الكشف عن اهم 3 اسباب رئيسية دفعت بن سلمان للتخلي عن سعد الحريري؟!
الصمود/ متابعات
لماذا استقال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري؟” سؤال طرحه اقرب المقربين الى الحريري، سؤال يبدو بديهياً فالحريري لم يكن بوارد الاستقالة ابدا، بتأکید مقربون. فالرجل عاد من زيارة الى السعودية منذ ايام وقال في مستهل اول جلسة للحكومة بعد هذه الزيارة ان ” السعودية حريصة على الاستقرار السياسي في لبنان”. وقبل مغادرة الحريري للمرة الثانية الى السعودية ترأس اجتماعاً لدراسة تطبيق قانون الانتخاب وفي الختام قال لأعضاء اللجنة انه “سيسافر الى السعودية لمدة اربعة وعشرين ساعة، ولنحدد موعداً جديداً للجنة”، على ما نقل عنه احد الوزراء. ثم وفجأة اطل الرجل من مكان مجهول في السعودية ليعلن استقالته، فما الذي جرى في الزيارة الثانية؟ وما الذي دفع السعودية الى التخلي عن سعد الحريري؟
اعلن الحريري في خطاب استقالته من الرياض عن اسباب عدة دفعته الى تقديم استقالته ومن بينها استشعاره وجود دولة داخل الدولة، في إشارة إلى دور حزب الله في لبنان وسوريا والمنطقة، قائلا “إن تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربي”. ايضاً، ومن الاسباب التي ذكرها الحريري “تدخل ايران في الشؤون الداخلية للعالم العربي”.
ومن يقرأ بين سطور خطاب استقالة الحريري، ويقارنها مع انجازاته على المستوى اللبناني قبل سفره الى السعودية، من مساهمته في حل ازمة الرئاسة عبر الصفقة المعروفة التي اتت بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية واتت به رئيساً للحكومة، الى اقرار قانون الانتخابات، واقرار الموازنة لعام 2017 وتحسين المعيشة للبنانيين وسعيه الدؤوب الى المساهمة في نشر مفهوم العيش المشترك بين اللبنانيين، ومشاركته في جلسات الحوار مع حزب الله، وغيرها من الامور، يعي ان الحريري قد اجبر على الاستقالة.
وفي الأسابيع الأخيرة، جرى كلام سعودي مفاده أن المحيطين بالحريري يأخذونه أبعد مما هو مسموح، و يرى محللون اخرون ان هناك 3 اسباب رئيسية اغضبت بن سلمان ودفعته للتخلي عن سعد الحريري وهي على الشكل التالي:
1- السبب الاول: السماح للجيش اللبناني في المشاركة في عملية تحرير جرود عرسال، فالسعودية ومن خلفها امريكا حاولت اكثر من مرة ان تضغط على رئاسة الجمهورية و الحكومة لعدم السماح للجيش اللبناني المشاركة الى جانب حزب الله والجيش السوري في عملية تحرير جرود عرسال من تنظيم داعش الارهابي الذي يعتبر ورقة ضغط سعودية على لبنان وخصوصاً حزب الله في البقاع، وذلك كي لا يحصل اي شكل من التنسيق بين الاطراف الثلاثة وكي تقع فتنة طائفية بين حزب الله واهالي عرسال المحسوبين على تيار المستقبل.
2- السبب الثاني: تعيين سفير للبنان في سوريا كان من ابرز الاسباب التي دفعت السبهان الى دعوة الحريري للقدوم الى السعودية في المرة الاولى، فبنظر السعودية تعيين الحريري سعد زخيا، سفير لبنان الجديد في سوريا، يعني اعتراف الحريري بالحكومة الشرعية السورية وبالرئيس السوري بشار الاسد.
3- السبب الثالث: هو الخط الأحمر الذي قفز رئيس الحكومة فوقه، ولم يلتفت الى الإنذارات المتتالية تجاهه من قبل بن سلمان و هو السبب الرئيسي الذي عجل برحيل الحريري: استقباله الجمعة الماضية في مقر الحكومة ببيروت علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، وسفير طهران في بيروت محمد فتحعلي، رغم تحذيرات سفير السعودية في لبنان بمخاطر استقبال الوفد الايراني.
وبعد اللقاء أشاد ولايتي بـ”الرئيس الحريري والحكومة والشعب وهنئهم بالانتصارات التي تحققت في الآونة الأخيرة في مواجهة القوى الإرهابية، وتمنى المزيد من التوفيق والنجاح”، معتبرا أن “تشكيل حكومة ائتلافية بين 14 آذار و8 آذار يشكل انتصارا ونجاحا كبيرا ومباركا للشعب اللبناني”.
اشادة ولايتي بالرئيس سعد الحريري كانت الريشة التي قصمت ظهر الاخير، حيث على اثرها استدعي الحريري مرة اخرى من قبل السبهان، الذي وضعه امام خيارين اما السجن او تقديم الاستقالة وذلك بسبب ما تعتبره السعودية “هفوات متتالية” ارتكبها الحريري في الملف السوري أو في موضوع علاقات لبنان مع ايران وحزب الله.
هذا ويربط محللون اخرون تقديم الحريري استقالته من الرياض مع الذي يحصل في السعودية من اعتقال امراء كبار بتهم فساد، فهو ليس أهم من الأمير متعب بن عبد الله، الذي جَرى إبعاده من قِيادة الحرس الوطني، واقتيد إلى السجن، أو من الأمير الوليد بن طلال، الذي لم تَحميه صِلة القَرابة والدّم، أو 26 مِليارًا في أرصدته او غيرهم من الامراء.
اذاً ومع كل ما سبق، يبدو ان سعد الحريري استقال بقرارٍ أمريكي، وتنفيذٍ سعودي، ويكون بذلك لبنان قد دخل مرحلة جديدة من المواجهة السياسية العاكسة لما يحصل في المنطقة. وإذا كان حكام السعودية وامريكا برئيسها المتهور ” دونالد ترامب” قد قدموا خلال الأعوام القليلة الماضية نماذج عدة عن الجنون الذي لا يقف عند مصلحة شعب أو دولة، فإن استقالة غامضة لرئيس الحكومة سعد الحريري جاءت في سياق المستوى الجديد من العبث الامريكي – السعودي – الاسرائيلي بالمنطقة.