السيد عبدالملك الحوثي يرسم ملامح نهاية دولة آل سعود
الصمود | متابعات
قال قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إن النظامين السعودي والإماراتي يلعبان دورا تخريبيا لتنفيذ مؤامرة تقسيم المنطقة العربية.
وأضاف السيد عبد الملك في حوار مع صحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم الجيش اليمني نشرتها، الخميس الماضي، أن السعودية لن تكون بمنأى عن التقسيم ولكن يراد لها أن تستكمل دورها ليأتي عليها الدور في الأخير، لافتا إلى أن الانقسامات داخل السعودية ستكبر فالنظام استبدادي يسعى لفرض نفوذه على حساب بقية شركائه.
فيما يلي نص الحوار:
بسعة أفق وبرحابة صدر وبتفكير عالم وقائد وسياسي محنك تحدث قائد الثورة قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حول جملة من القضايا الهامة والمحورية في حوار هو الأول لصحيفة “26سبتمبر” والذي أجراه معه مدير دائرة التوجيه المعنوي رئيس تحرير الصحيفة العميد يحيى محمد المهدي, مبيناً جملة من الحقائق والوقائع المتصلة بالعدوان السعودي الأمريكي المتواصل على بلادنا ومرتزقته في الداخل منذ ما يزيد عن العامين والنصف.. كاشفا أبعاد وأهداف المؤامرات والمخططات العدائية التي تستهدف اليمن ووحدته وأمنه واستقراره وسبل إفشالها وفي مقدمة ذلك الصمود الأسطوري الذي يواجه به شعبنا اليمني العظيم ذلك العدوان الوحشي بكل أدواته وأساليبه وهمجيته. قائد الثورة وضع النقاط على الحروف بشأن التحالف القائم بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وما يعزز من هذا التحالف ويمنع أي ثغرة لأي كان لإحداث شرخ فيه أو يؤثر سلباً على الجبهة الداخلية وقواها الوطنية.. راسماً في الحوار الشامل الذي استمر ساعتين ملامح المرحلة المقبلة وفرص السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة بشكلٍ عام. كما تطرق الحوار إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
سماحة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي بداية نتقدم إليكم بأسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة احتفالات شعبنا بأعياد الثورة سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ونتقدم لكم بأسمى آيات الشكر والعرفان بإتاحتكم لنا الفرصة بهذا اللقاء الصحفي لصحيفة “26 سبتمبر” رغم معرفتنا بكثرة انشغالكم بما هو أهم وأعظم .
ثانيا أسمحوا لي أن أبدأ معكم هذا الحوار وأطلب من شخصكم الكريم بالإجابة على الأسئلة التالية:
نحن قادمون على احتفال الشعب اليمني بالذكرى الـ 54 لثورة الـ 14 من أكتوبر التي قامت ضد الاستعمار البريطاني لكن هذه الذكرى تأتي وجزء من الوطن وبالأخص المحافظات الجنوبية ترزح تحت الاحتلال السعودي- الإماراتي كيف يمكن أن يحتفل أبناء المحافظات الجنوبية بذكرى الاستقلال وهم تحت الاحتلال، وما هي الرسالة التي توجهونها لأبناء المحافظات الجنوبية خاصةً وللشعب اليمني عامة؟
بسم الله الرحمن الرحيم.. نحن كذلك بدورنا نتوجه بالتهاني والتبريكات لشعبنا اليمني المسلم العزيز بهذه المناسبات المهمة كما نتقدم أيضاً بالشكر والتبريك لصحيفة «26سبتمبر» الرائدة التي نأمل لها في مشوارها وعملها الإعلامي التوفيق إن شاء الله، فيما يتعلق بشعبنا اليمني العزيز بهذه المناسبة المهمة التي هي مناسبة الاحتفال بالذكرى الـ54 لثورة الـ14 من أكتوبر ضد الاحتلال البريطاني وفي هذا التوقيت بالذات نعتبرها فرصة مهمة جداً لاستنهاض شعبنا العزيز وفي المقدمة المحافظات الجنوبية للتحرك الجاد والإحساس بالمسؤولية ضد الاستعمار الجديد والاحتلال البغيض الذي هو احتلال لصالح أمريكا بأقنعة عربية تتقدم فيها الإمارات العربية المتحدة في الجنوب إلى جانب النظام السعودي، ونحن نعتبر أن ما يجري اليوم على بلدنا وعلى بعض بلدان المنطقة لا يختلف عن ما فعلته بريطانيا إلا من حيث الأساليب.. أساليب الاستعمار.. اليوم اختلفت بعض الشيء وإلا فالمسألة واحدة هي مسألة احتلال وسلب للحرية ومصادرة للاستقلال والسعي لاستعباد شعوبنا في المنطقة ككل وشعبنا اليمني المسلم العزيز.
وعندما نلحظ الوضع الراهن في بلدنا العزيز وفي المحافظات الجنوبية المحتلة نعتبر الحالة القائمة وشعبنا تحت عدوان يعاني من عدوان كبير وفي نفس الوقت المناطق الجنوبية والمحافظات الجنوبية تعاني من احتلال فمن المفترض أن تكون عملية الاحتفال في حالة اندفاع أو حالة دافعة لمواجهة هذا المحتل لا أن تكون في ظله فمن السخرية أن تكون حالة الاحتفالات هذه في ظل المحتل وتحت راية المحتل هذا يبعث على الغرابة والتعجب!! ويحول المسألة إلى مسألة مفرغة من مضمونها ومن دلالاتها وكأنها فعالية عادية تقام تحت راية المحتل الجديد.. وبالتأكيد ما يجري اليوم في الجنوب تحت راية المحتل هناك لا يمثل كل أبناء الجنوب لا يزال هناك الكثير من الإخوة المواطنين في الجنوب الأحرار ومستائين جداً من الاحتلال القائم ولربما مشاكل الماضي ساهمت إلى حد كبير في التهيئة لهذا الاحتلال وفي تكبيل البعض هناك من التحرك ضد الاحتلال نتيجةً للإرث الماضي المشحون بالمشاكل والمعبأ بكثير من التعقيدات التي أنتجت ظروفاً صعبةً ومعقدة في الواقع الجنوبي مهدت لهذا الاحتلال, واستغل بعض الانتهازيين والبعض من الشخصيات التي لها طموحات سياسية بدون أي التفات إلى مبادئ ولا قيم وراهنت على هذا المحتل لتحقيق تلك الطموحات السياسية وكانت النتيجة كارثية, وجلب الاحتلال إلى بلدنا العزيز وفي المقدمة الاحتلال للجنوب ليس فيه أي خير للإخوة في الجنوب وهذا قد تجلى لكثير من أبناء الشعب اليمني في الجنوب وفي بقية المناطق والمواطن الجنوبي اليوم يعاني الأمرين من هذا الاحتلال فلا أمن ولا حرية ولا كرامة ولا حلول للمشاكل الاقتصادية، بل إن الانهيار الأمني والتدهور الاقتصادي وحالة الانفلات واللا دولة هي الحالة القائمة والجاثمة في المناطق الجنوبية.
الصحيفة: احتفل شعبنا اليمني في أعياد الثورة 21 سبتمبر و26سبتمبر وسيحتفل قريباً جداً بالذكرى الـ54 لثورة 14أكتوبر الخالدة.. كيف تفسرون هذا الترابط الزمني من حيث مضامين وأهداف هذه الثورات.. وماذا تعني لكم ثورة 14أكتوبر؟.
الثورات هي عبارة عن تحرك شعبي تفرضه الضرورة الإنسانية في المقدمة وبالنسبة للشعوب ذات القيم مثل شعبنا اليمني الذي هو شعب مسلم ينتمي للإسلام فهو ينطلق أيضاً في ثوراته انطلاقاً من قيمه ومبادئه، وإضافة إلى الظروف الموضوعية الضاغطة التي يعاني منها الشعب فيضطر إلى أن يثور، كانت ثورة 14أكتوبر ضد المحتل البريطاني الذي استعمر جزءاً كبيراً من بلدنا اليمن بالتحديد في الجنوب على مدى أكثر من 120عاماً كانت تحركاً ضرورياً لابد منه وهذه المسألة من أهم المسائل التي يجب أن تستوعبها شعوبنا وفي المقدمة شعبنا اليمني المسلم العزيز أن حالة الاحتلال هي حالة يضطر أي شعب لمواجهتها ولا يمكن التعايش معها لأنها حالة يفقد معها أي شعب محتل كرامته واستقلاله وحريته. والبديل عن ذلك هو الامتهان والظلم والاضطهاد والقهر والإذلال والاستعباد، قد تتماهى بعض الفئات، بعض الشخصيات وقد تساهم ادوار بعض الجهات لإخضاع الشعوب في مراحل معينة لحالة الاحتلال ولكن يصل الجميع في النهاية إلى قناعة راسخة بضرورة التحرر وضرورة الثورة، التحرر الذي لا يأتي إلا من خلال ثورة ولا يأتي بالمجان ولا يأتي برغبة وموافقة من قبل المحتل ما لم يكن مضطراً، فالآن من المهم في هذا التوقيت لشعبنا المسلم العزيز ولشعوب المنطقة أن تعي بأن من الضروري التحرك الجاد منذ البداية لمواجهة المحتل بدلاً من الانتظار حتى يتمكن ثم تضطر الشعوب إلى دفع ضريبة أكبر وتعاني أكثر في سبيل سعيها للتحرر فالتحرك الجاد منذ البداية والثبات والتحرك بالقدر اللازم والكافي في مستوى التحدي منذ البداية أمر مهم جداً, ومن المعروف في مسألة الاحتلال البريطاني في الجنوب بدأً بعدن أنه كان مرفوضاً منذ البداية لدى الأحرار والشرفاء هناك وكان هناك تحرك منذ بداية الأمر للشرفاء والأحرار والغيورين والوطنيين على مدى فترة الاحتلال كاملة ولكنه في مراحل معينة كان محدوداً، عوامل متعددة أضعفت هذا التحرر في مراحل وساعدت على تقويته في مراحل أخرى في مقدمة هذه العوامل الدور السلبي جداً للخونة والعملاء الذين يلعبون دوراً كبيراً لصالح المحتل ولصالح تمكينه من الاحتلال من خلال وقوفهم في صف هذا المحتل وتعاونهم معه بكل أشكال التعاون سياسياً وإعلامياً وعسكرياً, وكذلك عملهم لتدجين المواطنين وسعيهم لذلك بكل الأساليب فيسهموا إلى حدٍ كبير لتمكين المحتل بأن ينجح في مد سيطرته وتوسع سيطرته ليشمل مناطق واسعة، ولتمكينه كذلك من البقاء لفترات طويلة في نهاية الأمر وعندما تتفاقم حالة الاضطهاد والقهر والإذلال والظلم وتعظم المعاناة تصل الأغلبية إلى قناعة حتمية بضرورة التحرك والثورة، ونحن نقول يجب أن نمتلك هذه القناعة من الآن من البداية حتى لا نرضخ ونمكن المحتل لفترات طويلة وتعظم بذلك علينا المعاناة والاضطهاد والمظالم ويترتب على ذلك نتائج سلبية وتداعيات كبيرة أحياناً تستمر لعقود من الزمن، من المفترض استفادةً من الماضي واستفادةً من الحاضر أن نكون قد اكتسبنا الوعي اللازم بخطورة أن نقبل بالاحتلال، وان نذعن للاحتلال، وأن نقبل بأن تسلب منا حريتنا وكرامتنا واستقلالنا وليع كل الإخوة في الجنوب وفي المقدمة من قبلوا بحالة الاحتلال وتعاونوا مع الاحتلال لحسابات سياسية أنهم لن يصلوا إلى نتيجة أبداً, ولن تلبى رغباتهم نهائياً فالمحتل له أهدافه الخاصة وله أطماعه وإذا أعطاهم شيئاً فهو يأخذ بأكثر مما أعطى ويستفيد بأكثر مما أفاد وينتفع أكثر مما قدم والخسارة كبيرة جداً لمن يقف إلى صف من يحتل بلده ويستعبد شعبه.
الصحيفة: لكن السعودية والإمارات يدعون بأنهم ليسوا محتلين وإنما جاؤوا لإعادة الشرعية فكيف تردون على ذلك؟.
أولاً ليسوا معنيين بالشأن اليمني، اليمن دولة مستقلة لها استقلالها، ولها كرامتها، ولها حريتها.. وهم ليسوا أوصياء آدم في عياله!! ليس لهم شأن بنا كشعب يمني دخل نحن المعنيون بشأننا وأمرنا ولا يمتلكون الحق تحت أي عنوان لفعل ما فعلوه من عدوان شامل ومن احتلال للأرض ومن قتل للأطفال والنساء ومن تدمير للبنية التحتية ومن تدخل سافر في كل شؤون اليمن وانتهاك واضح لسيادة اليمن واستقلاله.. ثانياً: ما يتعلق بهذه المزاعم من الواضح أنها مجرد مزاعم لتغطية الأهداف الحقيقة لعدوانهم فلا يوجد أبداً ما يقال عنه الشرعية. الشرعية هي للشعب اليمني وليست للعملاء ولا نعرف في كل العالم أن الشرعية في أي بلد هي للعملاء فيه.. هذا تعريف جديد للعمالة بعنوان الشرعية.
فيما يتعلق بالوضع السياسي الداخلي في اليمن هو شأن معروف.. كان هناك حوار في موفنبيك وكان هناك وساطة أو كان هناك دور للأمم المتحدة ترعاه لمعالجة المشاكل السياسية في البلد والذي حدث آنذاك أن عبدربه منصور هادي استقال من منصبه وأعلن استقالته مع أنه قد سبق الاستقالة انتهاء فترته المحددة والمزمنة وإضافةً إلى نهايتها كما هو معروف قدم وأعلن استقالته.. وتداولت وسائل إعلام قوى العدوان خبر استقالته وأكدت ذلك وعلقت على ذلك وكانت التحليلات وطبيعة التناول الإعلامي والتعاطي السياسي آنذاك من تلك القوى نفسها على أن الاستقالة استقالة فعلية وتامة وناجزة وباستطاعة أي متابع أن يستعرض من جديد متابعة ما وثق في تلك الفترة في طبيعة تناول وسائل إعلام قوى العدوان كانت تتعاطى مع استقالة عبدربه بكل صراحة على أنها استقالة ناجزة وان اليمن دخل في مرحلة جديدة، وفي أزمة جديدة، وفي مشكلة جديدة وكان تناولهم لذلك واضحاً فهم معترفون في وسائل إعلامهم وفي ما نطق به المحللون السياسيون منهم وفي أسلوبهم في التعاطي في تلك الفترة مع الموضوع فأمامك مسألتان:
المسألة الأولى هي نهاية فترة الرجل والتي كانت مزمنة بزمن مضى وانتهى بموجب مبادرتهم هم وإضافة إلى ذلك الاستقالة التي أعلنوها حتى هم وتعاطوا معها واعتبروها استقالة فعلية وهذا واضح فلم يكن لهم من مبرر أن يعتدوا على الشعب اليمني ويحتلوا أرضه ويقتلوا الأطفال والنساء ويدمروا البنية التحتية ويحاصروا هذا الشعب ويمارسوا أبشع الجرائم بحق هذا الشعب تحت عنوان استعادة الشرعية!؟ أي شرعية هذه! لو كانت شرعية حقيقية لحظيت منذ أول لحظة بالاحتضان الشعبي والدفاع الشعبي والاهتمام الشعبي ولما كانت في غضون أيام محدودة منتهية في كل أصقاع الشعب اليمني لم تلق لها مكان إلا فنادق الرياض كيف شرعية والشعب اليمني لم يكن ملتفاً حولها نهائياً ولم تحظ بأية مساندة من أبناء الشعب وإنما هربت رأساً إلى غرف الرياض.
تحرير الجنوب
الصحيفة: أكدتم في خطابكم بمناسبة 21 سبتمبر بأن الأوضاع في الجنوب سيئة وهي لا شك كذلك ولا توجد هناك دولة وإنما عصابات مجندة خليجياً مع الأمريكان فهل نستطيع القول بأن المحافظات الجنوبية أصبحت مستعمرة أمريكية مستعمرة خليجية مستعمرة إماراتية.. وما هي الواجبات الوطنية أمام ثورة 21سبتمبر وأمام الشعب اليمني لتحرير أرض الجنوب من الغزاة والمحتلين؟.
بلا شك ان التوصيف الواقعي للحالة في الجنوب هي حالة احتلال وأن شعبنا في الجنوب يعاني الأمرين من هذا الاحتلال انعدام الأمن والتدهور الاقتصادي ووطأة هذا الاحتلال، وثقل هذا الاحتلال، وأضرار هذا الاحتلال واضحة والممارسات من قبل الضباط الإماراتيين والسعوديين كمسؤولين أساسيين ومتحكمين بالوضع واضحة هناك سواءً بالمطارات أو الموانئ أو المباني الحكومية أو الشأن العام هناك بمعنى أن من الواضح لدى أي مواطن هناك في الجنوب أن الذي يحكم فعلياً مناطق الجنوب هم أجانب، وأن الذي يتحكم بالوضع هم الأجانب، وان البعض ممن تعاونوا مع الأجنبي ليسوا سوى جنود في صف هذا الأجنبي مسلوبين من الإرادة والقرار.. هم فقط يتلقون الأوامر ويتحركون وفقها، بل إن البعض منهم حتى ممن لهم صفات ومسميات مثلاً وزراء يوقفهم ضابط إماراتي أحياناً في التوقيف أو يسجنهم أو يخرجهم أو يرغمهم على الذهاب من عدن، وعبدربه بنفسه أحياناً لا يؤذن له بالدخول وأحياناً لا يؤذن له بالتنقل فيما لو أتى من منطقة إلى أخرى فالواضح هناك للجميع أن الحالة هي حالة احتلال وسيطرة مطلقة للأجانب على الوضع بكله أمنياً وعسكرياً وسياسياً ولا يمكن تعيين موظف إلا بموافقة منهم وأحياناً قد يغيرون هم أشخاصاً معينين منهم، ويتحكمون هم ويديرون الوضع على ما يشاؤون ويريدون فالحالة هناك هي حالة مأساوية وحالة لا تختلف عن وضعية الشعب الفلسطيني ولا عن وضعية أي شعب محتل من حيث فقدان الحرية والقرار والإرادة وتحكم الأجنبي وبات الأجنبي اليوم إضافة إلى تحكمه بكل تفاصيل الأوضاع هناك يتجه لتثبيت وضعه في المناطق الاستراتيجية ليجعل منها قواعد له وإضافة إلى ذلك يتجه لبداية عمليات النهب للثروات وفي مقدمتها الثروة النفطية وقاموا في سقطرى بنهب حتى الحجارة.
مؤامرات أمريكية إسرائيلية
الصحيفة: طبعاً.. التواطؤ والمؤامرة هي ليست على اليمن فقط قد تشمل عدة بلدان منها ليبيا سوريا العراق السودان كثير من الدول.. هل تعتقدون أن هناك نجاحات لتلك المساعي الخبيثة.. وماهي دورها في اليمن؟.
فعلاً المؤامرات لتقسيم المنطقة العربية هي بالتأكيد مؤامرات أمريكية وإسرائيلية ولكنها في نفس الوقت تستفيد من عاملين رئيسيين، العامل الأول يعود إلى طبيعة الدور الذي تلعبه بعض القوى الإقليمية وعلى رأسها النظام السعودي والنظام الإماراتي وهذا الدور الذي قبل فيه كل من النظام السعودي والإماراتي أن يلعب فيه الحالة التخريبية، وان يجعل من نفسه أداة لتنفيذ هذه المؤامرة وتمويل متطلباتها مادياً، والعامل الثاني هو وجود خونة في بعض الشعوب ووجود البعض من قاصري الوعي وغير المدركين لخطورة هذه المؤامرات وطبيعة هذه المؤامرات وما يترتب على هذه المؤامرات أتى أولئك سواءً الأمريكيين أو أدواتهم ممثلة بالأنظمة الإقليمية التي تتحرك معه أو العملاء في البلدان نفسها لاستغلال بعض المشاكل السياسية التي بالإمكان حلها بالتأكيد فيما لو لم يتدخلوا هم لتعقيدها وفيما لو توفرت إرادة محلية لدى الفرقاء والأطراف السياسية لكان بالإمكان أن تحل وبدلاً من التوجه نحو خيارات خاطئة بكل ما تعنيه الكلمة كخيارات الانفصال. اليوم نحن بحاجة في بلدان المنطقة بشكل عام وفي بلدنا كذلك إلى الوعي بخطورة هذه المؤامرات وأن حالة التقسيم والانفصال لن يترتب عليها استقرار الشعب وإنما هي عملية تمهيدية تؤسس لمرحلة جديدة من الصراعات التي يخطط لها تحت عناوين كثيرة فالمسؤولية كبيرة على الجميع لإفشال هذه المؤامرات والوقوف بوجهها.
حل القضية الجنوبية
الصحيفة: أشرتم إلى خطورة الانفصال والتقسيم وأنه يؤدي إلى تأسيس مرحلة جديدة للنزاعات لكن هناك مسألة القضية الجنوبية التي تطرح دائماً.. ماهي رؤيتكم حولها؟.
الحل للقضية الجنوبية يجب أن يكون ضمن توافق في البلد بين المكونات الرئيسية لهذا البلد، ونحن قلنا في مرحلة ماضية يجب أن يكون حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً لا يكون فوق العدل, لا تحت العدل, فليس من الصحيح طرح خيارات لا صلة لها بجوهر المشكلة وتقدم كمعالجات وحلول ولا يناسب أيضاً أن تكون هناك مساع لظلم الأخوة في الجنوب وانتقاص من حقوقهم والإصرار لتجاهل جروح الماضي التي حلت بهم.
الصحيفة: السعودية والإمارات بعد احتلالهما لبعض محافظات الجنوب قامتا بتجنيد بعض أبناء الجنوب لاستقدامهم إلى الحدود السعودية للقتال في الحدود السعودية للزج بهم في الخطوط الأمامية.. برأيكم لماذا تعمدت السعودية والإمارات تقديم أبناء المحافظات الجنوبية ككباش فداء على الحدود السعودية؟.
بالتأكيد هذا واحد من أهداف قوى الاحتلال احتلال الأرض والسيطرة على البشر وتحويل البشر إلى مجرد فئات مستغلة وكباش فداء في محارق قوى العدوان لتنفيذ أجندة قوى العدوان في أي منطقة، وهذا من أكبر الشواهد على أن كلاً من النظام السعودي والإماراتي لم يأت إلى الجنوب حسب قولهم لتحرير الجنوب ولاستقلال الجنوبيين وانفصالهم عن بلدهم اليمن وإنما له أهداف أخرى هي احتلال الأرض واستعمار البشر واستغلالهم والتحكم بهم ثم من ضمن هذا الاستغلال الذهاب بهم ليكونوا وقوداً لحروبه العدوانية هنا أو هناك ولو لم يأتوا بهم إلى الحدود لذهبوا بهم إلى مناطق أخرى من المحتمل أن يذهبوا بهم وبغيرهم ممن ينضمون إلى صفهم ويستجيبون لهم إلى محارق في مناطق أخرى.
مجرد دمى مطيعة
الصحيفة: بمعنى أنهم يتخلصون من أبناء الجنوب الأحرار حتى تخلى الساحة للاحتلال والمحتلين؟.
هذا واحد من الأهداف ولكنهم يهدفون كذلك بالدرجة الأولى بتعاملهم مع الشعوب وفي نظرتهم إلى الشعوب إلى تطويع هذه الشعوب لتكون مجرد أداة لهم تنفذ الأجندة التي توجههم أمريكا لتنفيذها، ومن المآسي الكبيرة لشعوب المنطقة أن يراد لها أن تكون مجرد دمى مُطيعة تستغل أسوأ حالات الاستغلال تهدر حياتها وكرامتها فيما لا يعود لها بأي فائدة، بل يخدم فقط أجندة أجنبية تدميرية وخطيرة وسيئة جداً على الشعوب ككل وعلى المستهدفين بذلك.
الصحيفة: إذا ما عدنا إلى ما تكلمنا عنه في البداية احتفال الشعب اليمني بأعياد ثورتي سبتمبر وأكتوبر ومنها احتفال الشعب اليمني بالعيد الثالث لثورة 21 سبتمبر في ميدان السبعين أظهر للعالم عظمة الإرادة الشعبية المنتصرة للثورة وأهدافها.. ماهي أبرز الدلالات والمعاني لذلك الحشد المليوني الكبير؟.
الحضور الشعبي الواسع في هذه الذكرى في هذا التوقيت بالتحديد الذي نحن في العام الثالث للعدوان وبالرغم من كل ما قد حصل من مآسٍ وبالرغم من كل ما نعاني منه في ظل هذا العدوان على كل المستويات وفي مقدمة ذلك على مستوى الوضع الاقتصادي وبعد كل الجهود التي بذلها الأعداء إعلامياً وثقافياً وعسكرياً لقتل الإرادة الشعبية ولإثناء الشعب عن الاستمرار في هذا المسار الثوري التحرري كان حضور الشعب الواسع في الذكرى الثالثة لـ21سبتمبر معبراً عن إرادته عن صموده عن ثباته عن قيمه عن مبادئه العظيمة عن تجذر الحالة الثورية ومبدأ التحرر لدى هذا الشعب وعن الفشل الذريع لقوى العدوان التي سعت بكل ما تستطيع لوأد هذه الثورة ولقتل هذه الروح ولإماتة هذه الروح، فكان الحضور الواسع معبراً عن فشل، وشاهداً على فشل مساعي قوى العدوان وفشل كل جهودها التي أهدرتها في ذلك.
الصحيفة: قبل ثورة 21 سبتمبر كانت اليمن تحت الوصاية الأمريكية والسعودية.. هل لكم أن تضعونا في الصورة الحقيقية لليمن لما قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م؟.
كلنا عشنا تلك المراحل وأي منا حينما يستذكر ما كان عليه الوضع آنذاك يدرك أن الوضع كان خطيراً ويتجه نحو الأسوأ فاليمن أدخل تحت البند السابع وأعلنت الوصاية عليه بشكل صريح ولم تعد المسألة آنذاك مسألة ملتبسة أو تحت الخفاء، باتت حالة الوصاية ومصادرة الاستقلال وتحكم ما يسمى آنذاك بالدول العشر مسألة مكشوفة وواضحة حتى أن الاجتماعات آنذاك ما بين سفراء الدول العشر وعبدربه لمناقشة مختلف شؤوننا نحن اليمنيين من موقعهم الذي أرادوا لأنفسهم أن يكونوا فيه وقبلت به بعض القوى السياسية آنذاك أوصياء على هذا الشعب ومتحكمين بشؤون هذا البلد كانت تلك الجلسات وتلك اللقاءات تبث في التلفزيون الرسمي ونشاهدها أمامنا في التلفزيون الرسمي ويترتب عليها قرارات و سياسات ومواقف كلها تصب لصالح القوى الأجنبية ولا تصب في مصلحة الشعب اليمني، من الطبيعي أن يكون الأمريكي كأمريكي أو ما يهم السعودي كنظام سعودي وأي من تلك الدول أن يكون ما يهمه هو مصالحه وأطماعه ورغباته وأجندته وألا يكونوا مهتمين ومنشغلين وملتفتين إلى واقعنا كشعب يمني وليس هناك ما يجعلنا نفترض أن لديهم حرصاً على مصالحنا واهتماماً بأمرنا وألماً على واقعنا، وعناية بنا هل يمكن أن نعلق عليهم الأمل في ذلك، رد اعتبار الضمير الإنساني أين هو ضميرهم الإنساني؟ ما هو الذي يجعلنا نفترض أنهم سيراعون مصالحنا كشعب يمني؟ ثم أن الواقع أثبت أن كل السياسات التي فرضوها ويفرضونها آنذاك كانت سياسات تدميرية.. الوضع الاقتصادي كان يتجه نحو الأسوأ بالرغم أن البلد كان في وضعية يفترض فيها لو أن هناك إرادة صادقة ومراعاة لمصالح الشعب اليمني أن تكون المرحلة الذهبية على مستوى الوضع الاقتصادي في تاريخ اليمن بكله لأنها مرحلة شهدت قدراً من الاستقرار آنذاك على المستوى السياسي استقرار بالمقارنة له بما قبله وبما بعده كان استقراراً لا بأس به، وعلاقة قوية جداً على المستوى الدولي والإقليمي ارتباط كامل وحالة من الخضوع التام لتلك القوى والدول وأولئك كانوا يزعمون أنهم يقدمون مختلف أنواع الدعم للشعب اليمني فهي مرحلة لم يكن فيها حصار على الشعب اليمني ولا حرب أجنبية على الشعب اليمني وكانت السلطة فيها تحظى بما يقال عنه دعم ومساندة كاملة من المجتمع الدولي ومن الإقليمي، فإذا كانت السلطة آنذاك لا تعاني من حرب ولا حصار وكل القوى الأجنبية تدعي أنها تقف إلى جانبها وأنها تقدم لها الدعم وأنها توفر لها الكثير من القروض والمعونات والهبات فلماذا لم تكن تتجه إلا إلى فرض المزيد من الجرع والسياسات الاقتصادية التي تخنق المواطن؟ لماذا لم تنعكس تلك الحالة من التعاون المزعوم من المجتمع الدولي وتلك الهبات والعطايا التي يعلن عنها ويقال عنها ما يقال لم ينعكس رخاءً في واقع الشعب اليمني، أثبت ذلك أن حالة الخنوع والاستسلام للخارج والتسليم للوصاية الأجنبية هي التي تحكم واقعنا وتتحكم فينا لا يمكن أن يعول عليه حتى على مستوى المصالح الاقتصادية، الوضع الأمني كذلك, كان يتجه إلى حالة انهيار بما تعنيه الكلمة, والعاصمة صنعاء آنذاك تحولت إلى بؤرة للاغتيالات والقتل الذي كان يطال حتى ضباط الأمن السياسي والأجهزة الأمنية لم يعد أمن في صنعاء حتى مسؤولي الأمن والاستخبارات الذين من المفترض أن يكونوا أكثر الناس أمناً ومؤمنين لبقية أبناء البلد فالكل لم يكونوا في حالة أمن أبداً وحالة الاغتيالات والفوضى في صنعاء إلى حد كبير ووجود أو تحويل صنعاء إلى مربعات واقطاعات لأصحاب القوى والنفوذ كانت مسألة معروفة لنا جميعاً وللإخوة لكل متابع وللسكان في صنعاء. كانت المسألة واضحة فلا أمن ولا استقرار، بل وصل إلى أن كانت ترفع أعلام القاعدة في سعوان بالقرب من الحي الذي توجد فيه السفارة الأمريكية وبالقرب من السفارة الأمريكية والوضع آنذاك على المستوى السياسي كذلك كان وضعاً يراد فيه للقوى السياسية أن تكون كلها متنافسة لدى السفير الأمريكي لمن يحظى بالقرب منه وأن يرسخ لدى الجميع أنه لن يتحقق له أي هدف من أهدافه السياسية إلا من خلال الارتباط بالسفارة الأمريكية وبقدر ما يتفاعل معه الأمريكي، فالحالة كانت معروفة أنها كانت حالة وصاية وبشكل معلن وبعناوين معلنة وبوضوح, لا خفاء في ذلك.
القاعدة وأدوات أمريكا
الصحيفة: إذاً كيف تجرأت القاعدة وداعش برفع الراية في سعوان بجوار السفارة الأمريكية وأمريكا تدعي أنها تحاربهم؟.
قصة الحرب الأمريكية على القاعدة وداعش هي من أغرب القصص التي يمكن للأجيال أن تتناولها باعتبارها من أغرب الأساطير فكلنا يعلم وكل المتابعين يعرفون أن القاعدة هي نشطت وتحركت في فكرها في ثقافتها في تمويلها من خلال أدوات أمريكا وعلى رأسها النظام السعودي هذا واضح، التبني الأمريكي للقاعدة بدءاً من أيام الاتحاد السوفيتي آنذاك واحتلاله لأفغانستان مسألة معروفة اعترف بها الأمريكي وهناك تصريحات لمسؤولين أمريكيين بشأن ذلك وهناك تصريحات لقادة عرب وزعماء عرب بذلك وهي من المسائل المعروفة والثابتة التي لا شك فيها والنشاط الذي استمر فيما بعد لا شك نشاط أمريكي ودائماً كان يدور في إطار البوصلة الأمريكية فأي بلد أرادته أمريكا تتحرك فيه القاعدة أولاً لتكون هي الذريعة والمبرر الذي يعتمد عليها الأمريكي لاحتلال أي بلد أو استهداف أي بلد تمهيداً لاحتلاله، كما هو الحال فيما بعد بالنسبة لداعش.
الصحيفة: إذا كانت اليمن تحت الاحتلال غير المباشر فهل حققت ثورة 21سبتمبر أهدافها التي قامت من أجلها.. وما هي أهم تلك الأهداف برأيكم؟.
ثورة 21 سبتمبر صحيح أنها رفعت عناوين مطلبية ولكنها في روحها وفي جوهرها وفي حقيقتها ثورة تحررية ولهذا كان في مقدمة من وقف ضد هذه الثورة ومنذ اللحظات الأولى سفراء الدول العشر الذين كان لهم موقف منذ البداية موقف سلبي ضد هذه الثورة وانزعاج شديد جداً من هذه الثورة وفي واقع الحال فإن ما تلا 21سبتمبر من تطورات وأحداث كله يشهد أنها ثورة تحررية وأن مشكلة الخارج معها هو في هذه النقطة بالتحديد أنها ثورة تحررية تحرر الشعب اليمني من الوصاية الخارجية وتستعيد لشعبنا العزيز القرار السياسي وتتيح الفرصة للقوى السياسية وتهيئ المناخ لمعالجة المشاكل السياسية بروح وطنية وبعيداً عن التبعية للخارج.
الصحيفة: الثورة عندما قامت شابها الكثير من الاعتراضات كما أسلفتم لكن وجدنا أن القبائل اليمنية كان لها دور كبير جداً في نجاح الثورة ودعم الجيش واللجان الشعبية ومازال عطاؤها ملموساً في مختلف الميادين والجبهات ما هي نظرتكم لهذه القبائل اليمنية الأصيلة؟.
القبائل اليمنية الأصيلة هي دعامة هذا البلد وهي في أوساط هذا الشعب كما الجبال في أرض هذا البلد تمثل ضمانة بما تعنيه الكلمة لثبات هذا الشعب وتماسك كيان بلدنا الذي هو بطبيعته بتركيبة قبلية، القبيلة ورثت موروثاً مهماً جداً من المبادئ والقيم الأصيلة ومن أهمها الحرية والكرامة وبالتأكيد فإنها أسهمت إسهاماً رئيسياً في أن تنجح ثورة 21 سبتمبر في أول هدف وأول مرحلة من مراحلها وهي مرحلة التحرر ونحن يهمنا أن نشير هنا إلى أن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر لم تستكمل بعد خطواتها المؤملة واليوم هي في مربع التصدي للعدوان في مرحلة التصدي للعدوان ولكنها قطعت شوطاً مهماً وعبرت مرحلة كبيرة جداً في استعادة التحرر لشعبنا العزيز والانعتاق من الوصاية الأجنبية.
نشاط استقطابي
الصحيفة: بات اليوم مشروع العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في اليمن مفككاً بفضل تلاحم الشعب وتضحيات أبطال الجيش واللجان الشعبية.. ماهي أبرز الخيارات الماثلة أمام شعبنا في هذه المرحلة الحاسمة والدقيقة؟.
صحيح أن وضع قوى العدوان سيئ وشهد حالة من التفكك وخروج بعض القوى من هذا التحالف ووجود بعض القوى لم يكن لها وجود كبير كان وجوداً محدوداً ويبدو أنه لم يكن حتى بقناعة من بعض الدول وعلى كلٍ حالة التفكك هي حالة قائمة ليس فقط على مستوى ما بين النظام ونظام آخر بالنسبة لقوى العدوان بل داخل تلك الأنظمة هناك اليوم مشاكل كثيرة تتفاقم وتتعاظم ولها تأثيرات مستقبلية كبيرة على أوضاعهم، نحن نعتبر أن على شعبنا اليمني العزيز أن يركز بالدرجة الأولى على وضعه الداخلي في معالجة أبرز ما استفاد منه العدو في استهدافه وهو النشاط الاستقطابي الذي كان عاملاً مهما بالنسبة لقوى العدوان ساعدها إلى حد كبير للاستمرار في عدوانها إلى اليوم ولولا ذلك لم يكن باستطاعة قوى العدوان الاستمرار إلى هذه المرحلة فمشاكلها كثيرة وكلفة العدوان عليها مادياً واقتصادياً وعسكرياً كبيرة وكانت الكلفة ستكون أكبر لو لم تنجح في استقطاب الآلاف للقتال في صفها من أبناء شعبنا العزيز وللآسف الشديد لو كان كل الذين يقتلون اليوم في جبهات قوى العدوان من جنودهم لكانوا قد خرجوا من هذه الحرب بالتأكيد كونهم لا يستطيعون تحمل كلفة بمستوى الخسائر البشرية ولكن باتت الحالة بالنسبة لهم حالة غير مهمة لأنهم يذهبون باليمنيين لقتال إخوانهم اليمنيين مقابل القليل من المال ومع هذا نستطيع القول أن قوى العدوان في حالة من الإحباط الكبير لمستوى الأهداف المحدودة التي تحققت لهم إلى اليوم في مقابل الكلفة الهائلة على كل المستويات.
الصحيفة: إذاً ما هي رسالتكم لكل من يتم استقطابهم للعمل تحت إمرة العدوان؟.
نحن نأسف لحالهم لأنها تمثل خيانة وخسارة، الإنسان الذي ينضم إلى قوى العدوان بما تمارسه بحق شعبه من جرائم وانتهاكات فظيعة وتدمير شامل إضافة إلى أهدافها الخطيرة جداً من هذا العدوان وفي مقدمة تلك الأهداف سلب حرية هذا الشعب واستقلال هذا البلد والسيطرة على أرضه والنهب لثرواته ومقدراته والاستغلال لموقعه الجغرافي فمن يعينهم على هذا هو خائن وهو جاهل وهو مريض ليس إنساناً طبيعياً.. إنسان يعينهم على العدوان على بلده وعلى مصادرة مستقبله.. نأمل أن يكون هناك نشاط لكل ذوي القدرة ولكل ذوي العلاقة ممن يمكنهم التأثير بحكم علاقاتهم وقدرتهم على التأثير من خلال نشاط مكثف لإعادة المغرر بهم إلى حضن الوطن.
لا مبرر للانضمام للمعتدي
الصحيفة: هل يبرر لهم تردي الحالة الاقتصادية وتدهور الوضع المعيشي.. هل يمكن أن يبرر للبعض العمل مع دول العدوان؟.
لا يمكن أبداً أن تكون الحالة الاقتصادية مبرراً أبداً لا شرعاً ولا عرفاً ولا بأي اعتبار من الاعتبارات ان الإنسان يتحول إلى خائن ومجرم وينضم إلى صف المعتدي ضد وطنه وضد شعبه، لو كان هذا مبرراً لكان مبرراً للسارق أن يسرق وللناهب أن ينهب وللقاتل أن يقتل بغير حق ولمن هب ودب أن يتصرف أي تصرف هذا هو عرف الغاب أن الحيوان إذا جاع يأكل أي حيوان آخر، أما في واقع البشر فلا, لأن هناك خيارات أخرى وحلولاً أخرى وبدائل أخرى لأن المعاناة اليوم شاملة في شعبنا العزيز وهناك الكثير يعانون وهم اليوم يقاتلون العدوان وهناك الكثير يعانون وهم في ثبات على مبادئهم وقيمهم ووطنيتهم وبأكثر من الكثير ممن ذهبوا.. بينما ذهب حتى بعض الأثرياء وبعض أصحاب الملايين انضموا إلى صف العدوان.
الصحيفة: نرى الكثير ذهب من أجل المال يقتل والمال السعودي في جيبه؟.
يخسر حياته ويخسر كل شيء.
الصحيفة: سيدي الصمود الأسطوري لأبناء اليمن أربك قادة العدوان وغير المعادلة العسكرية المتعارف عليها لدى الخبراء العسكريين.. كيف تفسرون هذا الصمود العظيم أمام أقوى وأعتى الجيوش والأسلحة في العالم؟.
نستطيع القول أن صمود شعبنا العزيز في مواجهة هذا العدوان هو أكبر صمود قد صمده الشعب في مواجهة أي عدوان على مدى تاريخه بحكم أن شعبنا العزيز واجه الكثير من قوى الغزو والاحتلال في مراحل التاريخ ولكنها كانت تتمكن من اجتياح البلد في أكثر الحالات بشكل كامل في مرحلة زمنية أقل بكثير من المرحلة الزمنية التي قد صمد فيها شعبنا في هذه المرحلة بالرغم أن العدوان اليوم هو أشرس وأخطر وأكبر عدوان قد شهده بلدنا على مدى تاريخه من حيث إمكاناته وقدراته ووسائله وما يمتلكه من إمكانات وقدرات. فنحن نعتبر أن المبادئ والقيم كانت أهم عامل في صمود شعبنا العزيز هذا الشعب الذي وصف فيما روي عن النبي صلوات الله عليه وعلى آله بأنه يمن الإيمان والحكمة من أهم المبادئ الإيمانية العزة والكثير من أبناء اليمن لديهم أصالة في الإحساس بالهوية.. والهوية بالنسبة لهم متجذرة وراسخة جداً جداً الكثير من أبناء اليمن يحسون بيمنيتهم وهويتهم وقيمهم عزة وفيهم إباء وفيهم كرامة ويأبون أن يتحولوا إلى خاضعين وخانعين لسلطة أجانب حاقدين معادين متكبرين من أمثال النظام السعودي الذي يتكبر على أبناء شعبنا العزيز فيما هو يتذلل ويهون أمام الأمريكي.
الصحيفة: ذكرتم أن هذا العدوان أخطر وأكبر وأشرس عدوان عرفه العالم على اليمن رغم كثافة هذا العدوان واستمراره نحو ثلاثة أعوام إلا أننا نرى أن الشعب اليمني يخرج بحشود مليونية في مناسبات سواءً دينية أو وطنية رافضةً للعدوان كما خرج في ساحة الثورة بمناسبة الاحتفال بيوم عاشوراء وكذلك الحشود المليونية في ذكرى ثورة 21سبتمبر في ميدان السبعين.. كيف تفسرون صمود هذا الشعب على هذا المستوى الكبير؟.
شعبنا العزيز بموروثه من المبادئ والقيم وأصالته هو صامد في مواجهة العدوان وبعنفوان وليس مجرد صمود عادي بل صمود بعنفوان وتفاعل كبير وحيوية عالية وعزم كبير وإصرار على الحياة ونجد كيف أن الواقع القائم الآن والحالة السائدة في الوسط الشعبي هي إصرار وتصميم على مواصلة الحياة بشكل طبيعي حتى في بداية العدوان كان هناك توجه كبير نحو تضييق الخناق على الشعب اليمني وحصاره ومحاولة لتحويل الحالة التي يعيشها الشعب اليمني العزيز إلى حالة تنعدم فيها كل حالات الاستقرار وكل أشكال الحياة وأن يذهب الملايين من أبناء شعبنا كلاجئين وهاربين من اليمن إلى دول أخرى، كما خرجت ملايين من شعوب أخرى وبلدان أخرى مهاجرين إلى بلدان أوروبا ومناطق أخرى ولكن هالهم أن شعبنا بقي متماسكاً ومستقراً ويسعى دائماً إلى فرض حالة التعود على هذه الظروف والتكيف مع هذا الواقع والاستمرار في الحياة ومن ضمن ذلك أنشطته الدينية كذلك أنشطته المناهضة للعدوان ومنها الخروج في مظاهرات ومسيرات، هذه الحالة تعبر عن عنفوان وتعبر عن تماسك كبير وعن ثبات كبير وعن حالة معنوية عالية وكذلك هي تدل بشكل قاطع على مستوى الإرادة العالية لدى هذا الشعب فلم تنكسر إرادته ولم يهن عزمه بقي ثابتاً و%