يومنا هذا .. و الذي يراهن العدوان السعودي الامريكي اللعين ان هناك سلاح لو وجدوا اليه ثغرة لكلفهم الكثير من العناء وهو تشتت الصف بين ابناء اليمن
وانا هنا اتكلم عن وحدة شعب لا وحدة احزاب ومكونات .

كانت هناك ارض للامام علي عليه السلام في المدينة، وكان والي المدينة انذاك خالد بن عبدالملك بن الحارث يعرف كيف يذر الرماد على العيون
تحكي الروايات التي قرأتها في عدة مصادر ان هناك كان خلافاً بين الامام زيد بن علي عليه السلام وعبدالله بن الحسن بن الحسن عليهم السلام حول تلك الارض

حين علم خالد بن عبدالملك بهذا ارسل لهشام بن عبدالملك يخبره بذلك و بإن هناك فرصة مواتية ذهبية هدفها تغذية روح التصدع بين بيوت بني هاشم وذلك بشراء تلك الارض باضعاف مضاعفه عل ذاك المبلغ يزيد من رفع وتيرة الخلاف بين ابناء علي لضخامة المبلغ
فالأمويون يرون بعين طبعهم قاصدين ان تلك البيوت الطاهرة تفكر كما يفكرون

استدعى خالد الامام زيد وعبدالله بن الحسن في جمع غفير من حاشية القصر من اجل ان يشاهدوا _ على ما القته عليهم مخيلتهم _ رفع وتيرة الاختلاف للانقاص من قدر بني هاشم من جهة وتغذية روح الخلاف من جهة
فقام ووضع خالد ذاك المبلغ المهول بين يدي زيد وعبدالله يطلب منهم بخباثة ان يبيعان تلك الارض وهو يترقب اللحظة التي انتظرها

لم يكن سيدي ابو يحيى زيد بن علي يغيب عنه اللعبة الاموية اللعينة .. ففقأ عين كل مترقب خبيث والتفت الى عبدالله وهما يتبادلان النظر ونظراتهما تنهي سياسات لعينه وطلب من ابن عمه ان ياخذ المال قائلا له خذ المال فان الارض ارضك يا عبدالله
ولكن
كان عبدالله هو الاخر الذي هشم ما تبقى من اوهام اللعناء فهو الاخر طلب من زيد ان ياخذ المال وقال له بل الارض ارضك يازيد .

كم كان هذا الموقف اشد من ضربات السيف على رؤوس مرتزقة هشام وواليه خالد الذي تبددت احلامهم مع ريح متهيجة

فعلاً .. هناك مواقف لابد فيها ان تنتازل .. ان تتعمق مصلحة الدين اولاً وقبل كل شيء
لان مصلحة الدين هي مصلحة حياة كريمة ونعيم في الاخرة مقيم