تركيا تخلق الفوضى للسيطرة على الشرق الأوسط
ريهام التهامي
يبدو أن المسؤولين الأتراك والرئيس رجب طيب أردوغان، منزعجون؛ لأن الأمور تسير عكس ما يريدون في منطقة الشرق الأوسط، ما يضعهم في مأزق.
قال موقع جلوبال ريسيرش البحثي، إن دارسي التاريخ التركي الروسي سيفاجأون بتغير الأحداث خلال الفترة الأخيرة، رغم أن العلاقة بين أنقرة وموسكو تميزت بالفتور من قرون، وخاضت كلا منهما الحروب الإقليمية والباردة للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط.
ويوضح الموقع أن عملية إسقاط المقاتلة الروسية «سو 24»، تعد المرة الأولى التي يتم فيها إسقاط طائرة حربية روسية من قبل أحد أعضاء حلف الناتو منذ تأسيسه في نوفمبر 1952، وهناك عواقب وتهديدات، بجانب قطع العلاقات بين البلدين.
ويرى الموقع الكندي أن حسابات الطرفين تختلف، فتصر موسكو أن إسقاط الطائرة كان عملا عدائيا متعمدا من قبل سلاح الجو التركي، كما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية، ايجور كوناسنوف، أن أنقرة فعلت ذلك لإرضاء الولايات المتحدة، وعلى الجانب الآخر، تؤكدا تركيا على لسان رئيس وزرائها، أحمد داوود أوغلو: «الأراضي السورية ليست ولن تكن جزءا من أهداف روسيا الإمبريالية».
ويضيف «جلوبال ريسيرش» أن تركيا ترغب في توسيع نفوذها بمنطقة الشرق الأوسط، فمن جهة، تهاجم سوريا وحليفتها روسيا وتخلق توترات معهما، ومن جهة أخرى، تفتح جبهة قتال أخرى مع حزب العمال الكردستاني، لتكون الحرب الباردة مع روسيا والساخنة مع الأكراد.
ويؤكد الموقع أن ما تفعله تركيا سيأتي بنتائج عكسية، فمع حربها ضد حزب العمال الكردستاني والأكراد، تتجه روسيا بشكل مختلف إلى الأكرد وتتعامل معهم بشكل أكثر تعاطفا؛ لأنهم بالأساس أحد الأجنحة الفعالة في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، وفي 23 ديسمبر.
ويشير الموقع البحثي إلى أن موسكو تنفذ بعض العمليات التكتيكية لمواجهة رغبة أنقرة في توسيع نفوذها، فقررت روسيا مؤخرا دعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، والمعروف باسم وحدات حماية الشعب، في المعركة ضد داعش، رغم أن الأكراد السوريين أنفسهم كانوا حذرين من هذا الدعم.
من جانبها، قالت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية، إن تركيا تستغل الأحداث المتوترة في منطقة الشرق الأوسط؛ لمحاولة فرض سيطرتها على المنطقة، وتقويض سلطة العراق وسوريا، فتستغل الفوضى لتحقيق أهدافها الخاصة.
وترى الصحيفة أن أنقرة تستغل أكبر المآسي في الشرق الأوسط «الأزمة السورية» لفرض سيطرتها، من مدخل اللاجئين والنازحين، في محاولة لخلق الأجندات وحل الأزمة السورية، وفقا لمصالحهم الشخصية.
واختتمت الصحيقة: “تركيا والمملكة العربية السعودية يصرون على رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد؛ للتحرك داخل الأراضي السورية وتوسيع نفوذ تنظيم داعش الإرهابي”.