صمود وانتصار

لكل ذلك وأكثر.. القبيلة اليمنية عريقة واصيلة وعظيمة ولا ولن تنجر للدعوات المشبوهة ضد الداخل ومع الخارج

الصمود || كتب || جميل أنعم العبسي

 

وتُبَّع اليماني أسعد أبو كرب الحميري ملك حضرموت وحمير وسبأ “اليمن الطبيعي والتاريخي” ورد فيه الكثير من الروايات عن إبن كثير عن عطاء، ورواية أحمد ورواية الحاكم والبيهقي تتحدث عن إيمان الملك تُبَّع بالنبي العربي القادم.. وفي القرآن الكريم جعل الله سبحانه وتعالى قوم تُبَّع خير من قوم قريش “أهم خير أم قوم تُبَّع”.. وقبيلة جرهم اليمنية سكنت مكة المكرمة، ومنها تزوج إسماعيل عليه السلام، وأسلمت الملكة بلقيس مع النبي سليمان عليه السلام لله رب العالمين.

 

وعمار بن ياسرمن قبيلة عنس اليمنية، وزيد بن حارثة من اليمن وهو الصحابي الوحيد الذي ذكر بالقرآن بالإسم، في سورة الأحزاب، وأم عمار هى أول شهيدة في الإسلام، وطوعاً لا كرهاً كانت بيعة الأوس والخزرج، فكانوا الأنصار، وكان الأخرين طلقاء ومؤلفه قلوبهم، وتوافدت القبائل اليمنية إلى الرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم من قبائل همدان وكنده والأزد وحمير والنخع والأشعريين وخولان وزبيد وجهينة وملوك حمير ووفد حضرموت وطوعاً لا كرهاً.

 

وسلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شِعب الأنصار، قبائل اليمن بعد غزوة حنين، ولم يسلك شِعب المؤلفة قلوبهم من أبناء وطنه مكة وقبيلته قريش، الذين عادوا بالغنائم والرواتب والمناصب، بعد أن خطب الرسول فيهم خطبة عصماء في قبائل اليمن الأوس والخزرج الأنصار، فبكوا بكاءاً حتى اخضلت لحاهم من الدموع.. وقال الأنصار رضينا برسول الله قسماً ونصيباً.

 

والعلاء بن الحضرمي فاتح البحرين، وأويس القرني من قبيلة مراد اليمنية لو أقسم على الله لاأبره، وبن حديج السكوني من اليمن فاتح (بنزرت وسوسة وجولاء من تونس)، وعبد الرحمن الغافقي اليماني وبنصف مليون جندي إكتسح جنوب فرنسا، واستشهد في معركة بلاط الشهداء بعد أن تكالب عليه ملوك إيطاليا والنمسا والمجر وألمانيا.

 

والحاجب المنصور من أهل اليمن المعافر سابقاً وحالياً الحجرية، حَكَمَ الأندلس وأقام العدل والأمن والجهاد، والسمح بن مالك الخولاني “والي الأندلس” أقام العدل والجهاد، واستشهد في مدينه “تور” قرب باريس، وغيرهم كثير كثير وهناك حوالي 32 حديث شريف في فضائل أهل اليمن.

((المرجع لكل ما ذكر كتاب “اليمن..مكانتها في القرآن والسنة” للمؤلف “عبد الملك الشيباني” والناشر مكتبة الفردوس – تعز… طبعة 1990م مكتبة الشعب – القاهرة)).

 

وداؤود باشا العثماني التركي قال “ما رأينا مسبكاً مثل اليمن لعسكرنا، كلما جهزنا إليه عسكر ذاب ذوبان الملح، ولايعود منه إلا النفر القليل” (من كتاب “قضايا يمنية” للمفكر والأديب والشاعر اليمني الفقيد عبدالله البردوني).

 

والقبيلة اليمنية تحول اليمن إلى مقبرة للغزاة من الرومان وبني عثمان حتى بني سعود وعيال زايد وجيش بشير السودان مروراً بالإستعمار البريطاني بالجنوب الذي طردته قبائل لحج ويافع والضالع والحواشب وغيرها.

 

تلك القبيلة اليمنية العريقة تعرضت بالأمس واليوم للتشوية بالتخلف والجهل والسلاح والثأر والصراعات الداخلية بفعل فاعلين تابعين للخارج، من أجل المشاريع الصغيرة داخلياً والكبيرة خارجياً بالمشاريع الصهيونية وبإسم الإسلام في خطر، سيطر بني سعود وأدواته على القبيلة اليمنية خاصة في الشمال… واا إسلاماه… واا إسلاماه.. الإسلام في خطر من النظام الجمهوري الثوري ومن اليسار القومي والأممي.. ولاحقاً في خطر من الروافض والمجوس والفرس والشيعة وحزب الله الجديد.. وبن سعود بالمال والوهابية والإخوانية يسيطرون على القبيلة والصراع اليمني اليمني لاينتهي شمالاً وجنوباً ووسطاً وكل جغرافيا القبيلة اليمنية محرومة من خدمات وخيرات الدولة بإستثناء بيوت محدودة موالية للسلطة الموالية لبني سعود وأخيراً عيال زايد.

 

وبني سعود وعيال زايد بالفتن، واليمن واليمنيين بالقتال والإقتتال، والقبيلة للحروب المستمرة عنوان للتخلف والسلاح، وبدلاً من جنوب فرنسا والأندلس وحتى فلسطين المحتلة، أصبحنا وأمسينا في نهم وتعز ومأرب والمخاء…إلخ.

 

وحسب بيان أحد مشائخ خولان الطيال، أُذيع من إذاعة صنعاء في 2016م تقريباً، قال الشيخ الخولاني أن بني سعود هم من فخخوا وفجروا خيام مشائخ الشمال في الجنوب بعد خلاف ومشادات كلامية بين مشايخ خولان، وسلطان بن عبد العزيز آل سعود في 20 فبراير 1972م، ولتندلع الحرب بين شطري اليمن في مارس يتقدمها مشائخ الريال السعودي، وبني سعود يشعلون فتنة وحرب بين قبائل شبوة وأبين في 27 يوليو 1968م، واستمرت ثمانية أشهر والشهيد علي عنتر يحسمها في معارك البلقة.

 

وتتوالى الأحداث والتطورات وقبائل الشمال تتخلص من هيمنة وسيطرة مراكز النفوذ والفساد والوهابية والإخوان، وظهرت قبائل اليمن بمظهر مختلف عن السابق مظهر عصري وهي تحمل السلاح قبل وأثناء وبعد ثورة 21 سبتمر2014م، وبينما كان البعض يتوجس خيفة من القبائل التي ستكتسح صنعاء وتستبيح الأعراض وتنهب المال الحلال، هواجس من المعتدلين الجمهوريين بعد إغتيال الحمدي، ومن اليسار المُعتل الآخر والأول والوسط بالريال السعودي والدرهم الإماراتي والدولار الأمريكي، وهرب من هرب، وفر من فر، وقعد من قعد، ونام من نام، وتخلت الدولة والحكومة عن مهامها تجاه العدوان، بل سحبت كل الموارد والإمكانيات إلى عواصم العدوان وتخندقت في صف المعتدين، وخلت الميادين والساحات، وعند الغياب الكل والجميع في أخطر مرحلة تشهدها اليمن أرضاً وانساناً حضرت القبيلة اليمنية وملئت الفراغ بالمقاتلين والمال والغذاء، وبالمسيرة القرآنية المباركة والقائد الرمز السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، واستعادت القبيلة اليمنية دورها التاريخي والحضاري والإنساني وأين ما وُجِد الأنصار وُجِد الأمن والأمان والإستقرار، حتى للسلفية والسلفيين المهاجرين من جحيم التحرير والإغتيالات، الكل لجأ إلى حضن القبيلة اليمنية التي هجرت صنعاء وجعلتها أمن لكل الشعب اليمني ونفرت إلى كافة جبهات القتال للتعامل مع المعتدين، وبالوثيقة القبلية تبرأت القبائل من الخونة والعملاء وأهدرت دمائهم، بينما النظام الجمهوري المعتدل والدستور والقانون وقف أمام القبيلة في موقف لا يحسد عليه، وأصبحت القبيلة اليمنية هي العمود الفقري للصمود والتصدي الأسطوري للعدوان حتى في زمن إنتشار الكوليرا.

 

هذا المظهروالموقف المُوحَّد والمُشرِّف للقبيلة اليمنية ولأول مرة في التاريخ الحديث، لا يناسب العدو وأدواته بالداخل، ولابد من إختراق القبيلة وشقها، وإعادتها إلى حضن بني سعود لتحارب المجاهدين وأنصار الله، إلخ، والمؤلفة قلوبهم يصرخون “أين الراتب ياحوثي” وهم مشاركين بالحكم والسلطة، وهناك أشكال وأنواع وأصناف وموديلات حديثة من المؤلفة قلوبهم، فهذا الموديل يُصرِّح بأن أحفاد همدان من المجاهدين إنسحبوا من الجهاد تضامناً مع مشرف فاسد، وقبيلة همدان أسلمت جميعاً في يوم واحد، وقال حينها الرسول محمد صلَّ الله عليه وآله وسلم “السلام على همدان.. السلام على همدان”.. (أخرجه البخاري والبيهقي بإسناد صحيح).. والآخر يصرخ بأن أحفاد السمح بن مالك الخولاني تضامنوا مع من وصف المجاهدين بالسرق والسرابيت، وهناك من يقول بأن أحفاد أويس القرني المرادي أصبحوا في حلف مع عديمي التاريخ بني سعود ضد يمن بلقيس الحضارة والتاريخ والشورى، وهناك من يرجف بالقول ان أحفاد العنسي عمار بن ياسر متضامنين مع من باع وخان اليمن ويهددون الأنصار، وذاك الفرد يفيد أن أحفاد الشيخ عبد ربه العواضي قاهر بن سعود في حرب السبعين يوماً يخوضون حرباً دامية مع أنصار الله الذين يتصدون لنفس العدو التاريخي لليمن بن سعود وحلفائه الجدد.

 

واليوم طلقاء ثورة 21 سبتمبر 2014م، بالسياسة والبنطلون والكرافته يعقدون ندوات ومحاضرات بالسلام، والشعب تعب من الحرب والحصار…إلخ.. والطلقاء الجدد يقدمون أنفسهم حكام بالوصاية المتجددة بالمشاركة بين بني سعود وعيال زايد، وكما ملئت القبيلة الفراغ العسكري ستملئ القبيلة كل الفراغات المستحدثة وإزحة “مُعسكر ضِرار” وندوات السلام، سلام السادات والبشير بالانبطاح وبيع وتقسيم الأوطان.

 

وقالوا.. ما قالوا.. وقلنا ما قلنا.. قبائل الأمس غير قبائل اليوم بالجهاد والعقل والعلم بالبركان وإسقاط التايفون والقادم أعظم ومفاجئات البحر والجو والبر قادمة إن شاء الله القوي والقدير… وبريطانيا العظمى لم تأتي إلا من القبائل الساكسونية.. وألمانيا العظمى لم تأتي إلا من القبائل الجرمانية…. ولكل ما سبق وذكر وأكثر.. القبيلة اليمنية موحدة وصامدة ومقاومة.. حتى الإنتصار كل الإنتصار.

—————-

جميل أنعم العبسي