السعودية تدفع ثمن حرب اليمن (تفاصيل)
الصمود | متابعات | 2015/12/29 م
قالت شبكة “بلومبرغ بزنس” الأمريكية: إنه في ظل مواجهة السعودية لانخفاض أسعار النفط وتصاعد الاضطراب الإقليمي، قررت الحكومة خفض دعم الطاقة وتوجيه الجزء الأكبر من إنفاقها العام المقبل على الدفاع والأمن.
وأشارت، إلى أن السلطات أعلنت عن زيادة أسعار الوقود والكهرباء والمياه، كجزء من خطة لإعادة هيكلة الدعم في غضون 5 سنوات. مضيفة، أن الحكومة تتجه لخفض الإنفاق العام المقبل، والخصخصة التدريجية لبعض المؤسسات المملوكة للدولة، وفرض ضريبة القيمة المضافة، فضلًا عن فرض ضريبة على التبغ.
وعزت شبكة “بلومبرغ بزنس”، سبب العجز في الميزانية إلى انخفاض أسعار النفط ومشاركة الرياض في الحرب باليمن. وذكرت أنه وفي محاولة لتقليص الاعتماد على النفط، تسعى المملكة لإنهاء اعتماد السكان على المساعدات الحكومية، وهو التحرك الذي اعتبره محللون سياسيون أمراً خطيرًا بعد ثورات الربيع العربي في 2011م، التي اجتاحت أجزاء من الشرق الأوسط.
واعتبر غانم نسيبه، مؤسس شركة “كورنرستون جلوبال أسوشيتس” الاستشارية ومقرها لندن، أن ما حدث يمثل البداية لإنهاء حقبة المال المجاني، مشيرًا إلى أن المجتمع السعودي عليه أن يعتاد على أسلوب جديد للعمل مع الحكومة، فهذه دعوة للاستيقاظ للمجتمع السعودي والحكومة بأن الأمور تتغير.
من جانبها قالت صحيفة “تليجراف” البريطانية، إن السعودية تستنزف من الاحتياطي النقدي الأجنبي بمعدل لا يمكن تحمل استمراره، وربما تضطر للتخلي عن الربط الحالي بين سعر صرف الريال مقابل الدولار، في ظل استمرار انخفاض أسعار النفط.
ونقلت الصحيفة عن خالد السويلم، مدير عام الاستثمار السابق بمؤسسة النقد العربي السعودي، أنه إذا حدث أي شيء فيما يتعلق بتغيير سعر الصرف بين الريال والدولار، فإن العواقب ستكون وخيمة، وستكون هناك خسارة خطيرة في الثقة.
وأضاف: “لكن إذا استمر الاحتياطي في التدني، كما يحدث الآن، فإنهم لن يقدروا على الحفاظ على الربط الحالي لسعر الصرف”.
وتحدثت الصحيفة عن أن تحذيره يأتي في ظل كشف وزارة المالية السعودية عن أن عجز ميزانية العام الجاري، بلغ 367 مليار ريال، مقارنة بـ54 مليار ريال في 2014م. وذكرت الصحيفة أن تحويلات العمال الأجانب في السعودية تسحب من الاحتياطي النقدي 36 مليار دولار سنوياً.
وقال السويلم، إن المملكة لا تمتلك محافظ كافية تمكنها من شن حرب استنزاف طويلة في أسواق النفط العالمية، مهما كانت المظاهر السطحية. مشيراً، إلى أن السلطات السعودية قامت بمغامرة كبرى عبر إغراق العالم بالنفط لكسب حصة بالسوق وإزاحة المنافسين، معتبراً أن الاعتقاد بأن أسعار النفط المنخفضة ستطيح بصناعة النفط في الولايات المتحدة مجرد هراء ولن تجدي.
في السياق حذرت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، من أن أي إصلاحات جذرية فيما يتعلق بالعقد الاجتماعي بين المواطنين السعوديين والأسرة الحاكمة، تهدد بوقوع خلاف ونزاع، في وقت تواجه فيه المملكة تهديداً من قبل مجموعات إسلامية متشددة مثل “داعش”.
وتناولت الصحيفة سعي الحكومة السعودية لتنفيذ خطة تتمثل في فرض ضريبة مبيعات في أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي.
وأشارت أن إجراءات التقشف الحكومية صاحبها إنفاق إضافي في أماكن أخرى، مثل الحرب التي تقودها المملكة في اليمن، و88 مليار ريال سعودي قدمها الملك سلمان لموظفي الحكومة عندما وصل للحكم في يناير الماضي، بعد وفاة الملك عبد الله.