صمود وانتصار

عَاصفةٌ مع سَبق الإصرار والفَشل !

الصمود | بقلم | عبدالمنان السُنبلي .

كنت أعلم منذ اليوم الأول للعاصفة أن السعودية وحلفاءها سيفشلون في تحقيق أي انتصارٍ ولو من الناحية الشكلية أو الصورية، ليس لانهم لم يعدوا للعاصفة جيدا، فقد أعدوا وجهزوا لها في الحقيقة عسكرياً وعملياتياً وسياسياً ولوجستياً منذ ثمانية أشهر من بدءها وذلك كما جاء على لسان وزير خارجيتهم أنفسهم عادل الجبير، ولكن لانهم قد أخطأوا في تقدير حجم قوة وقدرة وشعبية خصومهم على الأرض اليمنية وهذا ما فاجأهم منذ البدايات الأولى للعاصفة الأمر الذي جعلهم يتصرفون بحالةٍ من الهستيريا والإرباك مما أدى إلى اتساع وتنامي دائرة خصومهم والتي أصبحت تشمل اليوم الغالبية العظمى من الشعب اليمني !

فكيف حصل ذلك ؟! ولماذا ؟!

في الواقع لقد أعلن السعوديون وحلفاءهم ليلة شن العاصفة أن عملياتهم هذه لا تستهدف عموم الشعب اليمني وإنما فقط الجناح العسكري لمكون انصار الله وكذلك ما قالوا عنه الجيش الموالي لصالح وكانوا يظنون أنهم وبعد أن استعانوا بالأقمار الصناعية الأمريكية لتحديد المواقع الحيوية والهامة اللازمة والمطلوبة لشل قدرات الخصوم سيستغلون عنصر المباغتة والمفاجئة ويبادرون بقصف تلك الأماكن وتدميرها في وقتٍ واحدٍ وفترةٍ قصيرةٍ لن تتجاوز العشرة أيام كحدٍ أقصى لذلك، فهل سارت العاصفة كما كانت تشتهي سفنهم وبوارجهم وطائراتهم الحربية، أم أنها قد انحرفت بهم بعيداً إلى أعماق المحيط اليمني المضطرب والهائج ؟!

لم تستطع السعودية في حقيقة الامر أن تخفي دوافعها الحقيقية للعدوان والمنافية تماماً لما تم إعلانه ليلة بدء العاصفة حيث ظهرت جليةً وواضحةً للعيان من خلال الاستهداف المركز والمنظم لكل مقدرات ومؤسسات الشعب اليمني الحيوية والضرورية والتي بطبيعتها ليست ملكاً للحوثي أو صالح كالمدارس والمستشفيات والطرقات والجسور والموانئ والمطارات والمعالم الأثرية والتاريخية وكذلك صالات المناسبات والافراح والأسواق ودور العجزة والأيتام وغيرها من المنشآت التي يفضح استهدافها ما تضمره السعودية في قرارة نفسها من حقدٍ على الدولة والشعب اليمني عامة،ً إلا أن استهداف المدنيين الآمنين في مخادعهم في كل المناطق وتعمد حصارهم والتضييق على حياتهم المعيشية وكذلك ضخامة عدد الضحايا كان بمثابة الدليل الواضح الذي لا لبس فيه لكل مواطنٍ يمنيٍ سويٍ على بشاعة وفضاعة وقبح الوجه الحقيقي لهذا النظام المجرم والحاقد على الشعب اليمني عموماً الأمر الذي فرض على غالبية الشعب اليمني أن يضطلعوا بدورهم ويتحملوا على عاتقهم مسئولية مواجهة العدوان والتصدي له بكل إصرارٍ وصمودٍ وثبات وهذا بالطبع مالم تتنبه له السعودية وتحالفها المنافق أو لم تكن تلقي له بالاً ظناً منها أن ماكنتها الإعلامية والدعائية الضخمة ستتولى المهمة وتتكفل بخداع وتضليل الشعب اليمني وإيهامه بعكس ما يراه أمامه ويعيشه واقعاً ملموساً وأمراً حياتياً أصبح مألوفاً لديه !

على أية حال، ستظل السعودية وتحالفها يغرقون أكثر فأكثر في المستنقع اليمني ماداموا يجهلون أو يتجاهلون حقيقة أطراف وأدوات الصراع وماداموا أيضاً لا يبحثون لأنفسهم عن طريقةٍ تخرجهم منه، وكلما أُضيف إلى عمر العاصفة يومٌ جديدٌ، كلما اقترب تحالف العدوان خطوةً إلى الأمام بإتجاه مخالب الهزيمة وأظفارها والتي أوشكت أن تتخطفه وتوقع به، أما اليمنيون فعلى النقيض من ذلك فكلما طال أمد العدوان، كلما إزدادوا تلاحماً وتماسكاً وإصراراً على المواجهة ويقيناً بالنصر المؤزر بإذن الله خاصةً وقد أصبحت الصورة اليوم لديهم أكثر وضوحاً من ذي قبل !