صمود وانتصار

الاعلام السعودي يكشف السر: ما يحدث في اليمن ؟

الصمود : عادل العوفي

“هي ليست حربا انما محاولة لاعادة الشرعية في اليمن”.. هكذا ردد كاتب صحفي سعودي استضافته قناة العربية في نشرة الرابعة من اجل التعليق على لقاء الامير محمد بن سلمان مع وكالة “رويترز″ الحافل باطلاق “العناوين العريضة” التي اضحت معتادة للمواطن السعودي ومعه المتتبع العربي والتي لا تخرج عن نظاق المثل القائل “جعجعة بلا طحين”، لكنها ليست كذلك حين يتعلق الامر بالاعلاميين والمحللين السعوديين “المنفصمين” المنفصلين عن الواقع بشكل مثير للسخرية.

ولعل هذا النموذج خير مثال على ذلك فبعد كل هذه السنوات وسقوط الالاف من الابرياء يطل علينا البعض ليؤكد ان الامر ليس حربا من الاساس وكأننا امام “مزحة ثقيلة” اطلقها شخص “رخم” {على قولة المصريين } لكن في الموضع الخطأ ,فهل نصمت ونغض الطرف على مأساة اليمن الذي يقف شعبه على حافة المجاعة {راجعوا تقارير الامم المتحدة التي تتناسل كل يوم كمرجع يمكن الاستناد اليه من طرفكم }؟

كما تبرز نقطة اخرى مهمة جاءت في سياق حديث ولي العهد السعودي عن السعي لمنع نشوء “حزب الله اخر” على الحدود السعودية، والحقيقة ان هذا “التشبيه” يجعلنا نفتح ابواب “الامل” على مصراعيها بحثا عن طرف اخر ما يزال يعتبر الكيان الغاصب “عدوا” ومحتلا لاراضينا  وأجزم ان هذا “المقياس″ هو الحاضر لدى كل أبناء هذه الامة الشرفاء الاحرار ممن يرفضون عار التطبيع والزيارات “السرية” لعقد الصفقات مع المحتل.

فهل مازلنا بحاجة الى دلائل اخرى كي نحدد الخندق الذي يقف فيه النظام السعودي واعلامه؟

قصة عمر السومة ابن البلد الاصيل وليس “الخائن”:

بالعودة الى مواضيع سابقة في هذه الزاوية يمكن للقارئ الكريم ان يجد مقالين او ثلاثة خصصوا للضغط الاعلامي الكبير الذي مارسه الاعلام السعودي من أجل استمالة النجم السوري عمر السومة للعب للمنتخب السعودي وحمل قيمص “الاخضر” بشكل رسمي مع التأكيد على وجود معطيات ملموسة تكشف السعي الرسمي من لدن الاتحاد السعودي لتلبية هذا الطلب.

لكن وبعد ان تغير الوضع كليا وظل نجم النادي الاهلي “صامدا” ووفيا مخلصا لبلده وترجم رغبته بالعودة المكللة بسلسلة مباريات واهداف “خالدة ” مع “نسور قاسيون ” كانت ستتوج بصعود تاريخي للمونديال لولا سوء الحظ العاثر الذي حال دون تحقيق هذا الحلم الكبير في اخر اللحظات.

الملاحظ ان الاعلام السعودي ورواد السوشال ميديا عادوا ليجدوا ضالتهم في الاطلالة الاخيرة للسومة رفقة فراس الخطيب والاسماء الاخرى التي شكلت القوام الرئيسي للمنتخب برفقة الرئيس بشار الاسد الذي استقبلهم وحظيت الصور ومقاطع الفيديو باهتمام منقطع النظير وعادت معه عناوين اخرى تسعى للنيل من اللاعب وقراره القاضي بحمل قميص بلده.

ولعل ظهور عمر السومة عبر الفضائية السورية وحديثه عن مدينته “دير الزور” وتفاصيل اخرى “أججت” من الغضب عليه، لكن ما اود الافصاح عنه هنا ان كل مقاطع الفيديو والبرامج الرياضية والسياسية الخليجية السعودية بالذات التي سعت لالصاق صورة “الخائن” بهذا النجم المحبوب هدفها الخفي لا يمت بصلة للحرص على الشعب السوري ومشاعره كما يدعون لان الحقيقة تقول أن فرصة “الثأر” ظلت حاضرة لدى هؤلاء وان الاوان “لاستثمارها” على شكل مموه لا علاقة له على الاطلاق بالاخلاق و “الوطنيات” ..

فكفى متاجرة بسورية وابناءها..

لماذا تمنع السعودية احمد الشقيري من السفر؟

مفاجاة كبيرة تلك التي حملتها وسائل الاعلام الخليجية التي كشفت عن منع الاعلامي السعودي أحمد الشقيري من السفر اسوة بالكثير من الاسماء المعروفة محليا، واثار الخبر زوبعة كبيرة من التعليقات المستغربة لادراج شخصية بعيدة كل البعد عن السياسة حسب ردود أفعالهم.

وبالعودة الى اخر نشاط لحساب صاحب برنامج “خواطر” سنجد ان تغريدته الاخيرة كانت اثناء الاحتفال بالعيد الوطني السعودي، والمثير للاهتمام ان حسابات معروفة على التويتر أكدت الموضوع وعلى رأسها حساب “مجتهد” الشهير الذي تظل اغلب اخباره ومعلوماته صحيحة تماما.

وتزكي حالة الصمت المريبة الواقعة التي تجعلنا نطرح الكثير من التساؤلات عن السبب الرئيسي في “استهداف ” الاعلامي المعروف ببرامجه “المسالمة” المهادنة والتوعوية، فلماذا اذن تم ضمه لقائمة “المغضوب عليهم”؟ وما الذنب الذي اقترفه يا ترى؟

صحيح انا لست من المتابعين الاوفياء للشقيري لكنني لم اتوقع البتة ان يقف في حالة “صدام” مع النظام السعودي الداعي “للانفتاح” والتحرر ..

الله ايستر من القادم..

وائل جمعة واستهداف المغاربة:

هذه المرة وكأي متابع عادي لما يحدث على الساحة الرياضية لابد ان أتوقف عند الصخب المثار في السوشال ميديا وبعض المنابر الاعلامية المغربية حول اللاعب المصري السابق وائل جمعة و الذي يعمل حاليا كمحلل على قنوات بين ان سبورت القطرية.

وبعيدا عن كوني مغربي {واستطيع ان اكتب بثقة ان كل من يتابع كتاباتي يدرك مليا انني لا اتوقف البتة عند هذا “التفصيل” واتعاطى مع كل البلاد العربية بمنطق واحد أقرب “للسذاجة” ولن اخجل من ذلك}، فان “تجاوزات ” قلب دفاع النادي الاهلي السابق بحق اللاعبين المغاربة تحديدا صارت غير مقبولة على الاطلاق وكل ما يثار اليوم “مبرر” للغاية لكون “الاستخفاف ” موثق ويتكرر كل أسبوع مع كامل الاسف.

فبعد ان شكك جمعة واستخف بالاهداف الثلاثة التي سجلها النجم وليد أزارو في مباراة الاهلي والنجم الساحلي عاد ليكرر فعلته مع هدف الموهوب عادل تاعرابت في مباراة جنوى ونابولي بالدوري الايطالي معتبرا هدف اللاعب المغربي “عاديا” مع العلم ان الاعلامي المخضرم التونسي هشام الخلصي اعترض على “الوصف” كما فعل محلل اخر ايطالي متواجد بالاستوديو، فلماذا يستهدف وائل جمعة اللاعبين المغاربة بالذات وينتقص من قيمتهم؟

صحيح ان المحلل المصري عاد ليقدم “توضيحا” غير مقنع البتة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ,لكن هذا الاسلوب “يحرض” الشباب المتحمس ويساهم في تكريس وتعميق الهوة بين الشعوب العربية التي لطالما شكلت الرياضة خير وسيلة للتقريب والجمع بينها وهنا وكي لا نظل في “النقطة السوداء” هذه أتذكر تلك المشاعر الحميمية بين الجمهور المغربي والجزائري في مباراة الوداد البيضاوي واتحاد العاصمة الجزائري حيث ارسل هؤلاء الشباب “رسائل” واضحة للسياسيين بأننا واحد ولا شيء يمكن ان يفرق بيننا.

فلماذا يصر البعض على اذكاء نار الفتن مع العلم ان تألق لاعبين عرب في أوروبا من المفروض ان يشكل مصدر فخر للجميع؟

وكما يعتز كل المغاربة بتألق محمد صلاح ورمضان صبحي ومحمد النني واخرون  نتمنى صادقين ان “يتنازل” البعض عن غرورهم ويعترفوا بان التواجد المغربي هو الاكبر في اوروبا وبالارقام وفي أعتد اندية القارة العجوز والكل يشهد بذلك وعلى مر التاريخ ,فالى متى هذه “الانتقائية” البغيضة وهذا الاستهداف الممنهج يا ترى؟

شبكة بين ان سبورت القطرية تكسر المقاطعة الخليجية للدراما السورية:

سنبقى مع شبكة بين ان سبورت التي من المعلوم انها أطلقت قناة خاصة بالدراما في سعيها الحثيث للبحث عن “التنوع″، لكن هذا الخبر ليس مهما لدي بقدر ما استوقفتني “البرمجة ” التي سطرت لهذا المشروع الجديد حيث ليس من المنطقي “تجاوز″ مسألة مهمة للغاية هي ادراج المسلسل السوري الجديد “وردة شامية” ضمن الخريطة البرامجية  {لم يحظى بفرصة العرض الرمضاني} .

نعم العمل السوري الذي ينطلق من حكاية “راية وسكينة” الشهيرة في مصر سيبصر النور عبر المحطة القطرية وهذا “تطور” فريد اخر يعكس ما يحدث على الصعيد السياسي، اذ لا يمكن لنا تقبل الموضوع بعيدا عن هذا الاطار لاسيما اننا كنا من “معاصري ” فترة “المقاطعة” القوية للدراما السورية التي لازالت مستمرة بطرق أخرى ,فكيف “اهتدت” القناة لطريق الاعمال السورية من جديد؟ وما “الرسالة” المراد ايصالها من خلال هذه الخطوة؟

الاكيد ان الايام القادمة ستكشف لنا المزيد من المفاجات وحكاية “عمر السومة” ومسلسل “وردة شامية” ليست سوى البداية ,لكن السؤال المطروح بحدة: هل يملك هؤلاء الجرأة والشجاعة للاعتراف والاقرار “بالهزيمة”؟

كاتب مغربي