إندبندنت: هذا هو السبب الحقيقي لقرار ترامب بشأن القدس
الصمود| عربي 21:
نشرت صحيفة “إندبندنت” مقالا للمعلق كيم سينغوبتا، يكشف فيه عن السبب الحقيقي الذي دفع الرئيس الأمريكي دوتالد ترامب للإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل.
ويقول سينغوبتا في مقاله، ” إن ترامب خاف من خسارة قاعدته المسيحية المتطرفة، مشيرا إلى أن هناك الكثير من المسيحيين الإنجيليين الذين يربطون نهاية الزمن بسيطرة اليهود على القدس وصدام حضارات، أي المعركة الأخيرة.
ويشير الكاتب إلى أنه استقبل على حسابه في “تويتر” آخر تغريدة من جماعة “Prayergram “، وهي تصلح للموضوع الذي يريد الحديث عنه “صلاة القدس“، ومن ضمن ما ورد فيها: “بارك الله في دونالد ترامب فهو يعرف المبدأ الحقيقي للنجاح، وليس أن تكون فاهما لما تعمل وتفهم النظرية والجانب العملي، بل أن تكون على الجانب الصحيح من رحمة الرب، ومن يبارك إسرائيل يباركه الرب، ومن يلعن إسرائيل تطاله اللعنة“.
ويعلق سينغوبتا قائلا: “حتى لا يكون هناك سوء فهم، فإن الصلاة واضحة في القول: (فلو باركنا إسرائيل مهما أخطأت أو فقدت الإيمان سواء على الصعيد الشخصي أو الجماعي فسيباركنا الرب، وفي الوقت الذي يصرخ فيه العالم اسم دونالد جي ترامب، الذي تعلم البركة من أقدام والدته، وفهم الفن البسيط بعمل الشيء الصحيح مهما كانت التداعيات)”.
ويلفت الكاتب إلى أن “(Prayergram) لا ترسل صلواتها للمؤمنين فقط، لكن لغيرهم من الصحافيين الذين كتبوا بطريقة سلبية عن اليمين المسيحي المتطرف ودونالد ترامب؛ من أجل تصحيح الخطأ، وبالضرورة إنقاذ أرواح المنتقدين“.
ويفيد سينغوبتا بأن “(صلاة القدس) نشرت بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي بعدما أعلن ترامب عن نيته الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها، ولا يتجاوز عدد المؤمنين الإنجيليين 50 مليونا في الولايات المتحدة، وهم يؤمنون، بحسب الأبحاث، بالتفسير الحرفي للإنجيل، وكشف استطلاع أن 82% منهم يرون أن الرب منح فلسطين للشعب اليهودي، وهي فكرة لا تلقى رواجا إلا بين 40% من يهود الولايات المتحدة، ومن بين هؤلاء الإنجيليين من يؤمنون بـ(نهاية الزمن)، التي تسبقها سيطرة اليهود على القدس وحروب حضارات وتخيير اليهود بين اعتناق المسيحية أو غضب الله“.
وينوه الكاتب إلى أن “نقل السفارة الأمريكية لا يحظى بدعم واسع بين الأمريكيين بشكل عام، وكشف استطلاع لمعهد (بروكينغز) عن أن نسبة 31% منهم تدعم القرار، وكشفت الاستطلاعات عن أن غالبية اليهود الأمريكيين ممن لديهم مستويات تعليمية أفضل من بقية الأمريكيين وليبراليين في نظرتهم يعارضون الخطوة“.
ويستدرك سينغوبتا بأن “إعلان ترامب تم الترحيب به وبحماس من القاعدة الدينية، حيث قال جوني مور، الذي يعمل مستشار ترامب في أمور الإنجيليين إن (الموضوع يأتي في المرتبة الثانية بعد القضاء بين الداعمين الإنجيليين، وأظهر الرئيس ترامب مرة أخرى لقاعدته الإنجيلية أنه يفعل ما وعدهم بفعله)”.
وينقل الكاتب عن الراهبة في فلوريدا والمقربة من ترامب بولا وايت، قولها: “يظهر الرئيس ترامب مرة أخرى للعالم ما عرفته عنه دائما، وهو القائد الذي يريد فعل ما هو صحيح مهما كانت أصوات المتشككين والناقدين عالية، والإنجيليون يشعرون بالنشوة؛ لأن إسرائيل هي مكان مقدس، والشعب اليهودي صديق عزيز علينا“.
ويذكر سينغوبتا أن “هناك المال الذي تم تقديمه أثناء الحملة الانتخابية من جماعات اليمين المسيحي والمتشددين اليهود واللوبي الإسرائيلي في أمريكا، ويضمون الملياردير صاحب الكازينوهات شيلدون أديلسون، الذي يعد من أهم المتبرعين للجمهوريين، وقدم 20 مليون دولار، وهناك (لجنة العمل السياسي)، التي قدمت لحملة ترامب 1.5 مليون دولار، وكان أديلسون يضغط على ترامب لنقل السفارة“.
ويكشف الكاتب عن أن “ترامب لم يكن المسؤول الأكبر في الإدارة ممن أقام علاقات مع اليمين المسيحي، بل نائبه مايك بينس، الذي كان وجهه يتوهج من الفرح عندما كان ترامب يلقي خطابه حول نقل السفارة، حيث ضغط بينس على ترامب لينقل السفارة، وكذلك السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، التي حاولت التقرب من الإنجيليين عندما كانت حاكمة لساوث كارولينا“.
ويبين سينغوبتا أن “أصوات هؤلاء تغلبت على من حذروا من إشعال القرار غضب المسلمين في العالم، وتعقيد عملية التسوية والحفاظ على التحالف الدولي ضد المتشددين المسلمين، ما يعرض أمريكا للخطر، وحذر وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ووزير الدفاع جيمس ماتيس والمسؤول عن ملف المفاوضات جارد كوشنر، إلا أن تيلرسون قد يكون الضحية القادمة للإدارة، ويتم استبداله بمدير المخابرات (سي آي إيه) مايك بومبيو، ويقال إن كوشنر غير رأيه بعد حديث مع أديلسون“.
ويوضح الكاتب أنه “بالنسبة للإنجيليين، فإن نقل السفارة هو بداية نهاية الزمن، كما يقول الإنجيلي بول بيغلي من إنديانا: (الشعب اليهودي، أنا هنا، أقول لكم ويعتقدون أنه عندما يبنى الهيكل فسيظهر المسيح للشعب اليهودي وسيؤمنون به)”.
وتورد الصحيفة نقلا عن مؤسسة ومديرة “استعادة العدالة للأمم” في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية لوري كاردوزا– مور، قولها: “يعترف المسيحيون بالراوبط التوراتية لليهود، من خلال إنشاء الملك داوود للقدس عاصمة لإسرائيل القديمة ومكان المعبدين الأول والثاني، وبحسب الأنبياء حزقيال وأشعياء والحواري يوحنا فإن إسرائيل كلها تنتظر بناء المعبد الثالث، وقد يقوم الرئيس ترامب بتنفيذ إحدى المبادرات التوراتية التاريخية في رئاسته من خلال الخطوة الأولى وتفعيل قانون السفارة “.
إلا أن كاردوزا – مور ترى أنها أول خطوة وتحتاج لسنوات لنقل السفارة وبنائها من أجل أن يكون هناك سكن مناسب للدبلوماسيين.
ويقول سينغوبتا إن “الكثير من الأمور قد تحدث، وقد تنتظر الأمور كلها لحين الانتخابات المقبلة، وقد يلقى القبض على كوشنر من خلال المحقق الخاص روبرت موللر، الذي يحقق في علاقات البيت الأبيض مع روسيا، وذلك بعد توجيهه اتهامات لمدير الأمن القومي السابق مايكل فلين، وربما تعرض ترامب نفسه للمحاكمة في الكونغرس أو وجهت له اتهامات“.
ويخلص الكاتب إلى القول إن “هناك دائما إمكانية بأن القيامة ليست قريبة، وأن المعركة الأخيرة (أرماغدون) ستؤجل، ولن يعود المسيح، ولن يتحول اليهود إلى المسيحية، أو ينالوا عقاب الرب“.