ماذا وراء اجتماع وزراء خارجية وأركان جيوش دول تحالف العدوان على اليمن؟
الصمود / 2 / نوفمبر
عقد قبل أيام اجتماع وزراء خارجية ورؤساء أركان جيوش دول تحالف العدوان السعودي على اليمن في الرياض، وذلك من أجل التباحث بشأن آخر التطورات السياسية والميدانية للحرب ضد اليمن التي اندلعت قبل نحو ثلاثة أعوام.
وشارك في الاجتماع كلاً من السعودية والكويت والإمارات والأردن والسودان وباكستان والبحرين وماليزيا ومصر وجيبوتي والمغرب والسنغال و”اليمن” حسب زعمهم.
وجاء الاجتماع بعد إدراج التحالف السعودي على القائمة السوداء للأمم المتحدة، إثر إدانته بارتكاب جرائم بشعة ضد الأطفال في اليمن واستهداف وهدم المدارس والمستشفيات في هذا البلد.
وشملت الجرائم الحصار الذي تسبب بنقص شديد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والأدوية مما أدى إلى تفشي الكوليرا، والتسبب كذلك بالافتقار إلى الخدمات الأساسية وتدمير البنى التحتية لليمن في كافة المجالات.
وناقش اجتماع الرياض، بحسب وسائل إعلام سعودية، ضمان ما اعتبروه استمرارية تحقيق الأهداف المرسومة لتحالف العدوان، وإعادة ما أسموه الشرعية في اليمن.
فما هي أهداف هذا الاجتماع، وما هي الرسائل التي أراد أن يرسلها في هذا الوقت بالذات؟
الإجابة عن التساؤلات تكمن في ما يلي:
التقليل من ضغط المجتمع الدولي
بعد فشل التحالف السعودي في تحقيق أهدافه من شن العدوان على اليمن، وبعد الانتقادات الشديدة التي تقدمت بها المنظمات الإنسانية والحقوقية الإقليمية والدولية ضد الجرائم الشنيعة التي ارتكبت بحق اليمنيين العزّل جراء هذا العدوان، سعت الرياض والعواصم الحليفة لها إلى عقد المؤتمر المشار إليه للإيحاء بأن التحالف لازال قائماً ويؤمن بضرورة استمرار الحرب على اليمن بحجة الدفاع عمّا يسميه الشرعية في هذا البلد، والتي يقصد بها محاولة إعادة نظام الرئيس المستقيل والهارب “عبد ربه منصور هادي ” إلى السلطة. أي بمعنى آخر أن التحالف يسعى لتقليل ضغط المجتمع الدولي المُطالِب بوقف العدوان من خلال الظهور بأنه لازال متماسكاً من أجل تحقيق أهدافه، ولا يتعلق الأمر بالسعودية وحدها.
ويرى المراقبون أن اجتماع الرياض يشير في الواقع إلى وجود أزمة حقيقية داخل التحالف السعودي نفسه، تكمن في كيفية التعامل مع الحرب في اليمن، أمام موجة من الضغوط الدولية المتزايدة لوقف عملياته العسكرية هناك.
الاجتماع مناورة إعلامية
على الرغم من أن الدول التي وقفت إلى جانب السعودية في عدوانها على اليمن لم تؤدي دوراً مهماً في هذا العدوان وإنّما كانت مشاركاتها من أجل الحصول على رشاوى وقروض مالية كبيرة من الرياض، إلّا أن الفشل الذي واجهه العدوان في تحقيق مآربه دفع هذه الدول لحضور الاجتماع المذكور في إطار مناورة إعلامية تهدف إلى التغطية على هذا الفشل خصوصاً بعد الانتصارات المهمة التي حققتها القوات اليمنية واللجان الشعبية بقيادة حركة أنصار الله على الجيش السعودي.
تشجيع الغرب على مواصلة دعم العدوان
بعد فشل التحالف السعودي في تحقيق أهدافه في اليمن اجتمعت الدول المشاركة في هذا التحالف في الرياض لإرسال رسالة مفادها بأنهم لازالوا يؤمنون بضرورة مواصلة الحرب ضد اليمن، إلّا أن ذلك يقتضي – برأيهم – من الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا أن تواصل دعمها للتحالف خصوصاً وإن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” قد حذّر في وقت سابق مما أسماه خطر حركة أنصار الله في اليمن وشبّهها بحزب الله في لبنان، في إشارة إلى محور المقاومة الذي يتصدى بقوة للمشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
معالجة الأزمة المادية
يواجه التحالف السعودي أزمة حقيقة في مواصلة عدوانه على اليمن بسبب التكاليف الباهظة لهذا العدوان خصوصاً في ظل تراجع أسعار النفط الذي يشكل المصدر الأساس للاقتصاد السعودي. ولهذا جاء انعقاد مؤتمر الرياض لوزراء خارجية ورؤساء أركان جيوش التحالف بهدف لفت أنظار الغرب والدول المشاركة في التحالف بضرورة تقديم الدعم المادي من أجل مواصلة الحرب على اليمن.
من خلال قراءة هذه المعطيات يمكن القول بأن اجتماع الرياض لايتعدى كونه مناورة إعلامية تهدف للتغطية على فشل العدوان على اليمن، ومحاولة لتقليل ضغط المجتمع الدولي ومنظماته الإنسانية والحقوقية التي قدمت تقارير كثيرة تدين الجرائم التي ارتكبها التحالف ضد اليمنيين العزّل. كما يهدف الاجتماع إلى السعي للحصول على دعم مادي إضافي من الدول الغربية لمواصلة العدوان.